صنعاء - سرمد عبدالسلام

كشفت مصادر طبية يمنية عن وفاة 13 شخصاً على الأقل، معظمهم من كبار السن، منذ مطلع الأسبوع الحالي في 3 مدن يمنية، بسبب موجة الحر الشديد التي شهدتها البلاد مؤخراً.

وذكرت المصادر لـ "الوطن"، أن "5 أشخاص بينهم نساء فارقوا الحياة في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن متأثرين بدرجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت 45 درجة مئوية في عدد من المدن الساحلية".

في حين شهدت العاصمة المؤقتة عدن وفاة 3 نساء تتراوح أعمارهن بين العقدين الخامس والسادس، في حي كريتر وسط المدينة إثر تعرضهن لحالات اختناق نتيجة الحرارة العالية، بينما سجلت محافظة لحج المحاذية 5 حالات وفاة أخرى بحسب المصادر ذاتها.

وازدادت معاناة السكان المحليين في اليمن خلال الأيام الماضية وبالأخص المصابين بأمراض مزمنة كالقلب والسكري وضغط الدم، بسبب موجة الحر، في ظل تردي الأوضاع الصحية بالبلد.

وتشهد المدن الواقعة على سواحل البحرين الأحمر والعربي غرب وجنوب اليمن ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة مع دخول فصل الصيف، بعد أقل من أسبوعين على العاصفة المطرية التي ضربت السواحل والمرتفعات اليمنية مؤخراً.

في الوقت الذي تتضاعف معاناة المواطنين أكثر في المناطق غير المحررة التي لا تزال تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، وعلى وجه التحديد مدينة الحديدة، مع تردي الأوضاع الخدمية وانقطاع التيار الكهربائي عنها.

وبالرغم من انتشار بعض محطات التوليد الخاصة في مدينة الحديدة، إلا أن السكان يجدون صعوبة في تشغيل أجهزة التكييف والمراوح للتخفيف من المعاناة، وذلك بسبب الارتفاع الجنوني في قيمة التعرفة ورسوم الفواتير، التي تعادل نحو 200 ضعف مقارنة برسوم خدمة الكهرباء العامة المتوقفة منذ ما يزيد عن 4 سنوات.

وقالت يسرا سليمان التي تعيش في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، أن الوضع في مدينتها لم يعد يحتمل على الإطلاق في ظل ارتفاع قياسي في درجات الحرارة لم يسبق أن شهدتها المدن اليمنية من قبل.

وأضافت في سياق حديثها لـ "الوطن" أن "ما يفاقم هذه المعاناة لاسيما لدى الأطفال والمسنين وذوي الأمراض المزمنة هو انعدام الخدمات العامة من كهرباء ومياه وصحة والتي ربما كانت ستخفف من وطأة هذه المعاناة، في ظل العبث الكبير الذي تمارسه ميليشيات الحوثي الإجرامية دون أدنى مراعاة لحياة وأرواح البشر.