أكد مدير عام مركز خنجي للاستشارات والمدير السابق في الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية د. زكريا خنجي، أن ما يثار في وسائل الإعلام ومواقع إخبارية حول ربط التغيرات المناخية في عدة أماكن في العالم بالحرائق التي وقعت في غابات الأمازون أمر لا يمكن تأكيده إلا بدراسة ومتابعة، وأن أسباب بعض الفيضانات قد تكون مرتبطة بها، ونتائج الحرائق على البيئة والمناخ ستظهر بلا شك في المستقبل.
وأوضح خنجي أن حرائق غابات الامازون وأي حرائق اخرى بشكل عام، لها تأثير مباشر وغير مباشر، ومن التأثيرات المباشرة وأهمها إنتاج كميات ضخمة من الغازات وبشكل أساسي الغازات التي تؤثر على التغيرات المناخية مثل ثاني أكسيد الكربون، ومن الطبيعي أن تتراكم هذه الغازات في الطبيعة وتظهر اثارها ربما اليوم او بعد شهر أو بعد سنة، وربما تظهر آثارها بعد عدة عقود، فلا يمكن تحديد آثار هذه الحرائق إلا عن طريق دراسات ومن خلال متابعات.
وقال خنجي إن التغيرات التي حصلت في المناخ خلال الفترة القصيرة الماضية والتي كانت مباشرة بعد حرائق الغابات في الأمازون، قد لا تكون بسبب هذه الحرائق بشكل مباشر وربما تكون بسببها، فلا بد أن تكون هناك دلائل ومؤشرات تظهر إن هذه الكوارث والتأثيرات كانت بسبب الحرائق.
وأضاف "في الأخير تعتبر كل هذه الكوارث الطبيعية و التأثيرات على البيئة والمناخ نتيجة تراكمات، منها تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤثر بشكل او بأخر على موضوع تغير المناخ، والغازات النزرة ، وهي الغازات التي تشكل أقل من 1% من حجم غلاف الأرض الجوي" والتي تسبب التغير في المناخ، ومن أشهرها "ثاني اكسيد الكربون والميثان".
كما أكد أن للدخان المتصاعد من الحرائق تأثيرات مباشرة، حيث إن الدخان حين يتصاعد في الجو يشكل طبقة كثيفة يمنع دخول أشعة الشمس إلى المنطقة، فيحدث نوع من البرودة في المنطقة ينتج عنه تكون وتساقط الأمطار، وقد تكون الفيضانات التي حدثت في افريقيا مؤخراً بسبب هذه الطبقة الكثيفة من الدخان.
وأبدى خنجي أسفه من التركيز على الجانب البيئي والمناخي بسبب التغيرات المناخية، وعدم الالتفات للجانب الآخر المتعلق بالإنسان وصحته، حيث أن الدخان والسخام الذي يتصاعد في الجو، يصعد ولا ينزل، بل يتطاير وينتقل من منطقة إلى أخرى في الكرة الأرضية، وهذا السخام له حجم وكثافة وفي الاخير يتنفسه الإنسان ويدخل في جهازه التنفسي ويسبب له على المدى البعيد المشاكل الصحية والأمراض الخطيرة .
وأضاف "لا نعلم حتى الان عن السخام الذي تصاعد من حرائق غابات الامازون "حجمه وكميته وانتشاره" وصلته بالأمراض التي سيحدثها، بسبب عدم امتلاكنا لأي مؤشرات أو ربط، ولكن يضل هناك ربط".
كما أكد خنجي أن الحرائق الأخيرة ستتسبب في الكثير من المشاكل، بسبب فترة اشتعالها لفترة طويلة، لذا يستلزم تحديد آثارها من قبل اختصاصيين من نفس المنطقة الذين درسوا وتابعو الأحداث والتغيرات التي حصلت، ولا يمكن أن نستشف من خلال بعض المقالات والأخبار التي تربط الاحداث والكوارث مع هذه الحادثة بشكل عشوائي، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة وجود دراسات ومؤشرات صحيحة، مضيفاً "من الطبيعي أن تكون هناك تاثيرات وهذه التأثيرات متى تظهر وهل هي قريبة، كل هذا سيتحدد ويحدث في المستقبل والأكيد أنه سيحدث".