القاهرة – عصام بدوي
تعيش مواقع التواصل الاجتماعي في مصر منذ أيام حالة تميل إلى الكآبة تتخللها حملات تطالب بالإعدام للقاتل.. لم يكن القاتل هذه المرة بصورته المعتادة، ولم تكن دوافعه أيضا معتادة، بشاعة الجريمة ودوافعها حولت صفحات التواصل الاجتماعي في مصر إلى حالة من الجدل لما تعتدها منذ فترة طويلة.
قصة حزينة سطر بطولتها شاب لم يتجاوز الـ 17 من عمره، تمسك بالمبادئ والقيم، محاولا الحفاظ على كرامة فتاة، تحرش بها شاب جامعي، فكانت عقوبة دفاعه عنها هي القتل بدم بارد ليخلف وراءه أما وأبا لم تجف دموعهما.
محمود محمد البنا، 17 سنة، طالب بمدرسة السادات الثانوية بمدينة تلا، محافظة المنوفية شمال العاصمة، لقبته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بـ "شهيد الشهامة"، وذلك بعد أن قتله 4 أشخاص، بينهم طالب جامعي يدعى "محمد أشرف راجح" والمتهم الرئيس في جريمة القتل.
بدم بارد استل راجح سلاحه "مطواة" وعاونه ثلاثة آخرون بعد أن تربصوا بالضحية، ليتابعوه بالشارع المجاور للمنزل، ويقوم أحدهم بإمساكه ووضع مادة حارقة على وجهه ليباشر القاتل جريمته، ويوجه طعنات نافذة ويفروا هاربين.
وكانت الجريمة بسبب تدوينة محمود بعد أن شاهد راجح يقوم بالتحرش بإحدى الفتيات من جيرانه، وبقلب نقي، لا يعرف الغدر، عاتب راجح على تحرشه بالفتاة، ولكن الأمر قوبل بالرفض، فدون البنا قائلا، "إللى يضرب حرمة يبقى زيها"، وهو الذي أشعل غضب القاتل ليرسل له عددا من رسائل التهديد ويتوعده، إلى أن جاء وقت التنفيذ ليقتل "شهيد الشهامة".
طالب محمد البنا والد الضحية بالقصاص العادل، وأن يتم محاكمة عادلة ناجمة للمتهمين بقتل نجله، مؤكدا أن "المتهم الرئيسي في الواقعة كان له العديد من الجرائم، ونظرا لثراء أسرته، فكانت الأمور تمر دون أن يكون هناك أي عقاب، الأمر الذي يخشى أن يضيع حق نجله كباقي الوقائع"، مناشدا بأن "يتم المحاكمة العادلة الناجزة".
فيما قالت والدة البنا بصوت مذبوح، "ابني مات علشان دافع عن شرف جارته. وأقل شيء أن يتم إعدام القتلة وأن يتم إعادة حق نجلها".
ودشن نشطاء غاضبون على موقع التواصل الاجتماعي "هاشتاج" الإعدام لمحمد راجح، مطالبين بإنزال أقصى عقوبة على الجاني، وهي الإعدام.
النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي أمر بإحالة محمد أشرف راجح و3 آخرين "محبوسين"، إلى محاكمة جنائية عاجلة لاتهامهم بقتل محمود محمد سعيد البنا عمدا مع سبق الإصرار والترصد فى القضية رقم 14568 جنح تلا - المنوفية لسنة 2019.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة في القضية، عن حقيقة الواقعة التي بدأت عندما استاء المجنى عليه من تصرفات المتهم قبل إحدى الفتيات، فنشر كتابات على مواقع التواصل الاجتماعي "الإنستجرام"، أثارت غضب المتهم، وخطط لقتله بالاشتراك مع المتهمين الثلاثة.
وكانت محكمة جنايات الطفل، بمجمع محاكم شبين الكوم، قد قررت منذ يومين، تأجيل أولى جلسات محاكمة المتهم محمد راجح و3 آخرين بتهمة قتل محمود البنا المعروف باسم "شهيد الشهامة"، لجلسة 27 أكتوبر الجاري.
وقد نظم وفد من مجلس النواب المصري زيارة لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد، طالب خلالها الأب المكلوم بأن يتم المطالبة بتعديل القانون الذي سيتم الاستناد إليه في قضية القاتل، والتي سيكون بموجبها الحكم بعقوبة، لا تشفى صدور الأسرة ولن تجعل الشهيد يهنأ في رقدته.
وفى مفاجأة من العيار الثقيل، أعلن محامي القاتل ورئيس هيئة الدفاع عنه الانسحاب من القضية قبل ساعات بسيطة من انعقاد الجلسة الأولى للمحاكمة، في إشارة ودلالة كبيرة على أنه انحاز للحق، وتأكده من أن موكله قاتل.
على الجانب الآخر، رفض عدد كبير من المحامين المعروفين بمحافظة المنوفية، الانضمام إلى كتيبة الدفاع عن القاتل، مؤكدين أنهم لن يشاركوا في استكمال جريمة أخرى، وأن المحاماة مهنه شرف وكرامة قبل أي شيء، فيما ازدادت هيئة دفاع الشهيد بعدد كبير من المحامين المؤمنين بالقضية والساعين لتحقيق الأدلة والقصاص من القاتل.
القصة مليئة بالمفاجآت، وكشف عنها محمد البنا والد "شهيد الشهامة" محمود البنا، قائلا، أن عائلة القاتل "راجح"، متيسرين ماديًا، حيث إن عائلته تعودت على دفع الدية لأهالي الفتيات اللاتي يعتدي عليهن الجاني.
وأشار إلى أن الجاني، دائم الاعتداء على الفتيات حتى في إحدى المرات اعتدى على فتاة ووالدتها، مؤكدًا "أن الجاني اعتمد كليا، على أقاربه اللواءات والعمداء في الأجهزة الأمنية".
وأكد والد "شهيد الشهامة"، أن عائلة الجاني تعودت على دفع الدية لأبنهم، ذاكرًا، أن نجله المتوفي لديه من الأخلاق والشهامة العالية التي جعلته ينهر الجاني بعدما اعتدى على فتاة بالشارع.
وتابع، "يمكن الجاني وأهله معاهم فلوس ورتب، إنما إحنا مش زيهم إحنا عندنا أخلاق، ويمكن هي الأخلاق اللي عملت فينا كده".
تعيش مواقع التواصل الاجتماعي في مصر منذ أيام حالة تميل إلى الكآبة تتخللها حملات تطالب بالإعدام للقاتل.. لم يكن القاتل هذه المرة بصورته المعتادة، ولم تكن دوافعه أيضا معتادة، بشاعة الجريمة ودوافعها حولت صفحات التواصل الاجتماعي في مصر إلى حالة من الجدل لما تعتدها منذ فترة طويلة.
قصة حزينة سطر بطولتها شاب لم يتجاوز الـ 17 من عمره، تمسك بالمبادئ والقيم، محاولا الحفاظ على كرامة فتاة، تحرش بها شاب جامعي، فكانت عقوبة دفاعه عنها هي القتل بدم بارد ليخلف وراءه أما وأبا لم تجف دموعهما.
محمود محمد البنا، 17 سنة، طالب بمدرسة السادات الثانوية بمدينة تلا، محافظة المنوفية شمال العاصمة، لقبته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بـ "شهيد الشهامة"، وذلك بعد أن قتله 4 أشخاص، بينهم طالب جامعي يدعى "محمد أشرف راجح" والمتهم الرئيس في جريمة القتل.
بدم بارد استل راجح سلاحه "مطواة" وعاونه ثلاثة آخرون بعد أن تربصوا بالضحية، ليتابعوه بالشارع المجاور للمنزل، ويقوم أحدهم بإمساكه ووضع مادة حارقة على وجهه ليباشر القاتل جريمته، ويوجه طعنات نافذة ويفروا هاربين.
وكانت الجريمة بسبب تدوينة محمود بعد أن شاهد راجح يقوم بالتحرش بإحدى الفتيات من جيرانه، وبقلب نقي، لا يعرف الغدر، عاتب راجح على تحرشه بالفتاة، ولكن الأمر قوبل بالرفض، فدون البنا قائلا، "إللى يضرب حرمة يبقى زيها"، وهو الذي أشعل غضب القاتل ليرسل له عددا من رسائل التهديد ويتوعده، إلى أن جاء وقت التنفيذ ليقتل "شهيد الشهامة".
طالب محمد البنا والد الضحية بالقصاص العادل، وأن يتم محاكمة عادلة ناجمة للمتهمين بقتل نجله، مؤكدا أن "المتهم الرئيسي في الواقعة كان له العديد من الجرائم، ونظرا لثراء أسرته، فكانت الأمور تمر دون أن يكون هناك أي عقاب، الأمر الذي يخشى أن يضيع حق نجله كباقي الوقائع"، مناشدا بأن "يتم المحاكمة العادلة الناجزة".
فيما قالت والدة البنا بصوت مذبوح، "ابني مات علشان دافع عن شرف جارته. وأقل شيء أن يتم إعدام القتلة وأن يتم إعادة حق نجلها".
ودشن نشطاء غاضبون على موقع التواصل الاجتماعي "هاشتاج" الإعدام لمحمد راجح، مطالبين بإنزال أقصى عقوبة على الجاني، وهي الإعدام.
النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي أمر بإحالة محمد أشرف راجح و3 آخرين "محبوسين"، إلى محاكمة جنائية عاجلة لاتهامهم بقتل محمود محمد سعيد البنا عمدا مع سبق الإصرار والترصد فى القضية رقم 14568 جنح تلا - المنوفية لسنة 2019.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة في القضية، عن حقيقة الواقعة التي بدأت عندما استاء المجنى عليه من تصرفات المتهم قبل إحدى الفتيات، فنشر كتابات على مواقع التواصل الاجتماعي "الإنستجرام"، أثارت غضب المتهم، وخطط لقتله بالاشتراك مع المتهمين الثلاثة.
وكانت محكمة جنايات الطفل، بمجمع محاكم شبين الكوم، قد قررت منذ يومين، تأجيل أولى جلسات محاكمة المتهم محمد راجح و3 آخرين بتهمة قتل محمود البنا المعروف باسم "شهيد الشهامة"، لجلسة 27 أكتوبر الجاري.
وقد نظم وفد من مجلس النواب المصري زيارة لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد، طالب خلالها الأب المكلوم بأن يتم المطالبة بتعديل القانون الذي سيتم الاستناد إليه في قضية القاتل، والتي سيكون بموجبها الحكم بعقوبة، لا تشفى صدور الأسرة ولن تجعل الشهيد يهنأ في رقدته.
وفى مفاجأة من العيار الثقيل، أعلن محامي القاتل ورئيس هيئة الدفاع عنه الانسحاب من القضية قبل ساعات بسيطة من انعقاد الجلسة الأولى للمحاكمة، في إشارة ودلالة كبيرة على أنه انحاز للحق، وتأكده من أن موكله قاتل.
على الجانب الآخر، رفض عدد كبير من المحامين المعروفين بمحافظة المنوفية، الانضمام إلى كتيبة الدفاع عن القاتل، مؤكدين أنهم لن يشاركوا في استكمال جريمة أخرى، وأن المحاماة مهنه شرف وكرامة قبل أي شيء، فيما ازدادت هيئة دفاع الشهيد بعدد كبير من المحامين المؤمنين بالقضية والساعين لتحقيق الأدلة والقصاص من القاتل.
القصة مليئة بالمفاجآت، وكشف عنها محمد البنا والد "شهيد الشهامة" محمود البنا، قائلا، أن عائلة القاتل "راجح"، متيسرين ماديًا، حيث إن عائلته تعودت على دفع الدية لأهالي الفتيات اللاتي يعتدي عليهن الجاني.
وأشار إلى أن الجاني، دائم الاعتداء على الفتيات حتى في إحدى المرات اعتدى على فتاة ووالدتها، مؤكدًا "أن الجاني اعتمد كليا، على أقاربه اللواءات والعمداء في الأجهزة الأمنية".
وأكد والد "شهيد الشهامة"، أن عائلة الجاني تعودت على دفع الدية لأبنهم، ذاكرًا، أن نجله المتوفي لديه من الأخلاق والشهامة العالية التي جعلته ينهر الجاني بعدما اعتدى على فتاة بالشارع.
وتابع، "يمكن الجاني وأهله معاهم فلوس ورتب، إنما إحنا مش زيهم إحنا عندنا أخلاق، ويمكن هي الأخلاق اللي عملت فينا كده".