في عصر التكنولوجيا والجداول اليومية المزدحمة، يكتسب النوم أهمية كبيرة. وتثير كتب مثل "ثورة النوم" من تأليف أريانا هافينغتون اهتماما متجددا بموضوع الحصول على قسط كافٍ من النوم من أجل الحفاظ على الصحة العامة.

وتظهر العديد من الدراسات أن الحرمان من النوم يمكن أن يكون له آثار معرفية سلبية، كما يمكن أن يؤدي إلى المعاناة من ضعف الوظيفة الحركية، وفقا لما نشره موقع My Fitness Pal والذي يورد فيما يلي عددا من الأخطاء الشائعة الواجب تجنب الوقوع فيها للاستمتاع بقسط وافر من النوم العميق.

ويكمن الخطأ الأول في النوم في درجة حرارة مرتفعة، حيث توصي مؤسسة النوم الوطنية الأميركية بأن تكون درجة حرارة غرفة النوم تتراوح بين 18 و20 درجة، من أجل الحصول على نوم أمثل، حتى إن إحدى الدراسات أظهرت أن النوم في غرفة تبلغ حرارتها 19 درجة يمكن أن يساعد في الوقاية من الأمراض الأيضية، مثل مرض السكري. وعلى الرغم من أن تلك الدرجات ربما تكون باردة جدا بالنسبة لمعظمنا خلال اليوم، لكن يمكن ضبط حرارة مكيف الهواء على جدول ليلي، حتى تكون الغرفة باردة بما يكفي للنوم. كما ينصح الخبراء بارتداء ملابس مريحة لتحسين الدورة الدموية وبالتالي الحصول على نوم مريح.

أما الخطأ الشائع الثاني فهو استخدام وسادة قديمة، إذ تتعرض مساند الرأس الرقيقة الطبقات إلى التلف بأسرع مما يعتقده البعض، وتوصي مؤسسة النوم الوطنية الأميركية بشراء وسادات رأس جديدة كل عامين. ومن بين طرق اختبار مدى جودة الوسائد أن يتم طي الوسادة إلى النصف، فإذا لم تعد على الفور إلى شكلها المعتاد، فمن الأفضل استبدالها. كما يمكن أن تكون الوسائد ممتلئة بالعث والجلد الميت، مما قد يصيب مستخدمها بالحساسية، لذلك من الأفضل كثيرا تجديد الوسادة.

ويأتي ثالثا عدم قضاء وقت للاسترخاء، فإذا كان الشخص ممن يعملون بشكل محموم على الكمبيوتر المحمول مباشرة قبل النوم، فلن يمكن أن يتوقع نتائج رائعة في النوم. ومن ثم فإن عليه أن يخصص جانبا حتى 5 دقائق للقيام ببعض التنفس العميق، والتمدد الخفيف، والقراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة قبل أن يأوي إلى الفراش، وعندما يستلقي في الفراش، فسيكون جسمه مستعدا للنوم.

كما أن تناول الكثير من السكر أو السعرات الحرارية قبل النوم مباشرة، يؤدي إلى ارتفاع وانخفاض سكر الدم بسرعة أثناء النوم، مما يؤدي إلى الاستيقاظ في منتصف الليل.

ويمكن أن يعاني من يتناولون الشوكولاتة في وقت متأخر ليلا من حالات الأرق، حيث إن قطعة شوكولاتة تحتوي على 3 أضعاف كمية الكافيين في فنجان قهوة منزوع الكافيين. وتحتوي الشوكولاتة أيضا على الثيوبرومين، وهو مركب يمكن أن يزيد معدل ضربات القلب ويبقي الشخص مستيقظا.

وآخر خطأ شائع يقع به الكثيرون هو النظر في الساعة، حيث ينصح الخبراء بضبط المنبه قبل الدخول إلى الفراش وتجنب النظر إلى الساعة بعدئذ. ويحذر الخبراء من أن الوقوع في خطأ النظر إلى الساعة قبل الاستغراق في النوم يؤدي للإصابة بالأرق أو عدم الحصول على نوم عميق، حيث سيبدأ حالة سباق في العقل للاستغراق في النوم وهو ما يسفر عن نتائج عكسية. وإذا حدث واستيقظ الشخص في منتصف الليل، فعليه مقاومة الرغبة في النظر إلى الساعة وأن يقوم بتنظيم تنفسه بدلاً من ذلك، لأن الاستغراق في النوم يحدث بالاسترخاء والراحة وهو ما يفتقده الشخص إذا نظر إلى الساعة وبدأ عقله في التفكير بموعد الاستيقاظ.