عثروا في كهف بإندونيسيا، على رسم صخري، يمكن اعتباره أقدم عمل فني بالتاريخ، فعمره 44 ألف عام، ويصوّر مشهداً لصيد بري، انتشرت فيه حيوانات بعضها غريب الشكل يطاردها أشباه بالبشر، معروف نوعهم باسم Therianthropes للعلماء، طبقاً لما ذكرته دراسة نشرتها مجلة Nature العلمية البريطانية في عددها الحالي بالأسواق.

ورد في الدراسة، أن 8 أشباه بالإنسان، لبعضهم منقار ولآخرين ذيل، ظهروا في رسوم مشهد الصيد الغالب فيها اللون الأحمر والمحفوظة بشكل جيد للغاية "وهم من نراهم بعد الثانية 50 من الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أدناه، يصطادون بالرماح أو الحبال خنزيرين و4 جواميس" من فصيلة Anoa المميزة بأن جاموسها الشبيه بالأيائل قزمي النوع، منتشر بالغابات المطيرة في إندونيسيا بشكل خاص. أما عن الكهف، فاتخذه البشر الأوائل بالعصر "البليستوسيني" المتأخر، مأوى وسكناً، وهو سابق الكهوف البشرية المماثلة له في أوروبا بأكثر من 23 ألف سنة.

إلا أن أهم ما في الرسم، البالغ طوله 4 أمتار، وفقاً لخبير الفن الصخري الإندونيسي، الدكتور Adhi Oktaviana الناشط مع المركز الوطني للأبحاث والآثار في العاصمة جاكرتا، أنه يعزز الاعتقاد بأن "فن الصخور" في العصور المبكرة "قد يسهم بتقديم رؤية لا تقدر بثمن حول ظهور الروحانية الإنسانية وانتشار المعتقدات والممارسات الفنية التي شكلت عقولنا بالعصر الحديث"، في إشارة إلى أن الرسم الذي عثر عليه الفريق العلمي يؤكد وجود ميل للإيمان الديني لدى إنسان ذلك الزمن البعيد، لتصويره أشخاص مشهد الصيد بأشكال خيالية.

أما مؤلف الدراسة، وهو Maxim Aubert أستاذ العلوم الأثرية بجامعة Griffith University في ولاية "كوينزلاند" الأسترالية، فقال: "إن الأكثر إثارة في بحثنا، هو أن الرسم يحتوي على جميع المكونات الرئيسية المتعلقة بالإدراك الحديث، كالفن التصويري ورواية القصص والعلوم الدينية، لذلك لا بد أن يكون له أصل أقدم بكثير، ربما بإفريقيا، أو بعد مغادرتنا لها بفترة وجيزة" في إشارة لانطلاق الإنسان القديم من القارة السمراء التي ظهر فيها أولاً، وانتشاره منها عبر مئات آلاف السنين في بقية أنحاء العالم.



والعمل الفني الذي تم العثور عليه في الكهف، هو من الحجر الجيري، ووجدوه في إقليم سولاويزي الجنوبي بإندونيسيا، المعروفة بأنها موطن لكثير من كهوف الحجر الجيري، حيث تمت اكتشافات أخرى بجهد من مجموعة الباحثين نفسها، والتي عثرت في 2014 على واحدة من أقدم الأشكال اليدوية للفن الصخري والتي يرجع تاريخها إلى 40000 عام، لذلك أضاف مكسيم أوبيرت: "أن هناك ما لا يقل عن 242 موقعاً معروفاً لفن الكهوف في المنطقة ذاتها من الإقليم نفسه، وربما مئات أخرى تنتظر من يعثر عليها" وفق اعتقاده.ما تم العثور عليه في 2014 بجهد من علماء جيولوجيا وآثار، معظمهم من جامعة Griffith University الأسترالية، كان جدارية في كهف مهجور بثالث أكبر جزيرة في العالم، وهي "بورنيو" بالشمال الإندونيسي، واعتبروا في نوفمبر العام الماضي أن ما عثروا عليه هو أقدم نموذج معروف لرسم حيوان، ففي الرسم وجدوا صورة ظلية حمراء لكائن شبيه بالثور، رسمه اليدوي أقدم قليلاً من لوحات الحيوانات المماثلة الموجودة فى كهوف أوروبية شهيرة، وفقاً لما ألمت به "العربية.نت" من تحقيق عن الرسم نشرته Nature أيضاً ذلك الوقت، وفيه ورد أن الرسم الرمزي ظهر في كل من آسيا وأوروبا في الوقت نفسه تقريباً.