مع استمرار ارتفاع عدد حالات المصابين بفيروس كورونا المستجد (COVID-19)، أصبح هناك جدل حول ضرورة ارتداء الكمامات عند مغادرة المنزل.
أوضحت التقارير الطبية أن فيروس كورونا المستجد ينتقل عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي الناجم عن السعال أو العطس للشخص المصاب، أو الجزيئات الموجودة على الأسطح الملوثة، لذلك فإن استخدام وسائل الحماية، مثل: قفازات اليد، والكمامات، والنظارات والملابس الواقية تقتصر على العاملين في المجال الطبي، ولكننا نلاحظ أن الكمامات على وجه التحديد أصبحت أكثر انتشار بين عامة الناس، فما هو السبب؟
حتى وقت قريب كانت منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تنصح الناس بعدم ارتداء الكمامات ما لم يكونوا مرضى أو يقوموا برعاية أحد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، أو مشتبه في إصابتهم بالعدوى، مع التأكيد على أن إجراءات بسيطة مثل: غسل اليدين بالماء والصابون بشكل مستمر، أو استخدام الكحول، وعدم ملامسة الوجه تعتبر كافية لمنع انتقال الفيروس.
ولكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أوصت يوم الجمعة الماضي بأن يرتدي الجميع أغطية للوجه كالأغطية القماشية غير الطبية في الأماكن العامة للمساعدة في إبطاء انتشار الفيروس، وعلى الرغم من ذلك لا يزال هناك بعض الهيئات الصحية التي توصي بعدم ارتداء الكمامات الطبية وتركها للأطباء والممرضين الذين يتعاملون مع مرضى فيروس كورونا مباشرة، تجنبًا لتفاقم مشكلة نقص الكمامات التي تعاني منها الكثير من الدول.
ويؤكد الأستاذ في الطب وعلم الأحياء الدقيقة بجامعة روتجرز (مارتن بليزر) "إن هناك أدلة علمية واضحة على أن أقنعة الوجه توفر بعض الحماية ضد الفيروسات ويجب ارتداؤها".
إذ ينتقل هذا الفيروس بشكل رئيسي عن طريق التنفس، والرذاذ الناجم عن أشخاص مصابين، ولكن جزءا كبيرا من انتشاره يأتي من أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض، لذلك فهناك احتمالية لو بسيطة لانتقال الفيروس إليك من أي شخص قد لا يعلم أنه مصاب بعد ، وهذا ما يحدث في جميع أنحاء العالم حيث ينتشر هذا الفيروس بسرعة، وارتداء الكمامة هو إحدى الطرق للحصول على بعض الحماية، فهي ليست حماية كاملة بنسبة 100% ولكنها تساعد بشكل كبير في تقليل فرص انتشار الفيروس.
يقول (مارتن بليزر) إنه غير متأكد من مدى فعالية الحماية التي توفرها الكمامات المصنوعة من القماش في المنزل، حيث إنه لا يوجد الكثير من الأبحاث في هذا المجال. ولكنها بالتأكيد ستوفر بعض الحماية، وبالرغم من أن مستواها سيكون أقل من الكمامة الطبية، لكنها أفضل من عدم ارتداء أي شيء.
وللحصول على حماية أفضل عند مغادرة المنزل يجب عليك تجنب الاقتراب من الأشخاص، حيث تنتشر العدوى بواسطة الأشخاص والأشياء التي يلمسونها أو تصلها أنفاسهم.
ويضيف "في الأيام الأولى للوباء سعت الهيئات الصحية لإقناع الناس أن استخدام قناع الوجه لا يوفر حماية كاملة، لمنعهم من ارتدائها. وفي رأيي كان ذلك خطأً، والآن أصبح هناك إجماع في النهاية على أن ارتداء الكمامات يعتبر فكرة جيدة، وأنا أوافق على ذلك".