سماهر سيف اليزل

أكد عدد من المواطنين أن شهر رمضان عادة يشهد مظاهر حيوية، بدءاً من الطقوس الروحانية، مروراً بالاجتماعية، وانتهاء بالأجواء الترفيهية الخاصة، لكنه فقد كثيراً منها هذا العام على غير عادته، حيث يشهد إغلاقاً كبيراً بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي غيب مشاهد رمضان المعروفة، أبرزها صلاة التراويح، والمجالس الرجالية والزيارات والتجمعات العائلية، والخيم الشبابية، والاحتفالات الشعبية «بالقرقاعون»، والأماسي النسائية «الغبقات «، وغيرها الكثير الكثير.

وعن ذلك، قال سلمان يوسف: «بالمقارنة مع رمضان 2019 فإن رمضان 2020 غير عادات المجتمع بشكل كبير وواضح، حيث اعتدنا في شهر رمضان كل سنة الالتزام بطاعة الله وأداء العبادات، خاصة صلاة التراويح، والعمرة في العشر الأواخر، وتبادل التهاني وزيارة الأرحام والإفطار الجماعي خارج البيوت، سواء في الخيم الرمضانية أو أمام المساجد، وكذلك تبادل الزيارات مع الجيران والأصدقاء، وتبادل الأطباق الرمضانية الشعبية بين بيوت «الفريج»، بالإضافة إلى امتلاء المجالس الرجالية بعد التراويح بالرجال للتسامر والتشاور والتحاور في عدة أمور مختلفة، وكل هذا اختفى تماماً في رمضان هذه السنة، فأصبح التواصل إلكترونياً، وتوقفت أغلب أنواع الزيارات، وأكثر ما فقدناه هذه السنة هو صلاة التراويح، وقيام العشر الأواخر والاعتكاف في المساجد».

وأوضح: «كل ذلك امتثالاً لأوامر الجهات المختصة التي تطالب بعدم التقارب الجسدي، تجنباً للإصابة بفيروس كورونا، وعدم الخروج إلا للضرورة»، مشيراً إلى أنه «ورغم الحنين لكل تلك العادات والتقاليد، إلا أنه من أجل سلامة الجميع يفضل الالتزام بالإجراءات الوقائية حتى نعود إلى عاداتنا الاجتماعية الطيبة مرة أخرى بمجتمع قوي ومتماسك».

من جهته قال عيسى علي: «للبحرين في رمضان عادات وتقاليد خاصة، فشهر رمضان هو شهر الرحمة والبركة والجود والعطاء ، يحرص الجميع فيه على تقوية صلة الرحم وزيارة الكبار والمرضى، وتعمر المساجد بالمصلين من النساء والرجال وحتى الأطفال، كما تظل حركة الشوارع حتى سويعات الصبح ، وتقام فيه الخيام والمجالس الرمضانية لنشر العلم والتثقيف في الدين ، ولكنه هذه السنة جاء بظروف استثنائية فرضت علينا التغيير، وحرمتنا مما نحب أن نحييه في رمضان بعكس العام الماضي الذي كان زاهياً جميلاً مليئاً بالبهجة، حافلاً بالمهرجانات الشعبية والفعاليات على عكس هذه السنة التي حرصت الأسر فيها على تطبيق قرارات التباعد الاجتماعي واختصرت جميع الفعاليات داخل أسوار المنازل للحفاظ على السلامة العامة، ومعاونة الدولة على مكافحة المرض، وفضلت القيام بكل الأمور بشكل مصغر لإبقاء روح الشهر الكريم».

فيما قالت زهراء يونس: «أتانا شهر رمضان هذا العام في ظل ظروف استثنائية بسبب فیروس كورونا، كونت حاجزاً بيننا وبين العادات والتقاليد العائلية، فالزيارات توقفت وصلة التراحم باتت عن طريق الهاتف، ومائدة الإفطار تقلص أعداد أفرادها، مساجدنا لم تفتح أبوابها لتصدح بصوت صلاة التراويح، الخیم الرمضانية لا توجد، الأطباق لم تخرج إلى الجيران، المجالس الرمضانية لم تعد موجودة، على عكس الأعوام السابقة».

وأضافت: «نفتخر ونعتز بعاداتنا الاجتماعية والشعائر الدينية، فهي غالية علينا، ونتأثر لعدم ممارستنا، لكن في ظل هذه الظروف سنؤجلها قليلاً، فتباعدنا رحمة لبعضنا، وتقاربنا يسبب المضرة، والوقاية خير من العلاج».

أما ميناس محمد فقالت: «عانينا كثيراً هذه السنة بسبب تفشي الوباء حول العالم، وتغيرت أنماط حياتنا منذ بداية السنة، ولكن أصعب تغيير واجهناه كان تغيير العادات الرمضانية، الدينية والاجتماعية، ومظاهر الحياة التي اعتدنا عليها في رمضان بالتحديد، حيث اختلف رمضان هذه السنة اختلافاً تاماً عن السنة الماضية، وافتقدنا الصــلاة، وجمعات الأهل، والاحتفالات المختلفة، والمعارض الرمضانية التي كانت تهدف لدعم المشاريع المنزلية الصغيرة، لقد تغيرت بهجة رمضان هذا العام، ولكن بالنظر إلى الأوضاع الحاصلة في جميع بلدان العالم، فإن هذه الأمور الاحترازية، من تعقيم وحظر، تصب في مصلحتنا وتكاتفنا معاً هو مصدر قوتنا لمحاربة هذا الوباء».