سماهر سيف اليزل
يستعد أبناء الأمة الإسلامية قاطبة هذه الأيام لتوديع ضيف مبارك وغال على قلوبهم؛ لأنه أتاهم بالخيرات والبركات، وعمل على إصلاح النفوس الأمارة بالسوء، وجردها لله وحررها من أثقال الماديات، وعودها على الأمانة والصدق في السر والعلن.
إنه ضيف يشحذ همم العباد والزهاد بشعائر تعبدية تقوي إيمانهم، وترفع درجاتهم، وتسمو بأخلاقهم، وتدفعهم إلى الامتثال لأوامر الله - سبحانه وتعالى - واجتناب نواهيه؛ ليحلقوا في أجواء روحانية، ويتخلصوا من غبار الصفات الحيوانية، ناهيك عن أنه يورثهم الخشية، وينمي فيهم ملكة المراقبة، ويقيهم من الوقوع في المآثم، وينجيهم من عذاب الآخرة، ويشق لهم طريقاً موصلاً إلى رضوان الملك الديان، والظفر بجنته... ولكن كيف نودع هذا الشهر الفضيل؟
يقول الشيخ عبدالله المناعي: "علينا أن نودع رمضان بأن نستثمر الأيام الباقية من هذا الشهر بالاجتهاد في أنواع العبادة، من المحافظة على الصلوات المفروضة، وصلاة التطوع؛ كالقيام "التراويح"، وذكر الله تعالى؛ كالتسبيح والتحميد، والتكبير والتهليل، وتلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل، وطلب العلم النافع، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم "الأقارب"، وإكرام الجار والضيف، وعيادة المريض، والسخاء في الإنفاق على الفقراء والمساكين والمشاريع الخيرية، ودعاء الله تعالى، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والاعتكاف، وإخراج زكاة الفطر في موعدها قبل صلاة العيد، والتفكر في أحوال المسلمين، والتأمل في مستقبل الإسلام، وأن نعيش في رحاب رمضان بقلوب صافية، ونفوس مطمئنة، وأخوة صادقة، وحب وتعاون وتراحم، مع جميع المسلمين الذين تربطنا بهم أواصر العقيدة الإسلامية السمحاء؛ من أجل بناء مستقبل جديد وأفضل لأمتنا الإسلامية".
وأضاف: "مع اقتراب المارثون الرمضاني على الانتهاء يجب علينا ان نتذكر رحيلنا، ونحن نودع الشهر، وان ننتبه لسرعة مرور الأيام، وانقضاء الأعوام، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين، وعِظة للمتعظين؛ قال -عز وجل-: ﴿يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار﴾ النور: 44، فيا من ستودع رمضان، تذكر أنك ستودع الدنيا، فماذا قدمت لله؟ هل أنت مستعد للقائه؟ إن من عزم على سفر، تزود لسفره، وأعد العدة، فهل أعددت زاداً لسفر الآخرة؟ فعجباً لمن أعد للسفر القريب، ولم يعد للسفر البعيد".
وتابع المناعي: "على مودع رمضان إن يحذر من أن يكون من المسلمين الذين هم على صلاتِهم يحافظون، فإذا انقضى رمضان، أضاعوا الصلاةَ، واتبعوا الشهوات، وكثير من المسلمين يجتنبون في رمضان مشاهدة المحرمات، وسماع الأغاني، فإذا انقضى رمضان، عادوا إلى ما كانوا عليه من الباطل، وهؤلاء يخشى عليهم أن يختم لهم بالسيئات، فيا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب، واصل مسيرتك، وجد في الطلب، ويا من صامت عينه في رمضان عن النظر المحرم، غض طرفك ما بقيت، يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت، ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول، وما يستقذر من سماع غيبة، أو نميمة، أو غناء، أو لهو، اتق الله ولا تعد، اتق الله، ولا تعد، ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام، وعن أكل الحرام، اتق الله في صيامك، ولا تذهب أجرك بذنبك، ولقد ذم السلف هذا الصنف من الناس، وهذا النوع من الأجناس، قيل لبشر: إن قوماً يجتهدون ويتعبدون في رمضان، فقال: "بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، إن الصالح يجتهد ويتعبد السنة كلها".
{{ article.visit_count }}
يستعد أبناء الأمة الإسلامية قاطبة هذه الأيام لتوديع ضيف مبارك وغال على قلوبهم؛ لأنه أتاهم بالخيرات والبركات، وعمل على إصلاح النفوس الأمارة بالسوء، وجردها لله وحررها من أثقال الماديات، وعودها على الأمانة والصدق في السر والعلن.
إنه ضيف يشحذ همم العباد والزهاد بشعائر تعبدية تقوي إيمانهم، وترفع درجاتهم، وتسمو بأخلاقهم، وتدفعهم إلى الامتثال لأوامر الله - سبحانه وتعالى - واجتناب نواهيه؛ ليحلقوا في أجواء روحانية، ويتخلصوا من غبار الصفات الحيوانية، ناهيك عن أنه يورثهم الخشية، وينمي فيهم ملكة المراقبة، ويقيهم من الوقوع في المآثم، وينجيهم من عذاب الآخرة، ويشق لهم طريقاً موصلاً إلى رضوان الملك الديان، والظفر بجنته... ولكن كيف نودع هذا الشهر الفضيل؟
يقول الشيخ عبدالله المناعي: "علينا أن نودع رمضان بأن نستثمر الأيام الباقية من هذا الشهر بالاجتهاد في أنواع العبادة، من المحافظة على الصلوات المفروضة، وصلاة التطوع؛ كالقيام "التراويح"، وذكر الله تعالى؛ كالتسبيح والتحميد، والتكبير والتهليل، وتلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل، وطلب العلم النافع، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم "الأقارب"، وإكرام الجار والضيف، وعيادة المريض، والسخاء في الإنفاق على الفقراء والمساكين والمشاريع الخيرية، ودعاء الله تعالى، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والاعتكاف، وإخراج زكاة الفطر في موعدها قبل صلاة العيد، والتفكر في أحوال المسلمين، والتأمل في مستقبل الإسلام، وأن نعيش في رحاب رمضان بقلوب صافية، ونفوس مطمئنة، وأخوة صادقة، وحب وتعاون وتراحم، مع جميع المسلمين الذين تربطنا بهم أواصر العقيدة الإسلامية السمحاء؛ من أجل بناء مستقبل جديد وأفضل لأمتنا الإسلامية".
وأضاف: "مع اقتراب المارثون الرمضاني على الانتهاء يجب علينا ان نتذكر رحيلنا، ونحن نودع الشهر، وان ننتبه لسرعة مرور الأيام، وانقضاء الأعوام، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين، وعِظة للمتعظين؛ قال -عز وجل-: ﴿يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار﴾ النور: 44، فيا من ستودع رمضان، تذكر أنك ستودع الدنيا، فماذا قدمت لله؟ هل أنت مستعد للقائه؟ إن من عزم على سفر، تزود لسفره، وأعد العدة، فهل أعددت زاداً لسفر الآخرة؟ فعجباً لمن أعد للسفر القريب، ولم يعد للسفر البعيد".
وتابع المناعي: "على مودع رمضان إن يحذر من أن يكون من المسلمين الذين هم على صلاتِهم يحافظون، فإذا انقضى رمضان، أضاعوا الصلاةَ، واتبعوا الشهوات، وكثير من المسلمين يجتنبون في رمضان مشاهدة المحرمات، وسماع الأغاني، فإذا انقضى رمضان، عادوا إلى ما كانوا عليه من الباطل، وهؤلاء يخشى عليهم أن يختم لهم بالسيئات، فيا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب، واصل مسيرتك، وجد في الطلب، ويا من صامت عينه في رمضان عن النظر المحرم، غض طرفك ما بقيت، يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت، ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول، وما يستقذر من سماع غيبة، أو نميمة، أو غناء، أو لهو، اتق الله ولا تعد، اتق الله، ولا تعد، ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام، وعن أكل الحرام، اتق الله في صيامك، ولا تذهب أجرك بذنبك، ولقد ذم السلف هذا الصنف من الناس، وهذا النوع من الأجناس، قيل لبشر: إن قوماً يجتهدون ويتعبدون في رمضان، فقال: "بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، إن الصالح يجتهد ويتعبد السنة كلها".