وليد صبري

حذرت استشارية الصحة العامة، ورئيس جمعية أصدقاء الصحة، د. كوثر العيد، من "صيام مرضى مصابين بأمراض معينة في القلب والذبحة الصدرية، دون استشارة الطبيب المختص"، موضحة أن "فئة من مرضى بالقلب ينصح بعدم صيامهم، وهم المرضى المصابون بفشل القلب "قصور القلب" غير المستقر، ومرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو غير المستجيبة للعلاج، ومرضى الجلطة القلبية الحديثة، وحالات الضيق الشديد أو القصور الشديد في صمامات القلب، والحمى الرئوية "الروماتيزمية" النشطة، والاضطرابات الخطيرة في نظم القلب، وخلال فترة الأسابيع التي تعقب عمليات جراحة القلب".

وأضافت د. كوثر العيد في تصريحات لـ "الوطن" أن "من بين أمراض القلب وتصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم"، مشيرة إلى أن "الصيام يفيد في علاج ارتفاع ضغط الدم، فإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة، كما أن ممارسة النشاط البدني يفيد في خفض ضغط الدم المرتفع، وإذا كان ضغط الدم مسيطراً عليه بالدواء أمكن للمريض الصيام شريطة أن يتناول أدويته بانتظام، فهناك أدوية لارتفاع ضغط الدم تعطى مرة واحدة أو اثنتان في اليوم".

وذكرت أن "فشل القلب نوعان، فشل القلب الأيسر، وفشل القلب الأيمن، ويشكو المريض عادة من ضيق النفس عند بذل مجهود، وقد يحدث ضيق النفس أثناء الراحة، وينصح المصاب بفشل القلب الحاد بعدم الصيام، حيث يحتاج لتناول مدرات بولية وأدوية أخرى مقوية لعضلة القلب وكثيراً ما يحتاج إلى علاج في المستشفى، أما إذا تحسنت حالته واستقر وضعه، وكان لا يتناول سوى جرعات صغيرة من المدرات البولية فقد يمكنه الصيام".

ولفتت إلى أنه "ينبغي استشارة طبيب القلب المختص فهو الذي يقرر ما إذا كان المريض قادراً على الصوم أم لا، إذ يعتمد على شدة المرض وكمية المدرات البولية التي يحتاج إليها".

وفيما يتعلق بالذبحة الصدرية، أفادت د. كوثر العيد بأنها "تنجم عادة عن تضييق في الشرايين التاجية المغذّية لعضلة القلب، وإذا كانت أعراض المريض مستقرة بتناول العلاج، ولا يشكو المريض من ألم صدري أمكنه الصيام في شهر رمضان، بعد أن يراجع طبيبه للتأكد من إمكانية تغيير مواعيد أخذ الدواء، أما مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو الذين يحتاجون لتناول حبوب تحت اللسان أثناء النهار فلا ينصحون بالصوم، وينبغي عليهم مراجعة الطبيب المختص لتحديد خطة العلاج".

وبشأن جلطة القلب "احتشاء العضلة القلبية"، أوضحت د. كوثر العيد أنها "تنجم عن جلطة القلب نتيجة انسداد في أحد شرايين القلب التاجية، وهذا ما يؤدي إلى أن تموت خلايا المنطقة المصابة من القلب، ولا ينصح مرضى الجلطة الحديثة، وخاصة في الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة بالصيام، أما إذا تماثل المريض للشفاء، وعاد إلى حياته الطبيعية، فيمكنه حينئذ الصيام، شريطة تناوله الأدوية بانتظام".

وقالت إن "أمراض صمامات القلب تنشأ عادة عن إصابة هذه الصمامات بالحمى الرئوية "الحمى الروماتيزمية"، في فترة الطفولة، فيحدث تضييق أو قصور في الصمام نتيجة حدوث تليف في وريقات الصمام، وإذا كانت حالة المريض مستقرة، ولا يشكو من أعراض تذكر أمكنه الصيام، أما إذا كان المريض يشكو من ضيق النفس ويحتاج إلى تناول المدرات البولية فينصح بعدم الصوم".

وذكرت أن "هناك مرضى بالقلب ينصحون بعدم الصيام وهم المرضى المصابون بفشل القلب "قصور القلب" غير المستقر، ومرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو غير المستجيبة للعلاج، ومرضى الجلطة القلبية الحديثة، وحالات التضيبق الشديد أو القصور الشديد في صمامات القلب، والحمى الرئوية "الروماتيزمية" النشطة، والاضطرابات الخطيرة في نظم القلب، وخلال فترة الأسابيع التي تعقب عمليات جراحة القلب".

وشددت د. كوثر العيد على أن "تقرير إمكانية الصيام من عدمه ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تقرير قواعد عامة لجميع المرضى، بل ينبغي بحث كل مريض على حدة وحسب تعليمات طبيبه المختص، فهو يملك ما يكفيه من المعطيات التي تمكنه من نصح مريضه بإمكانية الصوم أو عدمه وطريقة توزيع جرعات الدواء".