مريم بوجيري

تحرص معظم الأسر على تعويد الأطفال على الصيام لكن قد يواجه البعض من أولياء الأمور صعوبة في تلك العملية والتي تتطلب كثيراً من الوقت والجهد خلال الشهر الفضيل، فما هو الوقت المناسب لتعويد الطفل على عملية الصيام؟

تجيب استشارية طب العائلة د.منيرة السالم، أنه من المهم التدرج في ممارسة الأطفال لفترات الصيام قبل شهر رمضان المبارك من خلال التحفيز والتشجيع على الصيام، وذلك عبر البدء بالتدريج في فترة الصيام سواء بالمدة أو نوعية الأكل مع إعطائهم حوافز تشجعهم على المتابعة والصيام والهائهم عن فترات الصيام بالأنشطة الخفيفة التي لا تتطلب مجهوداً كبيراً، إلى جانب شغلهم بالأنشطة التي يحبونها ويفضلونها مثل الألعاب البسيطة والتي تلهيهم عن التركيز على فترة الصيام والتعب أو الرغبة في الأكل والشرب، كما يمكن للأم أن تلجأ لتنويم الطفل في الفترات التي يشعر فيها بالتعب أو العطش حتى يتمكن من الصيام فترات اطول.

وشددت على أنه لا ينصح بصيام الأطفال خاصة صغار السن، إذ إنه من الممكن أن يؤثر على نمو الطفل، لذا ينصح بأن يبدأ الطفل بالصيام بعد بلوغ 10 سنوات على الأقل، كما لا ينصح بصيام الطفل الذي يعاني من المشاكل الصحية كفقر الدم والوزن المنخفض، مع ضرورة مراقبة عملية صيام الطفل، مبينة: "إذا شعر الطفل بالتعب خلال فترة الصيام يمكنه أن يفطر ولا يجب إجبار الطفل على الصيام بشكل كامل خصوصاً في سن مبكرة، خصوصاً أنه لا يجب عليه الصيام وإنما تتم تلك العملية فقط لتعويده".

وأوضحت د.السالم أنه يجب تعويد الطفل على حضور وجبة السحور، كما نصحت بأن يتم تأخيرها بحيث توازي فترة الصيام لكي لا يشعر الطفل بالجوع بسرعة مما يسمح له بتحمل فترة الصيام وينصح بالابتعاد عن إعطاء الطفل السكريات والحلويات والوجبات السريعة والمقليات سواء على وجبتي السحور او الفطور، وضرورة تعويض النقص بشرب كمية كافية من المياه والسوائل مثل العصائر الطبيعية إلى جانب الخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان والبروتينات مثل اللحوم والمكسرات.

أما عن صوم الطفل من الجانب الديني، فقد أوضح الشيخ محمد الحسن أن الصوم لا يجب على الطفل إلا حين البلوغ، لكن يمكن للوالدين تشجيع ابنهم على الصيام من خلال التدرج في عملية الصيام مثل السماح لهم بصيام ساعتين مثلاً والإفطار بعدها خصوصاً إذا كانوا في سن صغيرة، أو بإعطائهم هدية رمزية بعد إتمامهم صيام يوم كامل، مبيناً أنه استناداً لقول الشيخ ابن عثيمين: "والصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن عليه ويعتاده، فيسهل عليه بعد البلوغ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم -وهم خير هذه الأمة- يصومون أولادهم وهم صغار".