العربية.نت – طه عبدالناصر رمضان
منذ بداية الحرب العالمية الأولى وتركز المعارك داخل الخنادق، عانى الجنود من ظهور مرض غريب سرعان ما تفشى في صفوفهم فأثر على حالتهم الصحية وقدرتهم القتالية وأرّق المسؤولين العسكريين الذين وقفوا للوهلة الأولى عاجزين أمامه خاصة مع إجلاء أعداد كبيرة من جنودهم المصابين نحو المستشفيات. وأمام هذا الوضع، أطلق الأطباء تسمية "حمى الخنادق" على هذا المرض الجديد وانتظروا نهاية الحرب العالمية وتوقيع الهدنة واستسلام ألمانيا لفهم طبيعته وطرق انتقاله.
ولدى أطباء الحرب العالمية الأولى، لقبت حمى الخنادق بالعديد من الأسماء الأخرى كحمى ولوهن وحمى شين العظيمة وحمى ميوز وحمى كوينتان وحمى الخمسة أيام بسبب ظهور أعراض المرض على المصاب لمدة خمسة أيام. وقد ارتبطت حمى الخنادق بحشرة قملة الجسم التي تنقل للإنسان جرثومة بروتونيلا كوينتانا (Bartonella quintana)، التي عثر عليها بجدران معدتها، المسببة للمرض. وعادة، يظهر هذا النوع من القمل على البشر الذين يعيشون بأماكن تغيب فيها أبسط قواعد النظافة حيث تتواجد هذه الحشرة على ثيابهم وتتغذى على دمائهم مسببة لهم حكة شديدة وناقلة إليهم البكتيريا المسببة للمرض.
ومع بداية العام 1915، سجّلت قملة الجسم ظهورها بكثافة بين مختلف جنود الأطراف المتحاربة وخاصة بمناطق كفلاندر وفرنسا وبولندا وغاليسيا وإيطاليا وسالونيكا ومقدونيا وبلاد الرافدين ومصر. إلى ذلك، مثّلت الخنادق المكان الملائم لانتشار هذه الحشرة. فبالخنادق، استحم الجنود مرات قليلة بسبب افتقارهم لوسائل النظافة والمياه الكافية كما كانت ثيابهم متسخة لدرجة لا تحتمل واضطروا في الغالب للتقارب والنوم متلاصقين لبعضهم البعض أملا في تجنب ويلات الطقس البارد.
ومع توفر هذا المناخ الملائم لم تجد قملة الجسم أية مشكلة في التكاثر. فيوميا، كانت أنثى هذه الحشرة قادرة على وضع حوالي 8 بيضات استغرقت كل واحدة منها ما بين أسبوع وأسبوعين لتفقس. وقد احتاجت يرقاتها ما بين 9 و12 يوما لتبلغ وتصبح قادرة على التكاثر.
ومع إصابتهم بحمى الخنادق، يعاني الجنود من أعراض متعددة تتراوح أساسا بين الحمى والدوار والحكة المرفوقة بآلام شديدة عند مستوى العضلات والرأس وفقدان للطاقة. وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى، أصيب ما بين عامي 1915 و1918 خمس القوات الألمانية والنمساوية بهذا المرض بينما أصيب به نحو ثلث الجيش البريطاني وقد كان من ضمن المصابين عدد من كبار الأدباء البريطانيين كجون رونالد تولكين وألان ألكسندر ميلن وكليف ستيبلز لويس.
وعلى الرغم من عدم تسببها في الكثير من حالات الوفيات، استغرق الشفاء التام من حمى الخنادق العديد من الأشهر كما تسببت أحيانا في مضاعفات خطيرة لدى البعض تراوحت بين مشاكل بالقلب والإعياء والاكتئاب.
ومع تعدد الإصابات، لجأ الأطباء البريطانيون لتقديم أدوية تخفيف الآلام والمسهلات وملين الأمعاء للجنود وأمروهم بالعودة لمواقعهم بينما أرسلت الحالات المستعصية نحو المستشفيات لتلقي العلاج. وعقب نهاية الحرب العالمية الأولى، سجل هذا المرض ظهوره بمناطق عديدة من العالم وخاصة في صفوف المتشردين فسجلت حالات بمدن أميركية كبالتيمور وسياتل وبمرسيليا بفرنسا بين متعاطي المخدرات.
منذ بداية الحرب العالمية الأولى وتركز المعارك داخل الخنادق، عانى الجنود من ظهور مرض غريب سرعان ما تفشى في صفوفهم فأثر على حالتهم الصحية وقدرتهم القتالية وأرّق المسؤولين العسكريين الذين وقفوا للوهلة الأولى عاجزين أمامه خاصة مع إجلاء أعداد كبيرة من جنودهم المصابين نحو المستشفيات. وأمام هذا الوضع، أطلق الأطباء تسمية "حمى الخنادق" على هذا المرض الجديد وانتظروا نهاية الحرب العالمية وتوقيع الهدنة واستسلام ألمانيا لفهم طبيعته وطرق انتقاله.
ولدى أطباء الحرب العالمية الأولى، لقبت حمى الخنادق بالعديد من الأسماء الأخرى كحمى ولوهن وحمى شين العظيمة وحمى ميوز وحمى كوينتان وحمى الخمسة أيام بسبب ظهور أعراض المرض على المصاب لمدة خمسة أيام. وقد ارتبطت حمى الخنادق بحشرة قملة الجسم التي تنقل للإنسان جرثومة بروتونيلا كوينتانا (Bartonella quintana)، التي عثر عليها بجدران معدتها، المسببة للمرض. وعادة، يظهر هذا النوع من القمل على البشر الذين يعيشون بأماكن تغيب فيها أبسط قواعد النظافة حيث تتواجد هذه الحشرة على ثيابهم وتتغذى على دمائهم مسببة لهم حكة شديدة وناقلة إليهم البكتيريا المسببة للمرض.
ومع بداية العام 1915، سجّلت قملة الجسم ظهورها بكثافة بين مختلف جنود الأطراف المتحاربة وخاصة بمناطق كفلاندر وفرنسا وبولندا وغاليسيا وإيطاليا وسالونيكا ومقدونيا وبلاد الرافدين ومصر. إلى ذلك، مثّلت الخنادق المكان الملائم لانتشار هذه الحشرة. فبالخنادق، استحم الجنود مرات قليلة بسبب افتقارهم لوسائل النظافة والمياه الكافية كما كانت ثيابهم متسخة لدرجة لا تحتمل واضطروا في الغالب للتقارب والنوم متلاصقين لبعضهم البعض أملا في تجنب ويلات الطقس البارد.
ومع توفر هذا المناخ الملائم لم تجد قملة الجسم أية مشكلة في التكاثر. فيوميا، كانت أنثى هذه الحشرة قادرة على وضع حوالي 8 بيضات استغرقت كل واحدة منها ما بين أسبوع وأسبوعين لتفقس. وقد احتاجت يرقاتها ما بين 9 و12 يوما لتبلغ وتصبح قادرة على التكاثر.
ومع إصابتهم بحمى الخنادق، يعاني الجنود من أعراض متعددة تتراوح أساسا بين الحمى والدوار والحكة المرفوقة بآلام شديدة عند مستوى العضلات والرأس وفقدان للطاقة. وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى، أصيب ما بين عامي 1915 و1918 خمس القوات الألمانية والنمساوية بهذا المرض بينما أصيب به نحو ثلث الجيش البريطاني وقد كان من ضمن المصابين عدد من كبار الأدباء البريطانيين كجون رونالد تولكين وألان ألكسندر ميلن وكليف ستيبلز لويس.
وعلى الرغم من عدم تسببها في الكثير من حالات الوفيات، استغرق الشفاء التام من حمى الخنادق العديد من الأشهر كما تسببت أحيانا في مضاعفات خطيرة لدى البعض تراوحت بين مشاكل بالقلب والإعياء والاكتئاب.
ومع تعدد الإصابات، لجأ الأطباء البريطانيون لتقديم أدوية تخفيف الآلام والمسهلات وملين الأمعاء للجنود وأمروهم بالعودة لمواقعهم بينما أرسلت الحالات المستعصية نحو المستشفيات لتلقي العلاج. وعقب نهاية الحرب العالمية الأولى، سجل هذا المرض ظهوره بمناطق عديدة من العالم وخاصة في صفوف المتشردين فسجلت حالات بمدن أميركية كبالتيمور وسياتل وبمرسيليا بفرنسا بين متعاطي المخدرات.