لا تزال قصة الكفيف التي هزت مشاعر المصريين، خاصة بعد تداول فيديو مؤثر له حاملاً الإسمنت، وسائرا "بعيون طفله الصغير" يتردد صداها في الشارع المصري، ما دفع الحكومة المصرية إلى التدخل.
القصة من بدايتها كانت مصادفة، وقدرية، وشاء الحظ أن تصل مأساة هذا الرجل لمجلس الوزراء، عبر فيديو التقطه أحد الأشخاص ونشره على الفيسبوك، وكانت هي البداية لتحرك حكومي لمساعدته .
نذكر بالقصة مرة أخرى، فقد التقط أحد رواد مواقع التواصل فيديو للرجل خلال قيامه بحمل عبوات كبيرة من الإسمنت ونقلها داخل إحدى البنايات السكنية في منطقة الزمالك في قلب القاهرة، مصطحبا ابنه الصغير الذي يتخذه دليلاً له.
وراج الفيديو بكثافة على مواقع التواصل، وطالب المغردون بالبحث عن الرجل وابنه لتكريمه، فيما عرض آخرون فرص عمل تليق به وتناسب ظروفه.
ووصلت القصة إلى مجلس الوزراء، وتم التوصل إلى هوية الرجل، ليتبين أنه يدعى أيمن سعد عبدالحميد محمد، ويتخذ من ابنه دليلاً له أثناء أداء عمله باليومية في قطاع البناء، حيث توجه فريق من وزارة التضامن الاجتماعي، الأربعاء، إلى محل سكن الرجل، فلم يجده، ليتبين أنه غادر باكرا كالمعتاد للالتحاق بعمله ولقمة عيشه.
وقرر المجلس دراسة حالة الرجل الأسرية، الذي لديه 4 أبناء، وتبيّن أنه يتقاضى معاشا تأمينيا بقيمة 1200 جنيه شهرياً، فتم على الفور تخصيص مبلغ 500 جنيه، كمساعدة عاجلة له من مؤسسة التكافل الاجتماعي بمديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الجيزة لمدة 6 أشهر.
وأكد مجلس الوزراء المصري أنه يجري حالياً التنسيق من خلال المسؤولين بمديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة، مع جمعية الأورمان لتقديم دعم شهري ثابت له.
وروى الشيال الكفيف قصته من البداية لـ "العربية.نت" وقال إنه ينتمي لمحافظة بنى سويف جنوب البلاد، ويبلغ من العمر 45 عاما، لكنه يقيم في منزل متواضع منذ سنوات طويلة في منطقة الكونيسة بالجيزة حيث يعمل، وتزوج، مضيفا أن حياته كانت عادية ويعمل ويعول أبناءه وهم 4 أبناء سيد ويسرا وأدهم، وآخرهم الصغير سيف الذي يبلغ من العمر 7 سنوات ويرافقه كدليل في عمله، مضيفا أنه أصيب في حادث وتعرض للعمى بسببه منذ 10 سنوات، وولد ابنه الصغير سيف ولم يشاهده منذ ودلاته وحتى الآن رغم أنه يرافقه في عمله ويتخذه كدليل.
وأضاف أنه لا يقبل التسول ولا ترضى كرامته أن يمد يده للآخرين، ولذلك يعمل في أي مهنة يمكن من خلالها أن ينفق على أسرته وأبنائه، مؤكداً أنه طلب من الحكومة عندما عرضت مساعدته أن توفر له مشروعا صغيرا أو عملا يناسب ظروفه الصحية وأخبر الوفد الحكومي أنه لا يحتاج لمساعدات .
وعن الفيديو قال الشيال الكفيف: لم أعلم بهذا الفيديو ولا أعلم من صوره، ونشره؟، ولكنه فوجئ باتصالات من وسائل الإعلام المصرية والأجنبية وترغب في عمل مقابلات معه، بعدما انتشرت قصته، وتفاعل معها الجميع، قائلا ربما كان الفيديو منحة من الله وطاقة أمل تخفف عنه عناء حالته، وتفتح له بابا جديدا للرزق وكسب لقمة العيش بشرف وكرامة.
وأضاف العم أيمن كما يلقبه سكان منطقته أنه أبلغ كل من يتواصل معه لعرض مساعدة مالية أنه لا يقبل ذلك، ولا يحتاج لذلك، طالبا من كل من يرغب في مساعدته توفير فرصة عمل له أو مشروع صغير برأسمال بسيط يبدأ به حياة جديدة ويسدد رأسماله من أرباحه مستقبلا.