العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان
قبل نحو 100 عام، عاشت مدينة هاليفاكس (Halifax)، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشيا (Nova Scotia) الكندية، على وقع انفجار مشابه للانفجار الذي حدث بالأمس بالعاصمة اللبنانية بيروت متسببا في مقتل وإصابة الآلاف. ففي خضم الحرب العالمية الأولى، اهتزت كندا، التي حاربت إلى جانب كل من بريطانيا وفرنسا ضمن مجموعة دول الحلفاء، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1917 على وقع انفجار هائل قرب ميناء هاليفاكس، المطل على المحيط الأطلسي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 10 آلاف شخص بين قتيل وجريح.
ميناء هاليفاكس
مع تواصل العمليات القتالية على الساحة الأوروبية وإعلان الولايات المتحدة الأميركية الحرب على الإمبراطورية الألمانية، امتلأ ميناء مدينة هاليفاكس الكندية بالسفن التي أقبلت عليه محمّلة بالجنود والعتاد استعدادا لعبور المحيط الأطلسي نحو أوروبا. فمع اندلاع النزاع العالمي عام 1914، استعاد هذا الميناء مكانته التاريخية مجدداً عقب تطوير بنيته التحتية وتمركز قوات البحرية الملكية الكندية به. وقد تزامن كل هذا مع نمو ديموغرافي هام لمناطق هاليفاكس ودارتموث (Dartmouth) المحاذية للميناء والتي تراوح عدد سكانها بين 60 و65 ألف ساكن عام 1917.
2900 طن من المواد المتفجرة
في حدود الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحا يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1917، استعدت السفينة النرويجية أس أس إيمو (Imo) المحملة بالمؤن المخصصة لصالح لجنة الإغاثة البلجيكية لمغادرة ميناء هاليفاكس قبل أن تصطدم بسفينة الشحن الفرنسية مونت بلان (Mont-Blanc) المحملة بأكثر من 2900 طن من المواد المتفجرة، المخصصة لدعم مجهودات الحرب الفرنسية، التي تكونت أساسا، حسب موسوعة بريتانيكا (britannica) الإنجليزية، من 62 طنا من القطن المتفجر و246 طنا من الوقود إضافة لنحو 250 طنا من مادة تي أن تي و2367 طنا من حمض البكريك (picric acid).
اصطدام بالمضيق
عند مضيق نارووز (Narrows) الذي ربط بين الجزء العلوي من ميناء هاليفاكس وحوض بادفورد (Bedford)، وجدت السفينة إيمو نفسها قبالة سفينة الشحن الفرنسية مونت بلان التي انطلقت من نيويورك لتحل بهاليفاكس قبل أن تواصل طريقها نحو بوردو. وبعد تبادلهما لرسائل تحذيرية، حاول طاقم كل من إيمو ومونت بلان القيام بمناورات لتغيير المسار قبل أن ترتطم في النهاية السفينتان ببعضهما ليحدث ما لم يكن في الحسبان.
على الفور، استعرت ألسنة اللهب بسفينة الشحن الفرنسية مونت بلان عقب اشتعال البنزين، وقد اتجه طاقم السفينة على الفور لمغادرتها بهدف تحذير مسؤولي الميناء من إمكانية حصول كارثة. بالتزامن مع ذلك، تجمهرت بعض الحشود على مقربة من المكان لمتابعة ما يحصل عقب مشاهدتهم للدخن الكثير وفرق النجدة التي حاولت، دون جدوى، السيطرة على الوضع.
حصيلة كارثية
في حدود الساعة التاسعة وخمسة دقائق صباحا، انفجرت سفينة الشحن الفرنسية مونت بلان متسببة في ظهور وميض أبيض وارتفاع أعمدة الدخان من المنطقة، وقد أسفرت الحادثة أيضا عن موجة تسونامي بلغ ارتفاعها 60 قدما.
قدّرت شدة الانفجار بحوالي 2.9 كيلو طن من مادة "تي إن تي"، وصنّف كأكبر انفجار من صنع البشر خلال فترة سبقت ظهور الأسلحة النووية. وقد دمرت هذه الكارثة 1600 مبنى واقتلعت الأشجار وقوّست خطوط السكك الحديدية وألقت بعدد من السفن على اليابسة، كما دمرت موجة التسونامي جانبا هاما من المناطق الساحلية القريبة التي قطنها عدد من السكان الأصليين منذ قرون.
وتسبب انفجار سفينة الشحن الفرنسية مونت بلان، التي عثر على أجزاء منها على بعد كيلومترات، في تدمير ما يقدر بحوالي ميل مربع من مدينة هاليفاكس وقد أدى ذلك لوفاة 1950 شخص وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين.
{{ article.visit_count }}
قبل نحو 100 عام، عاشت مدينة هاليفاكس (Halifax)، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشيا (Nova Scotia) الكندية، على وقع انفجار مشابه للانفجار الذي حدث بالأمس بالعاصمة اللبنانية بيروت متسببا في مقتل وإصابة الآلاف. ففي خضم الحرب العالمية الأولى، اهتزت كندا، التي حاربت إلى جانب كل من بريطانيا وفرنسا ضمن مجموعة دول الحلفاء، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1917 على وقع انفجار هائل قرب ميناء هاليفاكس، المطل على المحيط الأطلسي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 10 آلاف شخص بين قتيل وجريح.
ميناء هاليفاكس
مع تواصل العمليات القتالية على الساحة الأوروبية وإعلان الولايات المتحدة الأميركية الحرب على الإمبراطورية الألمانية، امتلأ ميناء مدينة هاليفاكس الكندية بالسفن التي أقبلت عليه محمّلة بالجنود والعتاد استعدادا لعبور المحيط الأطلسي نحو أوروبا. فمع اندلاع النزاع العالمي عام 1914، استعاد هذا الميناء مكانته التاريخية مجدداً عقب تطوير بنيته التحتية وتمركز قوات البحرية الملكية الكندية به. وقد تزامن كل هذا مع نمو ديموغرافي هام لمناطق هاليفاكس ودارتموث (Dartmouth) المحاذية للميناء والتي تراوح عدد سكانها بين 60 و65 ألف ساكن عام 1917.
2900 طن من المواد المتفجرة
في حدود الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحا يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1917، استعدت السفينة النرويجية أس أس إيمو (Imo) المحملة بالمؤن المخصصة لصالح لجنة الإغاثة البلجيكية لمغادرة ميناء هاليفاكس قبل أن تصطدم بسفينة الشحن الفرنسية مونت بلان (Mont-Blanc) المحملة بأكثر من 2900 طن من المواد المتفجرة، المخصصة لدعم مجهودات الحرب الفرنسية، التي تكونت أساسا، حسب موسوعة بريتانيكا (britannica) الإنجليزية، من 62 طنا من القطن المتفجر و246 طنا من الوقود إضافة لنحو 250 طنا من مادة تي أن تي و2367 طنا من حمض البكريك (picric acid).
اصطدام بالمضيق
عند مضيق نارووز (Narrows) الذي ربط بين الجزء العلوي من ميناء هاليفاكس وحوض بادفورد (Bedford)، وجدت السفينة إيمو نفسها قبالة سفينة الشحن الفرنسية مونت بلان التي انطلقت من نيويورك لتحل بهاليفاكس قبل أن تواصل طريقها نحو بوردو. وبعد تبادلهما لرسائل تحذيرية، حاول طاقم كل من إيمو ومونت بلان القيام بمناورات لتغيير المسار قبل أن ترتطم في النهاية السفينتان ببعضهما ليحدث ما لم يكن في الحسبان.
على الفور، استعرت ألسنة اللهب بسفينة الشحن الفرنسية مونت بلان عقب اشتعال البنزين، وقد اتجه طاقم السفينة على الفور لمغادرتها بهدف تحذير مسؤولي الميناء من إمكانية حصول كارثة. بالتزامن مع ذلك، تجمهرت بعض الحشود على مقربة من المكان لمتابعة ما يحصل عقب مشاهدتهم للدخن الكثير وفرق النجدة التي حاولت، دون جدوى، السيطرة على الوضع.
حصيلة كارثية
في حدود الساعة التاسعة وخمسة دقائق صباحا، انفجرت سفينة الشحن الفرنسية مونت بلان متسببة في ظهور وميض أبيض وارتفاع أعمدة الدخان من المنطقة، وقد أسفرت الحادثة أيضا عن موجة تسونامي بلغ ارتفاعها 60 قدما.
قدّرت شدة الانفجار بحوالي 2.9 كيلو طن من مادة "تي إن تي"، وصنّف كأكبر انفجار من صنع البشر خلال فترة سبقت ظهور الأسلحة النووية. وقد دمرت هذه الكارثة 1600 مبنى واقتلعت الأشجار وقوّست خطوط السكك الحديدية وألقت بعدد من السفن على اليابسة، كما دمرت موجة التسونامي جانبا هاما من المناطق الساحلية القريبة التي قطنها عدد من السكان الأصليين منذ قرون.
وتسبب انفجار سفينة الشحن الفرنسية مونت بلان، التي عثر على أجزاء منها على بعد كيلومترات، في تدمير ما يقدر بحوالي ميل مربع من مدينة هاليفاكس وقد أدى ذلك لوفاة 1950 شخص وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين.