العربية نت

لم تعرف الطفلة السعودية لانا بندر، ذات الـ9 سنوات، حين ذهابها إلى مدينة الألعاب الترفيهية في أحد المراكز التجارية بالمدينة المنورة، بأن هذا اليوم سيكون أشبه بالكابوس المفزع، وأن قطار الموت لم يكن اسماً وهمياً يعبر عن لعبة مرعبة، وإنما تحول إلى حقيقة مؤلمة حين سقطت أول أمس من ارتفاع شاهق وإصابتها بجروح وكمدات بالغة.

والدة الطفلة لانا سردت لـ"العربية.نت" قصة الحادثة، تقول: "ابنتي التي تدرس في الصف السادس، سقطت من لعب القطار في المدينة الترفيهية، وهي الآن تعاني من كسر شديد في الترقوة وفي كف اليد، وقطع في الأذن اليمنى، ورضوض في كامل الجسم، وجرح ونزيف في الرأس وانتفاخ في اللسان، وهذا بحسب التقرير الطبي الصادر عن مستشفى الملك فهد".

وأضافت: "القصة بدأت بذهابنا للتنزه في أحد المولات برفقة أبنائي ووالدهم، ولشراء مستلزمات من مركز التسوق، واصطحب الأب الأولاد إلى موقع للعب الأطفال داخل المجمع، وبعد أقل من ربع ساعة هاتفني زوجي، وأبلغني بسقوط رنا من قطار الموت، حينها عشت حالة من الرعب وسط لحظات قاسية، فسارعت الخُطا لأصل إلى موقع الألعاب، ووجدتها ملقاة على الأرض بدمائها والكل يصرخ حولها، بعد أن طار جسدها من "قطار الموت" وسقطت على السكة الحديد وعلقت في الفراغ".

وأضافت أن لطف الله وعنايته أنقذ ابنتي من موت محقق، وأن عائلتي عاشت ساعات عصيبة بعد سقوطها من أعلى قطار الموت، وما حدث كان أشبه بكابوس، ومازالت طفلتي تعاني من الآثار النفسية والجسدية، واستغرب عدم وجود حماية كافية لمثل هذه الألعاب الخطرة، فضلاً عن غياب كاميرات المراقبة في موقع كهذا ليضمن سلامة الأطفال، كما استغربت عدم وجود عيادة طبية أو موقع للإسعافات الأولية، كما أتساءل عن مسؤولية العاملات على قطار الموت في ضمان سلامة اللاعبات وعن الصيانة التي خضع لها قطار الموت في الفترة السابقة".

وكشفت أن "المشكلة الأساسية كانت في حزام أمان اللعبة، والذي يحتمل أن الموظفة لم تغلق الحزام بشكل آمن، أو مشكلة في الصيانة، ولم نعلم السبب، ولكن نحمد الله عز وجل على إنقاذ حياة ابنتنا".

من جهته، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة العقيد عبدالعزيز الزهراني، أن الدفاع المدني يعمل على إخضاع كافة المنشآت للإشراف الوقائي، كما تعمل دوريات السلامة للتأكد من وجود التراخيص النظامية، وتوفر اشتراطات السلامة والصيانة في كافة المنشآت والمواقع التجارية، وفي حالة رصد أي مخالفة فإنه يتم تطبيق لوائح مخالفة اشتراطات الدفاع المدني.

وأشار إلى أن المدن الترفيهية بشكل كامل خاضعة للإشراف الوقائي ولها لائحة تم تحديدها في متطلبات الوقاية والحماية من الحريق، ولا يسمح بمباشرة تشغيل تلك المنشأة إلا بعد الحصول على التراخيص النظامية، وفيما يتعلق بعملية التشغيل فتقع تحت مسؤولية الجهة التي تتبع لها مدن الملاهي ويجب عليها أن تجري فحوصات دورية بمعدل أسبوعي أو شهري أو سنوي، إضافةً إلى أعمال الصيانة التي تتم بناء على جدول محدد مسبقاً.