واس

يتبادر إلى ذهن المسافر عندما يربط حزام الأمان داخل الطائرة استعداداً للإقلاع عن مستوى ارتفاع الطائرة أثناء تحليقها في السماء عبر رحلة تقطع خلالها آلاف الأميال للوصول إلى وجهتها المقصودة، إذ يقضي المسافر أغلب وقته بالاستمتاع بالترفيه بينما تكون الطائرة حينها على ارتفاع يصل إلى آلاف الأمتار، ويكون الطيّار داخل قمرة القيادة يتابع تحركات طائرته لقيادتها بسلامة وأمان، مستخدما أجهزة يتم بواسطتها قياس ارتفاع طائرته التي يحلق بها عابرا البحار والقارات.

ويختلف مفهوم الارتفاع المعروف في الحياة العامة عن مفهوم الارتفاع المستخدم في الطيران، حيث إن للطائرات ثلاثة أنواع من الارتفاعات، أولّها ما يُعرف بارتفاع الطيران الذي يُستخدم بالعادة أثناء الطيران الاعتيادي في الجو لمسافات طويلة لغرض الالتزام بمستويات الممرات الجوية المحددة من قبل الحركة الجوية الداخلية والدولية، ويكون خلاله ارتفاع الطائرة نسبة إلى مرجع الضغط القياسي الدولي (1013.2) ملي بار.

ويعدّ ثاني الارتفاعات للطائرات الارتفاع فوق سطح الأرض واستخداماته اليوم محدودة ويمثل مفهوم الارتفاع فوق سطح الأرض ارتفاع الطائرة نسبة إلى نقطة معينة على الأرض (كأن تكون نسبة إلى المطار الذي أقلعت منه الطائرة أو نسبة إلى المطار الذي ستهبط فيه)، وأما ثالث هذه الارتفاعات وهو المستخدم لقراءات ارتفاع الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط من المطارات فهو الارتفاع فوق سطح البحر، الذي يُشكل ارتفاع الطائرة نسبة إلى مستوى سطح البحر، ويقوم الطيار بتغيير إعدادات جهاز قياس الارتفاع عند المرور بارتفاع معين يسمى "transition level" أثناء مرحلة الهبوط التدريجي أو "transition altitude” أثناء مرحلة الصعود.

مما يذكر أن الهيئة العامة للطيران المدني تُلزم جميع شركات الطيران التجارية العاملة في المملكة بتدريب طياريهم بشكل مستمر ودقيق لتتمكن الشركة من التشغيل الآمن تماشياً مع معايير وقوانين الطيران المدني المعمول بها في المملكة، حيث تحرص الهيئة على استمرار تطوير الأجواء الآمنة وفق أدق معايير سلامة الطيران، وتطبيق الأنظمة واللوائح والإجراءات الكفيلة بسلامة النقل الجوي في المملكة العربية السعودية.