سكاي نيوز عربية
عندما استيقظ محمد عثمان معتوق في الثالثة من صباح الخميس بصوت انهمار المياه داخل غرفة نومه في منزله بالحي الشرقي بمدينة سنجة وسط السودان، كان يعتقد أن الأمر مجرد حلم، لكن ما هي إلا ثوان معدودة حتى بدأ يتلمس الحقيقة المحزنة من خلال أصوات الاستغاثات التي كانت تنطلق من كل مكان في أحياء المدينة الهادئة التي فاجأها غضب النيل الأزرق وحول حياة سكانها وسكان العديد من القرى والمناطق المجاورة إلى مأساة.
وخلال دقائق محدودة فقدت أسرة معتوق، البالغ من العمر 66 عاما والذي يعاني أمراض المفاصل، كل ما تملكه من متاع الدنيا قبل أن تتمكن مجموعة من المتطوعين من إجلائها إلى مكان أقل تأثرا.
أسرة معتوق واحدة من أكثر من 10 آلاف أسرة أصبحت بلا مأوى وبلا مصدر رزق، حيث جرف الفيضان قرى وأحياء بالكامل وغمر معظم الأسواق الرئيسية في مدينة سنجة والعديد من مناطق ولاية سنار التي تبعد آخر نقطة منها بأقل من 200 كيلومترا عن خزان الرصيرص القريب من الهضبة الأثيوبية التي تشهد معدلات غير مسبوقة من هطول الأمطار.
ويقول معتوق لسكاي نيوز عربية إنه لم ير في حياته دمارا بهذا الحجم، مضيفا: "أصبحت لا أملك الآن سوى هذا الجلباب الذي أرتديه، ولولا رحمة الله ونخوة الشباب لجرفتني المياه كما جرفت كل ما أملك من متاع وأوراق ثبوتية".
وقال والي سنار الماحي سليمان لسكاي نيوز عربية إن جهودا كبيرة تبذل لإنقاذ الآلاف من السكان القاطنين قرب مجرى النهر في عدد من مناطق الولاية، مشيرا إلى أن الأمر أصبح أكبر بكثير من قدرة السلطات المحلية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان هناك.
ويصف الناشط خالد محمد عبدالباقي الوضع في معظم مناطق الولاية بالمأساوي خصوصا في ظل محدودية إمكانيات الحكومة المحلية والدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات والأنشطة الخدمية كالكهرباء والمراكز الصحية والأسواق ومواقع الإنتاج.
وأبدى عبدالباقي تخوفه من انتشار العديد من الأمراض بسبب سوء الأحوال البيئية وتوالد الناموس والحشرات، مشيرا إلى الحاجة العاجلة لتوفير المأوى والغذاء لعشرات الآلاف من السكان المتضررين وخصوصا الأطفال وكبار السن.
وتتزايد المخاوف أكثر في ظل الارتفاع المتواصل في منسوب النيل الأزرق بفعل كثافة الأمطار في الهضبة الأثيوبية، الأمر الذي انعكس أيضا على الأوضاع في مناطق أخرى كالجزيرة والخرطوم التي سجل فيها المنسوب صباح الخميس 17.58 مترا وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
وشهد العديد من مناطق السودان فيضانات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية مما زاد من الخسائر المادية والبشرية لموجة الفيضانات الحالية التي بدأت نهاية يوليو.
ووفقا لإحصاءات صادرة عن المجلس القومي للدفاع المدني فقد وصل عدد الضحايا حتى الآن أكثر من 90 قتيلا فيما تعرض أكثر من 55 ألف منزل لانهيار كلي أو جزئي.
{{ article.visit_count }}
عندما استيقظ محمد عثمان معتوق في الثالثة من صباح الخميس بصوت انهمار المياه داخل غرفة نومه في منزله بالحي الشرقي بمدينة سنجة وسط السودان، كان يعتقد أن الأمر مجرد حلم، لكن ما هي إلا ثوان معدودة حتى بدأ يتلمس الحقيقة المحزنة من خلال أصوات الاستغاثات التي كانت تنطلق من كل مكان في أحياء المدينة الهادئة التي فاجأها غضب النيل الأزرق وحول حياة سكانها وسكان العديد من القرى والمناطق المجاورة إلى مأساة.
وخلال دقائق محدودة فقدت أسرة معتوق، البالغ من العمر 66 عاما والذي يعاني أمراض المفاصل، كل ما تملكه من متاع الدنيا قبل أن تتمكن مجموعة من المتطوعين من إجلائها إلى مكان أقل تأثرا.
أسرة معتوق واحدة من أكثر من 10 آلاف أسرة أصبحت بلا مأوى وبلا مصدر رزق، حيث جرف الفيضان قرى وأحياء بالكامل وغمر معظم الأسواق الرئيسية في مدينة سنجة والعديد من مناطق ولاية سنار التي تبعد آخر نقطة منها بأقل من 200 كيلومترا عن خزان الرصيرص القريب من الهضبة الأثيوبية التي تشهد معدلات غير مسبوقة من هطول الأمطار.
ويقول معتوق لسكاي نيوز عربية إنه لم ير في حياته دمارا بهذا الحجم، مضيفا: "أصبحت لا أملك الآن سوى هذا الجلباب الذي أرتديه، ولولا رحمة الله ونخوة الشباب لجرفتني المياه كما جرفت كل ما أملك من متاع وأوراق ثبوتية".
وقال والي سنار الماحي سليمان لسكاي نيوز عربية إن جهودا كبيرة تبذل لإنقاذ الآلاف من السكان القاطنين قرب مجرى النهر في عدد من مناطق الولاية، مشيرا إلى أن الأمر أصبح أكبر بكثير من قدرة السلطات المحلية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان هناك.
ويصف الناشط خالد محمد عبدالباقي الوضع في معظم مناطق الولاية بالمأساوي خصوصا في ظل محدودية إمكانيات الحكومة المحلية والدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات والأنشطة الخدمية كالكهرباء والمراكز الصحية والأسواق ومواقع الإنتاج.
وأبدى عبدالباقي تخوفه من انتشار العديد من الأمراض بسبب سوء الأحوال البيئية وتوالد الناموس والحشرات، مشيرا إلى الحاجة العاجلة لتوفير المأوى والغذاء لعشرات الآلاف من السكان المتضررين وخصوصا الأطفال وكبار السن.
وتتزايد المخاوف أكثر في ظل الارتفاع المتواصل في منسوب النيل الأزرق بفعل كثافة الأمطار في الهضبة الأثيوبية، الأمر الذي انعكس أيضا على الأوضاع في مناطق أخرى كالجزيرة والخرطوم التي سجل فيها المنسوب صباح الخميس 17.58 مترا وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
وشهد العديد من مناطق السودان فيضانات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية مما زاد من الخسائر المادية والبشرية لموجة الفيضانات الحالية التي بدأت نهاية يوليو.
ووفقا لإحصاءات صادرة عن المجلس القومي للدفاع المدني فقد وصل عدد الضحايا حتى الآن أكثر من 90 قتيلا فيما تعرض أكثر من 55 ألف منزل لانهيار كلي أو جزئي.