داليا مروان
وضعه حلمه تحت خيارات عديدة لتكملة مسيرته الدراسية والتي اختار من خلالها الغربة لطلب العلم، بعيداً عن بلده الحبيب وعن دفئ عائلته، وحيداً في بلادٍ غريبة، ولكن القليل فقط من يضع حاجة بلاده نصب عينيه، ويوجه جل تفكيره نحو حل مشاكلها وسد ثغراتها.
رغم تفضيله لمجال الفيزياء، إلا أن الدكتور الفلسطيني سالم أبو خيزران اختار دراسة الطب في جامعة الإسكندرية عام 1973م، رغبةً منه في الغوص في تخصص جراحة المناظير للأمراض النسائية وأطفال الأنابيب، والتعمق في هذا المجال، الذي قد كان غير معروف في فلسطين آنذاك، وثغرةً لابد من حلها.
عمل واجتهد لسنواتٍ متتالية، وتنقل بين عدة مستشفيات في دول مختلفة، محاولاً الغوص في بحر الطب الواسع، والتقاط أي فرصة تجعله أقرب من حلمه، والاختصاص الذي لطالما رغب به.
طبيبٌ نحو العالمية..
وكان عمله في إحدى مستشفيات المملكة العربية السعودية إحدى هذه الفرص الفارقة، فبعد عمله فيه لمدة خمس سنوات متتالية وحصوله على جائزة الطبيب المثالي في هذا المشفى، تفوق وانتقل إلى محطة جديدة على طريق نجاحه، بحصوله على الزمالة البريطانية التي كانت حلماً لأي طبيب يريد الوصول للعالمية.
وتعني الزمالة البريطانية الحصول على عضوية في الجمعية الملكية للأطباء البريطانيين، وتمنح امتيازات كبيرة للحاصل عليها حول العالم، بالإضافة لفخر الشهادة البريطانية نفسها.
ويؤكد أبو خيزران أن الست سنوات التي عمل فيها في بريطانيا بعد حصوله على الزمالة، كانت فرصة أخرى ساعدته في الحصول على دبلوم الإخصاب خارج الجسم "أطفال الأنابيب".
وما زاد رغبة أبو خيزران بالتخصص في هذا المجال، هو الإقبال الكبير عليه في بريطانيا، والثورة الطبية التي خلفها هذا التطور، في ظل حاجة بلاده فلسطين إليه بشكل كبير، والتخلف الطبي الواضح في هذا المجال في بلاده آن ذاك. فيقول أبو خيزران "كان هدفي منذ البداية إحداث فرق ونهضة في الطب الفلسطيني، ومساعدة الكثير من المرضى العاجزين عن الشفاء، لمجرد وجودهم في بلاد لم تصل إليها هذه العلاجات الحديثة".
ويضيف أبو خيزران أن التخصص في دراسة أطفال الأنابيب كان هدفاً واضحاً في خطته الصاعدة، التي عمل عليها لسنوات وقادته نحو النجاح.
مركز السعادة ورسم البسمات..
بعد أن حان وقت انتهاء الغربة، والعودة لوطنه، قرر أبو خيزران فتح مركز علاج لأمراض النسائية في مدينة نابلس، وأسماه تيمناً بابنته الكبرى، مركز رزان الطبي، ليصبح المركز الفلسطيني الأول الذي أدخل تقنيات العلاج بالإخصاب خارج الرحم وعلاج العقم، في المركز الذي مضى عليه أكثر من 24 عاماً من النجاح والتميز، وأدخل الفرحة إلى بيوت الكثير من الأسر الفلسطينية التي كانت قد فقدت الأمل من الإنجاب.
ويؤكد أبو خيزران أن هذا المركز مر بعدة عقبات كبيرة قبل وصوله لهذه المرحلة، وكانت أصعبها تقبل المجتمع لتحليل هذا العلاج شرعاً، فقد احتاجت تغير هذه الفكرة الوقت والجهد الكبيرين بمساعدة الإعلام ودار الإفتاء التي أكدت تشريع الإخصاب إسلامياً.
كما كانت تقليدية الطب الفلسطيني عقبة أخرى في وجه تماسك هذا المركز، الذي احتاج فريق عمل كامل متماسك ومتعاون لإتمام هذا العلاج للمرضى، إلا أن تفضيل الأطباء الفلسطينيين للعمل الفردي، منع تحقيق العلاج، حتى استطاع أبو خيزران تشكيل الفريق المثالي للمركز.
ويتابع أبو خيزران "بعد النجاح الكبير الذي حققه مركز رزان الطبي، والبسمات الكثيرة التي رسمها على وجوه العديد من الأسر، أردت أن أجعل العلاج قريباً أكثر من كل محتاجٍ ومريض، من خلال الفروع الأخرى للمركز التي تم افتتاحها في نابلس وبيت لحم ورام الله والتي لاقت إقبالاً كبيراً لاحقاً، ولكن أصبح العلاج بالأنابيب أكثر تقبلا في المجتمع، وأول حل يلجأ إليه فاقدين الامل من الإنجاب الطبيعي".
وأثبتت الدراسات أن 1 من 6 أزواج يلجؤن إلى الطرق المساعدة على الحمل، حتى بات اليوم يوجد في الضفة الغربية أكثر من 15 مركز علاج لأمراض العقم.
(أول طفلة تولد عن طريق الأنابيب)
مستشفيات وطنية حديثة على أرض الواقع..
يقول أبو خيزران كانت المراكز الطبية والمستشفيات الموجودة في فلسطين تقليدية، وغير مؤهلة لإجراء عمليات دقيقة، وكان هذا الدافع الأكبر لنا لبناء مستشفى خاص بمعدات متتطورة، ليتمكنوا من تقديم العلاج المناسب للمرضى، وتم بناء المستشفى العربي التخصصي على أرض الواقع في عام 2000م.
ويضيف خيزران تمكن المستشفى خلال فترة قصيرة من إجراء عدة عمليات مميزة، كأول زراعة كلى تحدث في فلسطين، وزراعة قرنية ونخاع عظم وغيرها من العمليات الصعبة والمهمة.
لاقى المستشفى العربي التخصصي خلال فترة وجيزة استحسان المرضى وإقبالهم وثقتهم به، بعد مجموعة العمليات الناجحة التي جعلته بالصدراة.
وعندما أصبح المستشفى هو الوجهة الوحيدة لجميع المرضى، بات من الضروري إنشاء مستشفى آخر بمميزات أكثر وحجم أضخم ليستوعب المرضى مهما كان عددهم ومرضهم، ما دفعه لبناء المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله في عام 2016م.
السند والداعم الأول
ويعبر أبو خيزران عن امتنانه الكبير لأبيه وأمه، اللذان مهدا له الطريق، ليصبح طبيباً معروفاً بانجازاته وتميزه.
والدور الكبير لزوجته وأولاده الذين كانوا أول الداعمين والمصفقين الذين يحثونه على المتابعة، للوصول إلى إنجاز أكبر في كل مرة، رغم صعوبة الغياب المستمر عن بيته في المستشفيات والدول الأخرى باحثاً عن كل ما هو جديد.
رغبةً جديدة بحلمٍ أكبر..
ويتحدث أبو خيزران عن رغبته بإيجاد بديل وطني متطور وناجح في الضفة الغربية للعلاج مهما كانت الحالة الطبية صعبة، بدلاً من التوجه إلى مستشفيات الداخل المحتل والدول الأخرى، والتي كانت سبباً أساسياً لمرات عديدة بتدهور حالة المريض أكثر، بسبب بعد المسافة، والإجراءات المعقدة المطلوبة لنقل المريض.
وينهي حديثه الدكتور الناجح "الكثير من المرضى فقدوا حياتهم على الحدود وداخل سيارات الإسعاف، قبل الوصول لحلم العلاج المناسب في المستشفيات الكبيرة خارج بلادنا، فلماذا لا نعمل على البديل الوطني الحامي والمعالج لمرضانا؟".
وضعه حلمه تحت خيارات عديدة لتكملة مسيرته الدراسية والتي اختار من خلالها الغربة لطلب العلم، بعيداً عن بلده الحبيب وعن دفئ عائلته، وحيداً في بلادٍ غريبة، ولكن القليل فقط من يضع حاجة بلاده نصب عينيه، ويوجه جل تفكيره نحو حل مشاكلها وسد ثغراتها.
رغم تفضيله لمجال الفيزياء، إلا أن الدكتور الفلسطيني سالم أبو خيزران اختار دراسة الطب في جامعة الإسكندرية عام 1973م، رغبةً منه في الغوص في تخصص جراحة المناظير للأمراض النسائية وأطفال الأنابيب، والتعمق في هذا المجال، الذي قد كان غير معروف في فلسطين آنذاك، وثغرةً لابد من حلها.
عمل واجتهد لسنواتٍ متتالية، وتنقل بين عدة مستشفيات في دول مختلفة، محاولاً الغوص في بحر الطب الواسع، والتقاط أي فرصة تجعله أقرب من حلمه، والاختصاص الذي لطالما رغب به.
طبيبٌ نحو العالمية..
وكان عمله في إحدى مستشفيات المملكة العربية السعودية إحدى هذه الفرص الفارقة، فبعد عمله فيه لمدة خمس سنوات متتالية وحصوله على جائزة الطبيب المثالي في هذا المشفى، تفوق وانتقل إلى محطة جديدة على طريق نجاحه، بحصوله على الزمالة البريطانية التي كانت حلماً لأي طبيب يريد الوصول للعالمية.
وتعني الزمالة البريطانية الحصول على عضوية في الجمعية الملكية للأطباء البريطانيين، وتمنح امتيازات كبيرة للحاصل عليها حول العالم، بالإضافة لفخر الشهادة البريطانية نفسها.
ويؤكد أبو خيزران أن الست سنوات التي عمل فيها في بريطانيا بعد حصوله على الزمالة، كانت فرصة أخرى ساعدته في الحصول على دبلوم الإخصاب خارج الجسم "أطفال الأنابيب".
وما زاد رغبة أبو خيزران بالتخصص في هذا المجال، هو الإقبال الكبير عليه في بريطانيا، والثورة الطبية التي خلفها هذا التطور، في ظل حاجة بلاده فلسطين إليه بشكل كبير، والتخلف الطبي الواضح في هذا المجال في بلاده آن ذاك. فيقول أبو خيزران "كان هدفي منذ البداية إحداث فرق ونهضة في الطب الفلسطيني، ومساعدة الكثير من المرضى العاجزين عن الشفاء، لمجرد وجودهم في بلاد لم تصل إليها هذه العلاجات الحديثة".
ويضيف أبو خيزران أن التخصص في دراسة أطفال الأنابيب كان هدفاً واضحاً في خطته الصاعدة، التي عمل عليها لسنوات وقادته نحو النجاح.
مركز السعادة ورسم البسمات..
بعد أن حان وقت انتهاء الغربة، والعودة لوطنه، قرر أبو خيزران فتح مركز علاج لأمراض النسائية في مدينة نابلس، وأسماه تيمناً بابنته الكبرى، مركز رزان الطبي، ليصبح المركز الفلسطيني الأول الذي أدخل تقنيات العلاج بالإخصاب خارج الرحم وعلاج العقم، في المركز الذي مضى عليه أكثر من 24 عاماً من النجاح والتميز، وأدخل الفرحة إلى بيوت الكثير من الأسر الفلسطينية التي كانت قد فقدت الأمل من الإنجاب.
ويؤكد أبو خيزران أن هذا المركز مر بعدة عقبات كبيرة قبل وصوله لهذه المرحلة، وكانت أصعبها تقبل المجتمع لتحليل هذا العلاج شرعاً، فقد احتاجت تغير هذه الفكرة الوقت والجهد الكبيرين بمساعدة الإعلام ودار الإفتاء التي أكدت تشريع الإخصاب إسلامياً.
كما كانت تقليدية الطب الفلسطيني عقبة أخرى في وجه تماسك هذا المركز، الذي احتاج فريق عمل كامل متماسك ومتعاون لإتمام هذا العلاج للمرضى، إلا أن تفضيل الأطباء الفلسطينيين للعمل الفردي، منع تحقيق العلاج، حتى استطاع أبو خيزران تشكيل الفريق المثالي للمركز.
ويتابع أبو خيزران "بعد النجاح الكبير الذي حققه مركز رزان الطبي، والبسمات الكثيرة التي رسمها على وجوه العديد من الأسر، أردت أن أجعل العلاج قريباً أكثر من كل محتاجٍ ومريض، من خلال الفروع الأخرى للمركز التي تم افتتاحها في نابلس وبيت لحم ورام الله والتي لاقت إقبالاً كبيراً لاحقاً، ولكن أصبح العلاج بالأنابيب أكثر تقبلا في المجتمع، وأول حل يلجأ إليه فاقدين الامل من الإنجاب الطبيعي".
وأثبتت الدراسات أن 1 من 6 أزواج يلجؤن إلى الطرق المساعدة على الحمل، حتى بات اليوم يوجد في الضفة الغربية أكثر من 15 مركز علاج لأمراض العقم.
(أول طفلة تولد عن طريق الأنابيب)
مستشفيات وطنية حديثة على أرض الواقع..
يقول أبو خيزران كانت المراكز الطبية والمستشفيات الموجودة في فلسطين تقليدية، وغير مؤهلة لإجراء عمليات دقيقة، وكان هذا الدافع الأكبر لنا لبناء مستشفى خاص بمعدات متتطورة، ليتمكنوا من تقديم العلاج المناسب للمرضى، وتم بناء المستشفى العربي التخصصي على أرض الواقع في عام 2000م.
ويضيف خيزران تمكن المستشفى خلال فترة قصيرة من إجراء عدة عمليات مميزة، كأول زراعة كلى تحدث في فلسطين، وزراعة قرنية ونخاع عظم وغيرها من العمليات الصعبة والمهمة.
لاقى المستشفى العربي التخصصي خلال فترة وجيزة استحسان المرضى وإقبالهم وثقتهم به، بعد مجموعة العمليات الناجحة التي جعلته بالصدراة.
وعندما أصبح المستشفى هو الوجهة الوحيدة لجميع المرضى، بات من الضروري إنشاء مستشفى آخر بمميزات أكثر وحجم أضخم ليستوعب المرضى مهما كان عددهم ومرضهم، ما دفعه لبناء المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله في عام 2016م.
السند والداعم الأول
ويعبر أبو خيزران عن امتنانه الكبير لأبيه وأمه، اللذان مهدا له الطريق، ليصبح طبيباً معروفاً بانجازاته وتميزه.
والدور الكبير لزوجته وأولاده الذين كانوا أول الداعمين والمصفقين الذين يحثونه على المتابعة، للوصول إلى إنجاز أكبر في كل مرة، رغم صعوبة الغياب المستمر عن بيته في المستشفيات والدول الأخرى باحثاً عن كل ما هو جديد.
رغبةً جديدة بحلمٍ أكبر..
ويتحدث أبو خيزران عن رغبته بإيجاد بديل وطني متطور وناجح في الضفة الغربية للعلاج مهما كانت الحالة الطبية صعبة، بدلاً من التوجه إلى مستشفيات الداخل المحتل والدول الأخرى، والتي كانت سبباً أساسياً لمرات عديدة بتدهور حالة المريض أكثر، بسبب بعد المسافة، والإجراءات المعقدة المطلوبة لنقل المريض.
وينهي حديثه الدكتور الناجح "الكثير من المرضى فقدوا حياتهم على الحدود وداخل سيارات الإسعاف، قبل الوصول لحلم العلاج المناسب في المستشفيات الكبيرة خارج بلادنا، فلماذا لا نعمل على البديل الوطني الحامي والمعالج لمرضانا؟".