العربية نت
خلال الحرب العالمية الأولى، قاتل المجريون لصالح إمبراطورية النمسا – المجر، المتحالفة مع الألمان، التي سرعان ما انهارت وتفككت عقب وفاة امبراطورها فرانز جوزيف الأول (Franz Joseph I) وقبولها بشروط الحلفاء عقب هزيمتها بالنزاع العالمي. وعلى إثر انفصالهم عن النمساويين وتأسيسهم لدولتهم عام 1918، أجبر المجريون على توقيع معاهدة تريانون (Trianon) مطلع حزيران/يونيو 1920 فجرّدوا بذلك من نسبة كبيرة من أراضيهم لصالح دول الجوار وفقدوا جميع منافذهم على البحر وخسروا النسبة الساحقة من مناجم الذهب والفضة والنحاس التي امتلكوها سابقا.
وخلال الحرب العالمية الثانية، لم يتردد المجريون كثيرا في التحالف مع الألمان مجددا. فعقب بداية غزو الأراضي السوفيتية ضمن عملية بربروسا، بادر المجريون يوم 27 حزيران/يونيو 1941 بإعلان الحرب على الاتحاد السوفيتي دون سبب واضح ليصطفوا بذلك لجانب هتلر الذي حصل في وقت سابق على دعم رومانيا له.
وخلافا لكل من فنلندا ورومانيا، كانت دوافع المجر لإعلان الحرب على الاتحاد السوفيتي مخالفة لجميع التوقعات. فبدلا من البحث عن أراض جديدة للتوسع، أعلن المجريون الحرب على السوفيت أملا في الحفاظ على مناطق شمالي ترانسيلفانيا (Transylvania) التي كسبوها بالعام السابق.
فعلى مدار قرون عدّة، مثّلت شمالي ترانسيلفانيا منطقة مختلطة عاش بها المجريون والرومانيون جنبا لجنب. ولحدود عام 1918، مثلت هذه المنطقة جزءا من إمبراطورية النمسا – المجر قبل أن تقدم لرومانيا عقب تفكك إمبراطورية سلالة هابسبورغ، أي النمسا – المجر، مع نهاية الحرب العالمية الأولى. وبعد حوالي 20 عاما، لم يتردد أدولف هتلر في انتزاع هذه المنطقة من الرومانيين ومنحها للمجريين من خلال معاهدة وقعت أواخر شهر حزيران/يونيو 1940 بفيينا.
ومع بداية الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي سنة 1941، دعمت رومانيا مجهودات الحرب الهتلرية شرقا فأرسلت العديد من تشكيلاتها العسكرية للمشاركة بالحرب ضد السوفيت. ومع حصولهم على معلومات حول الدعم الروماني لهتلر، تخوّف المجريون من قيام ألمانيا بإلغاء اتفاقية فيينا لعام 1940 وإعادة شمال ترانسيلفانيا لرومانيا فبادروا بدخول الحرب ضد الاتحاد السوفيتي بعد أن اتهموا، بشكل كاذب، الطيران السوفيتي بقصف إحدى مدنهم.
مشاركة سيئة بالحرب
وخلال هذه الحرب، أرسل المجريون مئات الآلاف من قواتهم نحو الجبهة الشرقية وقد كان من ضمن هذه القوات جنود الجيش الثاني المجري، المصنف كأحسن جيوش المجر، الذي ضم في صفوفه 200 ألف مقاتل. وبسبب نقص الخبرة العسكرية والعتاد لدى الجيش المجري، أوكل النازيون مهام ثانوية للمجريين قبل أن يباشروا بإشراكهم بشكل أكبر بالقتال تزامنا مع استعار المعارك ضد السوفيت.
أثناء شهر يناير 1943، تلقى المجريون هزيمة قاسية على يد السوفيت عند منطقة فارونيش (Voronezh). فعقب عبورهم للنهر، التحم الجنود السوفيت بجنود الجيش الثاني المجري وتمكنوا من قتل 30 ألفا واعتقال حوالي 50 ألفا من المجريين متسببين بذلك في خسارة كارثية للمجريين الذين فضّل قسم كبير منهم الخروج من الحرب.
وعقب سماعهم بوجود مفاوضات بين المجريين والسوفيت، اجتاح الألمان خلال شهر آذار/مارس 1944 الأراضي المجرية وعمدوا خلال الأشهر التالية لإقصاء وصي العرش ميكلوش هورتي (Miklós Horthy) وعيّنوا بدلا منه حليفهم ذا الميول النازية فيرينك سزالاسي (Ferenc Szalasi) حاكما على البلاد.
خسائر فادحة
خلال شهر شباط/فبراير 1945، وقعت العاصمة المجرية بودابست في قبضة الجيش السوفيتي. وبسبب مشاركتها بهذه الحرب لجانب الألمان، دفعت المجر ثمنا باهظا فعادت لحدودها ما قبل الحرب وخسرت 300 ألفا من جنودها ونحو 650 ألف مدني كان من نصف مليون يهودي قتلوا خلال الهولوكوست كما وجدت البلاد نفسها قابعة تحت النفوذ السوفيتي عقب نهاية الحرب.
خلال الحرب العالمية الأولى، قاتل المجريون لصالح إمبراطورية النمسا – المجر، المتحالفة مع الألمان، التي سرعان ما انهارت وتفككت عقب وفاة امبراطورها فرانز جوزيف الأول (Franz Joseph I) وقبولها بشروط الحلفاء عقب هزيمتها بالنزاع العالمي. وعلى إثر انفصالهم عن النمساويين وتأسيسهم لدولتهم عام 1918، أجبر المجريون على توقيع معاهدة تريانون (Trianon) مطلع حزيران/يونيو 1920 فجرّدوا بذلك من نسبة كبيرة من أراضيهم لصالح دول الجوار وفقدوا جميع منافذهم على البحر وخسروا النسبة الساحقة من مناجم الذهب والفضة والنحاس التي امتلكوها سابقا.
وخلال الحرب العالمية الثانية، لم يتردد المجريون كثيرا في التحالف مع الألمان مجددا. فعقب بداية غزو الأراضي السوفيتية ضمن عملية بربروسا، بادر المجريون يوم 27 حزيران/يونيو 1941 بإعلان الحرب على الاتحاد السوفيتي دون سبب واضح ليصطفوا بذلك لجانب هتلر الذي حصل في وقت سابق على دعم رومانيا له.
وخلافا لكل من فنلندا ورومانيا، كانت دوافع المجر لإعلان الحرب على الاتحاد السوفيتي مخالفة لجميع التوقعات. فبدلا من البحث عن أراض جديدة للتوسع، أعلن المجريون الحرب على السوفيت أملا في الحفاظ على مناطق شمالي ترانسيلفانيا (Transylvania) التي كسبوها بالعام السابق.
فعلى مدار قرون عدّة، مثّلت شمالي ترانسيلفانيا منطقة مختلطة عاش بها المجريون والرومانيون جنبا لجنب. ولحدود عام 1918، مثلت هذه المنطقة جزءا من إمبراطورية النمسا – المجر قبل أن تقدم لرومانيا عقب تفكك إمبراطورية سلالة هابسبورغ، أي النمسا – المجر، مع نهاية الحرب العالمية الأولى. وبعد حوالي 20 عاما، لم يتردد أدولف هتلر في انتزاع هذه المنطقة من الرومانيين ومنحها للمجريين من خلال معاهدة وقعت أواخر شهر حزيران/يونيو 1940 بفيينا.
ومع بداية الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي سنة 1941، دعمت رومانيا مجهودات الحرب الهتلرية شرقا فأرسلت العديد من تشكيلاتها العسكرية للمشاركة بالحرب ضد السوفيت. ومع حصولهم على معلومات حول الدعم الروماني لهتلر، تخوّف المجريون من قيام ألمانيا بإلغاء اتفاقية فيينا لعام 1940 وإعادة شمال ترانسيلفانيا لرومانيا فبادروا بدخول الحرب ضد الاتحاد السوفيتي بعد أن اتهموا، بشكل كاذب، الطيران السوفيتي بقصف إحدى مدنهم.
مشاركة سيئة بالحرب
وخلال هذه الحرب، أرسل المجريون مئات الآلاف من قواتهم نحو الجبهة الشرقية وقد كان من ضمن هذه القوات جنود الجيش الثاني المجري، المصنف كأحسن جيوش المجر، الذي ضم في صفوفه 200 ألف مقاتل. وبسبب نقص الخبرة العسكرية والعتاد لدى الجيش المجري، أوكل النازيون مهام ثانوية للمجريين قبل أن يباشروا بإشراكهم بشكل أكبر بالقتال تزامنا مع استعار المعارك ضد السوفيت.
أثناء شهر يناير 1943، تلقى المجريون هزيمة قاسية على يد السوفيت عند منطقة فارونيش (Voronezh). فعقب عبورهم للنهر، التحم الجنود السوفيت بجنود الجيش الثاني المجري وتمكنوا من قتل 30 ألفا واعتقال حوالي 50 ألفا من المجريين متسببين بذلك في خسارة كارثية للمجريين الذين فضّل قسم كبير منهم الخروج من الحرب.
وعقب سماعهم بوجود مفاوضات بين المجريين والسوفيت، اجتاح الألمان خلال شهر آذار/مارس 1944 الأراضي المجرية وعمدوا خلال الأشهر التالية لإقصاء وصي العرش ميكلوش هورتي (Miklós Horthy) وعيّنوا بدلا منه حليفهم ذا الميول النازية فيرينك سزالاسي (Ferenc Szalasi) حاكما على البلاد.
خسائر فادحة
خلال شهر شباط/فبراير 1945، وقعت العاصمة المجرية بودابست في قبضة الجيش السوفيتي. وبسبب مشاركتها بهذه الحرب لجانب الألمان، دفعت المجر ثمنا باهظا فعادت لحدودها ما قبل الحرب وخسرت 300 ألفا من جنودها ونحو 650 ألف مدني كان من نصف مليون يهودي قتلوا خلال الهولوكوست كما وجدت البلاد نفسها قابعة تحت النفوذ السوفيتي عقب نهاية الحرب.