استخفاف بخطر "كورونا" المستجد، مما لا أذن سمعت ولا عين رأت مثله بالعالم حتى الآن، حدث يوم وصل عدد قتلى الفيروس إلى 150 ألفاً في ثاني دولة بالوفيات الكورونية بعد الولايات المتحدة، وهي البرازيل الثالثة عالميا بعدد المصابين البالغين 5 ملايين، فانظر بالفيديو المعروض أدناه، لتجد أن ما شهدته مدينة Belém عاصمة ولاية "بارا" في أقصى الشمال البرازيلي، هو رعب حقيقي وإرهاب جماعي، نقل العدوى إلى مئات الأصحاء بالتأكيد.
The scene today in COVID-ridden Brazil, in the city of Belém, where a new Havan department store -- owned by one of Bolsonaro's primary funders and most loyal supporters, @luciano_hang -- opened with Hang present, encouraging more and more crowds:pic.twitter.com/vWJsfCeUJY
— Glenn Greenwald (@ggreenwald) October 10, 2020
يوم السبت الماضي، دشنت شبكة متاجر معروفة باسم Havan ويملكها مناصر صديق للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، فرعا لها في "بيلين" التي يعني اسمها بيت لحم، إلا أن عدد من تجمهروا منذ الصباح الباكر، ثم تدفقوا إلى الداخل كغيوم الجراد عند فتح الأبواب، كان أكثر من 20 ألفا، وفقا لما اطلعت عليه "العربية.نت" في صحيفة O Liberal وغيرها من مواقع الإعلام المحلي بالمدينة، ومعظمهم كانوا بلا كمامات، فيما المسافة بين الواحد والآخر معدومة، وهو ما نجده بالفيديو المتوافر غيره لمن يبحث عن Inauguraçõe Havan في يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي.
وكان المشرفون على الأمن وتنظيم التدشين، سمحوا للمكممين فقط بالدخول، ممن نراهم يتقدمون في صف طويل ببداية الفيديو، إلا أنهم فقدوا السيطرة فيما بعد على المحتشدين، فاندفع إلى الداخل آلاف منهم فجأة، إلى درجة أصبح المكان علبة سردين عملاقة، واضطر من كان يضع الكمامة إلى خلعها عن وجهه ليتمكن من التنفس، من دون أن يلجأ إلى البديهي في مثل هذه الحال، وهو الخروج من المتجر على الأقل.
"لم يتوقعوا هذه المودة الكبيرة"
إلا أن الاستخفاف بالخطر استمر واحتدم أكثر مع الوقت، إلى أن وصل صدى ما يحدث من انفلات إلى حاكم الولاية وسلطات المدينة التي أرسلت عشرات من دوريات الشرطة، فأخرج أفرادها المحتشدين وأغلقو أبواب المتجر، ثم فتح المعنيون تحقيقا للتعرف إلى مدى انتهاك القيود الملزمة في المتاجر بعدم السماح لغير المكممين بالدخول للتبضع أو إشباع الفضول.
واعتذر Luciano Hang صاحب الشبكة المالكة 150 متجرا في البرازيل، وقال إن القيّمين على تدشين أحدثها في "بيلين" السبت الماضي "لم يتوقعوا هذه المودة الكبيرة من السكان الذين أقبلوا بالآلاف (..) كنا اتخذنا إجراءات صحية وغيرها في جميع مستودعاتنا، لكن كان من المستحيل تنفيذها بشريا هذه المرة، نظرا للإقبال غير المتوقع، فسامحونا"، وفق تعبيره الذي لم يرق للكثيرين في مواقع التواصل وغيرها.
لكن وسائل إعلام محلية، نشرت السبت نفسه في مواقعها، صورا له وهو يرقص مع آخرين وأخريات عند أحد مداخل المتجر، بل قام بتقبيل إحداهن على مرأى من مصورين تلفزيونيين، غير عابئ بتدفق الحشود إلى الداخل بلا رقيب، ونشر بعض تلك الوسائل معلومات بائسة، ملخصها ما وجدته "العربية.نت" أيضا بالموقع الراصد النشاط "الكوروني" في العالم يوما بيوم، وهو التابع لجامعة Johns Hopkins University الأميركية، من أن المستجد أحدث 38 ألف إصابة في سكان "بيلين" البالغين أقل من مليون و600 ألف، وقتل منهم 2213 منذ ظهر حتى السبت.