العربية.نت
خلصت دراسة أميركية إلى أن اضطرابات النشاط المفرط والسلوكيات العدوانية يمكن أن تكون متجذرة في غريزة البحث عن الطعام لدى الإنسان نتيجة تناول الأطعمة الغنية بكميات زائدة من الفركتوز مثل البسكويت والآيس كريم.

بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، جادل باحثو جامعة كولورادو بأن المستويات المنخفضة من الفركتوز تؤدي إلى مسار يعزز البحث عن الطعام وتخزين الطاقة على شكل دهون، أما في حالة تناول كميات زائدة فإن هذا المسار يصبح هو نفسه مفرط النشاط، مما يؤدي إلى تولد رغبة شديدة ومخاطر مشكلات سلوكية من بينها الاندفاع والعدوانية.

وقال الفريق البحثي إن المشكلات المترتبة على تناول كميات زائدة من الفركتوز تشمل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاكتئاب الهوسي والاضطراب ثنائي القطب.

الفركتوز.. سكري وسمنة وعنف



يوجد الفركتوز - أو سكر الفاكهة - بشكل طبيعي في العديد من النباتات والعسل، ولكنه أصبح أكثر شيوعًا في النظم الغذائية الحديثة من خلال السكر المكرر وشراب الذرة.

وتشمل الأطعمة والمشروبات، التي تحتوي على مستويات عالية من الفركتوز حاليًا الآيس كريم والبسكويت والكعك والتفاح والعنب وعصائر الفاكهة والمشروبات المحلاة ولبن الفاكهة.

وتشير التقديرات، في الواقع، إلى أن تناول الفركتوز زاد 40 ضعفًا منذ القرن الثامن عشر، وهو ما يفسر أيضًا الحالات الحديثة لمرض السكري والسمنة.

وعلى الرغم من توصيات الخبراء والمنظمات العالمية والمحلية على حد سواء بتناول كمية صغيرة من السكر يوميًا، فإنه وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، لا يزال هناك معدلات استهلاك كبيرة على مستوى العالم.

وحفزت زيادة استهلاك السكر الكثير من دول العالم على رفع نسبة ما يسمى بـ "ضريبة السكر" على المشروبات الغازية، والتي وصلت إلى 7% في العديد من البلدان في أعوام 2017 و2018.

وكتب فريق الباحثين، الذي يضم بروفيسور ريتشارد جونسون وزملاؤه من جامعة كولورادو، موضحين أن تحديد الفركتوز كعامل خطر لا ينفي أهمية العوامل الوراثية والعائلية والجسدية والعاطفية والبيئية التي تشكل الصحة العقلية.

ولكن بحسب ما يرجحه بروفيسور جونسون فإن "الإفراط في تناول الفركتوز الموجود في السكريات المكررة وشراب الذرة عالي الفركتوز ربما يكون له دور مساهم في التسبب في هذه الحالات"، موضحًا أن نتائج الدراسة لا تلق باللوم فيما يتعلق بالسلوك العدواني على السكر فقط، وإنما تسلط الضوء على أن الإفراط في تناول الفركتوز باعتباره أحد الأسباب التي تسهم في حدوث السلوك العدواني.

الفركتوز مثير مثل الجوع



استعرض فريق الباحثين في ورقتهم البحثية نتائج عدد من الدراسات السابقة حول الفركتوز وتأثيره على جسم الإنسان. وأوضح الباحثون أن "الفركتوز عندما يحدث انخفاضا للطاقة في الخلايا، يؤدي إلى استجابة مشابهة لما يحدث في حالات الجوع. وأن البحث عن الطعام يحفز المخاطرة والاندفاع واتخاذ القرارات المتسرعة والعدوانية للمساعدة في تأمين الغذاء كاستجابة للبقاء على قيد الحياة".

وفي حين أن مسار الفركتوز كان يهدف إلى المساعدة في البقاء على قيد الحياة، فقد أدى ارتفاع معدلات تناول الفركتوز بشكل كبير خلال القرن الماضي إلى تطور هذه السلوكيات بسبب تجاوز الحد المناسب بنسب كبيرة من السكر الموجودة في النظام الغذائي الغربي الحالي.

جدل علمي



وأظهر بعض الخبراء شكوكًا فيما يتعلق بنتائج الدراسة حول مرض فرط الحركة ونقص الانتباه ِADHD، حيث قال عالم النفس التنموي، إدموند سونوغا بارك، من جامعة كينغز كوليدج لندن لصحيفة "التايمز" البريطانية: إن "هذا نموذج أنيق ومعقول بيولوجيًا يرتكز على تفكير بيولوجي متطور. ولكن لسوء الحظ، فإن فكرة وجود صلة ثابتة بين مستويات استهلاك السكر واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البشر قد تم دحضها إلى حد كبير منذ عقود".