تمثل أشجار القرم أو المانجروف قيمة متأصلة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحظى بمكانة بارزة لدى مواطنيها، وهي بمثابة كنز بيئي.
وتكتسب أشجار القرم أهمية ثقافية واقتصادية وطبيعية كبيرة، لاحتضانها العديد من الكائنات البحرية، حيث تمتهن جذورها وظيفة محاضن طبيعية للثروة السمكية وملجأ للأسماك الصغيرة.
وتصنف مستنقعات القرم على أنها من أغنى البيئات في البيئة البحرية وتتميز أشجارها بمقاومتها الشديدة للملوحة.
وحظيت هذه الثروة النباتية باهتمام وعناية فائقة في دولة الإمارات انطلقت منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وضع وفي سبعينيات القرن الماضي، مجموعة من البرامج الضخمة لزراعة أشجار القرم ساهمت إلى حد كبير في اتساع رقعة غابات القرم على مدى العقود الماضية.
وتنمو أشجار القرم في مناطق المد والجزر، وهناك زيادة في مساحة غابات القرم في إمارة أبوظبي، حيث تولت هيئة البيئة-أبوظبي مهمة إعادة تأهيل وصون وحماية غابات القرم في سبعة مواقع رئيسية منها: جزيرة السعديات وجزيرة الجبيل ومحمية المروح البحرية للمحيط الحيوي والمناطق المحمية في أبو السياييف ورأس غراب والكورنيش الشرقي ورأس غناضة.
وتعتبر المناطق الساحلية في أبوظبي غنية بغابات القرم، حيث يوجد حوالي 70 كيلومترا مربعا من غابات القرم في جميع أنحاء الإمارة، كما يضم متنزه القرم الوطني أكثر من 19 كيلومترا مربعا من الغابات.
ويوجد هذا المتنزه داخل مدينة أبوظبي، ويعتبر من أكثر مناطق القرم كثافة، وهو من المناطق الطبيعية المحمية بموجب القانون.
ملهمة اليوم الوطني الإماراتي
جاءت أشجار القرم مصدر إلهام للاحتفال باليوم الوطني الإماراتي الـ ٤٩.
وكشفت اللجنة المنظمة للاحتفال الرسمي باليوم الوطني الـ49 لدولة الإمارات "غرس الاتحاد" عن أبرز ملامح الاحتفال بهذه المناسبة.
وذكرت اللجنة أن أشجار القرم (المانجروف) الجذابة التي تغطي مساحات شاسعة من شواطئ الإمارات، ستشكل مصدرا أساسيا للإلهام الفني والبصري خلال الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني الـ49 لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وشكلت الغابات المذهلة التي تنمو في الماء عنصراً أساسياً ضمن التصميم الجمالي للعرض الذي سيقام في أبوظبي، الأربعاء، ويبث على الهواء مباشرة ليشاهده الملايين حول العالم.