وكالات
أظهرت دراسة علمية جديدة أن الأقنعة الواقية للوجه لا توفر أي حماية ضد فيروس كورونا إذا عطس شخص مصاب بالقرب منه دون أن يرتدي كمامة.

وبحسب "ديلي ميل" البريطانية، فقد استخدم الباحثون نماذج الكمبيوتر لوضع تصورات لمدى انتشار القطرات حول واقي الوجه الناتج عن العطس البشري من مسافة 1 متر.

وتكشف المحاكاة عن صدور "حلقات دوامة" نتيجة للعطس تحمل جزيئات معدية إلى قناع الوجه في أقل من ثانية وتلتصق بحواف البلاستيك.

إلى ذلك، يقول الباحثون إنه إذا تزامن توقيت هذه الموجة من جزيئات فيروس كورونا مع تنفس مرتدي قناع الوجه، فربما يصاب بالعدوى.

ووجدت الأبحاث السابقة أن الأقنعة غير مجدية أيضًا في محاصرة الهباء الجوي، مما يشير إلى أن الشخص المصاب، الذي يرتديها، لا يزال بإمكانه نشر الفيروس.

واختار العديد من الأشخاص أقنعة الوجه بدلاً من الكمامات لأنها أقل تقييدًا، وتسمح للأشخاص برؤية فم الشخص، مما يساعد في قراءة الشفاه والتواصل غير اللفظي ويفيد الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع.

وحقق المسؤولون السويسريون في تفشي "العديد" من حالات الإصابة بفيروس كورونا، التي حدثت في فندق بإحدى القرى في جبال الألب، على الرغم من التزام أصحاب العمل بكافة الاحتياطات اللازمة.

واكتشف الخبراء تعرض من كانوا يرتدون أقنعة بلاستيكية فقط للإصابة بعدوى كورونا. لكن نتائج الدراسة البحثية أظهرت عدم تعرض أي شخص كان يرتدي كمامة، سواء بمفردها أو بالإضافة إلى قناع للوجه، للإصابة بعدوى كوفيد-19.

وجد الباحثون سابقًا أن الأقنعة تسمح لما يقرب من 100% من القطرات الصغيرة المحمولة جواً، التي يطلقها المرضى المصابون بفيروس كورونا، بالتسرب عبر أقنعة الوجه البلاستيكية.

كشفت محاكاة حاسوبية يابانية أن جميع القطرات المحمولة جواً التي يقل حجمها عن خمسة ميكرومتر، والتي تم إطلاقها عند التحدث والتنفس، تسربت عبر الحاجز البلاستيكي.

كما انتشر نصف القطرات الأكبر حجمًا، التي يبلغ حجمها 50 ميكرومترًا والمنبعثة نتيجة للسعال أو العطس، شقت طريقها إلى الهواء المحيط، مما يشكل خطراً على الآخرين.

تضيف الدراسة الأخيرة، التي أجراها باحثون في جامعة فوكوكا اليابانية، والتي نُشرت في دورية Physics of Fluids العلمية، المزيد من الأدلة المتزايدة ضد استخدام أقنعة الوجه.

يُظهر مقطع فيديو مثير للقلق نُشر جنبًا إلى جنب مع الدراسة كيف يمكن لتدفق الهواء من العطس أن يشق طريقه حول وداخل واقي الوجه إلى فم الشخص أو أنفه، مما يجعل معدات الوقاية الشخصية عديمة الفائدة ما لم يتم وضع كمامة طبية على الفم والأنف كذلك.

وأبرز الباحثون العطس، على وجه التحديد، بسبب ما يسببه من ظاهرة تعرف باسم "الحلقات الدوامة".

قال الباحث دكتور فوجيو أكاجي: إن "الحلقة الدوامة هي دوامة على شكل كعكة دائرية يتم إنشاؤها عن طريق طرد فوري للسوائل من فتحة دائرية. إنها تشبه حلقات الفقاعات التي تصنعها الدلافين".

تلتقط حلقات الدوامة الناتجة عن العطس القطرات المجهرية داخل العطس وتنقلها إلى الحواف العلوية والسفلية لقناع الوجه.

قال دكتور أكاجي: "نقوم حاليًا بتطوير وإظهار العديد من الأقنعة المحسّنة"، مشيرًا إلى أنه وفريقه البحثي يريدون الإسهام في حماية البشر من العدوى. وأعرب عن اعتقاده أنه في يوم من الأيام في المستقبل القريب، سيكون العاملون الطبيون قادرين على منع العدوى باستخدام واقٍ للوجه وكمامة عادية فقط، أو بشكل مثالي باستخدام فقط قناع الوجه.