مروان حاتم في إطار الجهود التي يبذلها الناشطون للقيام بخدمة ومساعدة النازحين العراقيون في المخيمات المنتشرة في عموم البلاد بمؤن ومساعدات وخيم وغيرها من الحاجات الضرورية، سعت الناشطتين في مجال العمل الإنساني كوثر المحمدي وزمليتها زينب الجميلي لمحاولة الترفيه عن الأطفال الذين خطف وغيب آباؤهم على يد الحشد الشعبي في مدينة الفلوجة 58 كم غربي بغداد حيث تم فصل الرجال عن النساء وغيب الرجال منذ ذلك الوقت.المحمدي والجميلي نزحن مع ذويهما إلى شمال العراق أبان سيطرة داعش على مدينتها، هربا من الاقتتال الدائر بالمدينة، وقد رأتا أن الواجب يحتم عليهما أن تقوما بخدمة الأطفال النازحين الذين هجروا من ديارهم وحرموا من مدارسهم في عدة مخيمات منتشرة في العراق.وعملت المحمدي والجميلي مع العديد من المنظمات الأممية والمحلية في مجال الإغاثة والعمل الإنساني كما وعمدت كوثر المحمدي لتأسيس مركز (إبرة وقلم) في مدينة الفلوجة العراقية لتعليم الأرامل والأيتام والفقراء العديد من الأعمال لمساعدتهم في النهوض بواقعهم المعيشي.وبعد العودة من فترة نزوح عصيبة قررتا تقديم المساعدة لأطفال وأرامل عدة قرى فقدت جميع الرجال.وأوضحت كوثر المحمدي أنها بدأت جهودها هذه في مخيمات عامرية الفلوجة والصقلاوية وبزيبز منذ سنوات حيث كانت تزور المخيمات بشكل يومي في الفترة السابقة ولكن بعد عودة كثير من النازحين بدأ جهدها ينصب علو المدن الخربة التي عاد إليها سكانها بعد حرب طويلة أحرقت الأخضر واليابس.فيما قالت الجميلي أن الواجب الأنساني والديني كان يتطلب تدخل الكل في عملية تقديم المساعدة الفورية إلى الآلآف من الأسر التي هجرت من منازلها بغير وجه حق على يد كل الفرق المتصارعة في محافظاتنا، وتضيف: لم يكن من السهل أن تقدم المساعدة الضروربة لأطفال ونساء في مخيمات تفتر لأبسط مقومات الحياة.وتؤكدان المحمدي والجميلي إلى أنه بالإضافة إلى هدف الترفيه، فإن الفعاليات وأن كانت بسيطة فانها تساعد بالتعرف على ما يعانيه الأطفال من أزمات أو مشاكل نفسية بعد الحرب الأخيرة وخاصة أن الأطفال فقدوا آباؤهم ولا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وهو ما قد يدفع إلى مراعاة ذلك ومحاولة علاج الحلات التي تتطلب العلاج.كما تحرصان من خلال اللقاء الذي يجمعها بأطفال المخيم على غرس بعض المفاهيم الصحية وخاصة في ظل ظروف إنتشار جائحة كورونا في العالم وذلك إضافة لترسيخ بعض المبادئ الأخلاقية والتربوية والنظام.وتؤكدان المحمدي والجميلي أنها تقومان بذلك من تلقاء نفسها ودون دعم من جهات الدولة الرسمية، معربة عن أملهما بأن تنالا دعم بعض الجهات الإنسانية والحكومية لتطوير عملهما بشكل أفضل وتوفير كل مستلزماته حتى تتوسع به ليشمل مناطق أخرى في البلاد.