توفي، الأحد، عزرا فوغل العالم الخبير بشؤون دول شرق آسيا وأحد المنادين بضخ التوازن والحكمة في العلاقات بين واشنطن وبكين عن عمر ناهز 90 عاما في مستشفى أوبورن بماساتشوسيتس الأمريكية.

وبوفاته، قالت صحيفة "غلوبل تايمز" الصينية، خسر الرأي العام الأمريكي والعالمي واحدا من دعاة تضمين السياسة الأمريكية تجاه الصين نصيبا من العقلانية والاتزان من أجل فائدة الطرفين والعالم. مما يترك المجال، برأيها، فسيحا لصقور واشنطن الذين لا يؤمنون إلا بالسياسات الفظة والرقص على حافة الهاوية مع بكين.

وعبرت الصحيفة الصينية عن "مخاوف من أن الأمريكيين الذين يفكرون بوضوح وعقلانية حول العلاقات بين الصين والولايات المتحدة يتضاءل عددهم ويفقدون أصواتهم"، وبالتالي، فإن وفاة فوغل تشكل "ضربة كبيرة" للرأي العام في استعارة لها لأقوال خبراء على اطلاع بوزن العالم الأمريكي الراحل في رسم معالم دول شرق آسيا في العقل الأمريكي والعالمي.

ونقلت "ذي غلوبل تايمز" عن الخبير الصيني دياو دامينغ أستاذ العلاقات الصينية/الأمريكية في جامعة رينمين في بكين قوله، الاثنين، إن رحيل فوغل "خسارة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية" نفسها وإنه "كان ممثلا لمجموعة من الجيل السابق من العلماء الأمريكيين الذين فهموا الصين (...) من منظور التاريخ والثقافة، بهدف رئيسي يتمثل في تعزيز تنمية العلاقات الصينية/الأمريكية ودفع المزيد من الأمريكيين إلى فهم الصين" معبرا عن مخاوف من توجه أوسع نطاقا للأمريكيين نحو سلوك صِدامي مع بكين.

من جهتها نعت صحيفة "ذي جابان تايمز" اليابانية عزرا فوغل، وذكّرت بكتابه التاريخي عن المجتمع والدولة اليابانيين الذي صدر سنة 1979 تحت عنوان "اليابان كرقم 1: دروس لأمريكا" والذي تصدر قائمة المبيعات في المكتبات اليابانية آنذاك.

عزرا فوغل من مواليد ديلوير في الولايات المتحدة الأمريكية في يوم 11 يوليو من عام 1930. نال شهادة الماجستير في عام 1951 ثم الدكتوراه في علم الاجتماع سنة 1955 بجامعة هارفارد قبل إكمال دراساته وبحوثه في اليابان عام 1958. هناك، تعرف عن كثب وبعمق على المجتمع الياباني والقواعد الذي تحكم تطوره وقادته إلى نجاحه المعجزة في ظرف قصير بعد خروجه مدمرا من الحرب العالمية الثانية.

في سنة 1973، تولى فوغل منصب رئيس معهد شرق آسيا للبحوث، وترك عدة مؤلفات عالية الأهمية في مجاله من بينها "الطبقة الوسطى الجديدة في اليابان" الصادر عام 1963 و"اليابان كرقم واحد" الذي أحدث ثورة معرفية عند صدوره سنة 1979 عن اليابان ومجتمعات شرق آسيا.

قبل رحيله، قال فوغل في بداية ديسمبر الجاري، متفائلا خيرا بوصول بايدن إلى البيت الأبيض بشأن العلاقات الأمريكية الصينية، إن على واشنطن الاعتراف بالمساهمات التي تقدمها الصين للعالم داعيا إلى معاملتها "بإنصاف"، حسب "ذي غلوبل تايمز"، وتجنب الصدام.