العربية.نت
خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت سقوط برلين واستسلام ألمانيا بشكل رسمي للحلفاء، اتخذ القائد النازي أدولف هتلر قرارا بوضع حد لحياته رفقة عشيقته، التي تزوجها قبل يوم من وفاته، إيفا براون. فأمام التقدم السوفيتي ببرلين، رفض هتلر مغادرة العاصمة الألمانية محبّذا الانتحار ورافضا بذلك الوقوع في قبضة قوات الحلفاء.
ويوم 30 أبريل 1945، أقدم أدولف هتلر على الانتحار رفقة زوجته إيفا براون واضعا بذلك حدا لفترة حكمه لألمانيا التي استمرت لأكثر من 12، عاما منذ توليه لمنصب المستشار، وأسفرت عن سقوط ملايين الضحايا. وتزامنا مع انتحاره تسبب القائد النازي في خلق حالة من الفوضى في صفوف وزرائه ومساعديه استمرت لحين إعلان ألمانيا استسلامها بشكل رسمي يوم 7 مايو 1945.
أزمة وقود لحرق الجثة
قبيل انتحاره بفترة وجيزة، طالب أدولف هتلر مساعديه بضرورة إحراق جثته، حيث أكد القائد النازي حينها على رفضه الوقوع حيا أو ميتا في قبضة السوفيت معتبرا حصول الاتحاد السوفيتي على جثته إهانة للشعب الألماني.
وبسبب ذلك، خلق هتلر حال وفاته أزمة بين مساعديه الذين عجزوا عن جمع كميات كافية من المحروقات لإتلاف جثّته. فأواخر شهر أبريل 1945، تواجد السوفيت على بعد مئات الأمتار من مخبأ القائد النازي. وبسبب ذلك كانت عملية الحصول على المحروقات صعبة بالنسبة لمساعديه.
أمام هذا الوضع، اتجه الجميع نحو مرآب السيارات الموجود تحت المخبأ حيث عجّ الأخير بالعديد من السيارات التي كانت أغلبها معطلة وخارج الخدمة فعمدوا لإفراغ خزانات وقودها ليتمكنوا في النهاية من الحصول على حوالي 200 لتر من المحروقات لتنفيذ وصية هتلر بإحراق جثته.
أطفال غوبلز
منذ مطلع الثلاثينيات، تحوّل جوزيف غوبلز (Joseph Goebbels) لأحد أهم المقربين من أدولف هتلر. وتزامنا مع هيمنة الحزب النازي على ألمانيا، حصل غوبلز على منصب وزير الدعاية ليستمر بهذه الوظيفة لحدود يوم 30 أبريل 1945 حيث تحوّل الأخير حينها لمستشار ألمانيا عقب انتحار أدولف هتلر.
خلال الأيام الأخيرة من حياة أدولف هتلر، قرر جوزيف غوبلز وزوجته ماغدا وضع حد لحياة أبنائهما الستة، الذين كان عمر أكبرهم 12 عاما، حيث رفض هذا المسؤول النازي وزوجته أن يعيش أطفالهما في عالم خال من القيم النازية وتخوّفا من نظرة الألمان لهم عقب سقوط برلين ورحيل أدولف هتلر.
يوم 1 مايو 1945، أقدمت ماغدا غوبلز على قتل أبنائها الستة عن طريق تسميمهم بكبسولات السيانيد بعد أن نجحت في وقت سابق في تخديرهم بمساعدة طبيبين تواجدا بمخبأ هتلر. وخلال نفس ذلك اليوم، أقدم جوزيف وماغدا غوبلز على الانتحار بعد أن أمرا الحراس بإحراق جثتيهما.
انتحار جماعي
خلال الأيام القليلة التي تلت انتحار أدولف هتلر، قدمت آلة الدعاية الألمانية خطابا حماسيا للألمان تحدثت من خلاله عن وفاة هتلر من أجل ألمانيا وقتاله لآخر لحظة من حياته ضد البلشفيين. وتزامنا مع انتشار خبر وفاة هتلر، شهدت ألمانيا موجة انتحار. فبمدينة لايبزيغ (Leipzig)، نقلت مجلة لايف (Life) في عددها الصادر يوم 14 مايو 1945 أن عمدة المدينة قد نظّم حفلة رفقة عدد من المسؤولين قبل أن يقدم الجميع على الانتحار باستخدام السيانيد. كما تزامن ذلك مع عمليات انتحار جماعية شهدتها بعض المدن والقرى الألمانية التي رفض سكانها الوقوع في قبضة السوفيت. وقد شهدت مدينة دمين (Demmin) أشهر قصص عمليات الانتحار الجماعي حيث فضّلت مئات النساء الألمانيات الانتحار هربا من المعاملة السيئة وعمليات الاغتصاب التي قادها الجيش السوفيتي عند دخوله للمدن الألمانية.
أميرال برتبة رئيس
قبيل انتحاره بأيام قليلة، علم أدولف هتلر بسعي عدد من المسؤولين النازيين لفتح حوار سري مع البريطانيين والأميركيين. وأمام هذا الوضع، أمر القائد النازي بتجريد كل هؤلاء، وعلى رأسهم قائد فرق الأس أس هاينريش هملر وقائد سلاح الجو هرمان غورينغ، من مناصبهم واعتقالهم استعدادا لإعدامهم بتهمة الخيانة.
وأمام تجريد غورينغ المصنّف بالرجل الثاني بالنظام النازي من منصبه، نال جوزيف غوبلز منصب المستشار بينما حصل الأميرال كارل دونيتز (Karl Dönitz) بشكل مفاجئ على منصب رئيس ألمانيا عقب وفاة هتلر. وقد ضل الأخير بهذا المنصب لمدة 24 يوما أمر خلالها الجنرال ألفرد يودل (Alfred Jodl) بالتوقيع على اتفاقية استسلام ألمانيا للحلفاء.