تحقيق صحفي قام بإعداده الطالب الجامعي / أحمد غلابانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة "المزادات الإلكترونية" والتي تعتبر إنعكاساتها إجمالا من الظواهر الإيجابية والصحية على السوق التجاري بشكل عام وأصحاب المحال التجارية و المشاريع المتوسطة والصغيرة بشكل خاص بجانب العنصر الأكثر أهمية وهم الزبائن ، نستعرض في هذا الجزء من التحقيق الصحفي الذي أعدَ مؤخرا مع عدة شخصيات حول بداية إنخراطهم في مجال المزادات الإلكترونية "أصحاب مزادات-رواد/زبائن"، المنافع العائدة من ورائها، محاولة التعرف على أسباب الإقبال عليها، سلبياتها على وجه العموم و التوجهات التي توفرها بيئة المزادات الإلكترونية.بداية متفاوتهيقول الأستاذ مجدي عبدالمحسن مصطفى علي "أبو محمد" صاحب متجر ومزاد "مجوهرات مجدي" للمجوهرات والساعات الثمينة – أنه و في أواخر شهر ديسمبر من عام 2019 وبداية عام2020 عندما بدأت المزادات الكويتية بالظهور في فترة ماقبل الإنتشار لجائحة كورونا بوقت بسيط، لفت إنتباهي ذلك النشاط وراق لي وتسائلت لماذا لا اكرر نفس التجربة ولو على سبيل التخاطب ومشاركة المعلومات مع المتابعين بحسب معلوماتي وخبرتي التي تفوق الربع قرن، إذ أنها تتجاوز حدود كلا من "مصر، مملكة البحرين، دول الخليج، امريكا بجانب عدة دول أوروربية وآسيوية" في مجال المجوهرات والساعات الثمينة حيث أن مجال الساعات فحسب يعد علما عميقا والذي يتصل بالحركة الديناميكية وعلوم الفيزياء والرياضيات من جذور متأصلة، ناهيك عن التفاصيل الدقيقة الأخرى المقترنه ب"ماركة" الساعة سواء رولكس أو باتيك فيليب وغيرهما من ال"ماركات" العالمية الأخرى.وذلك ماكان فقد بدأت عدة لقاءات ومزادات مباشرة مع المتابعين عبر تطبيق "الإنستقرام" بدءا من فبراير الماضي وبعدها بفترة وجيزة بدأت تحديات جائحة كورونا وما تلتها من تبعات كالإغلاق الكلي ومن ثم الإغلاق لمدة نصف الشهر وكان بديهيا حينها أن أبدأ اعتماد التسويق الإلكتروني و المزادات الإلكترونية معا لمواجهة تداعيات الجائحة والتغلب عليها، بجانب رغبتي في خلق مزاد إحترافي يكون مرآة للخبرة التي احظى بها وأيضا يرقى لمستوى البضاعة التي أتاجر فيها.ومن جانبه أفاد السيد "أبو فهد" أحد رواد المزادات المخضرمين بأنه تولع بالمقتنيات الثمينة منذ منتصف التسعينيات وحينها كان دائما ما يرافق والده إلى سوق الحب بمدينة الدمام حيث تعرف على التاجر عبدالله العيسى "أبو محمد" كأول تاجر قام بالتعامل معه والشراء منه نظرا لما يحظى به من سمعة كالذهب وبضاعة تنفرد بالقطع النادرة والثمينة، ومنذ ذلك الحين بات شغله الشاغل إقتناء وجمع القطع النادرة من ساعات و مجوهرات نفيسة.وفيما يتصل بانخراطه في مجتمع المزادات الإلكترونية يقول: أول مشاركاتي كانت منذ فجر انطلاق المزادات الإلكترونية في الكويت عام 2014 قبل أن ترتبط بجائحة كورونا، و أما عن المزادات الإلكترونية في البحرين بدأت متابعتي لها ومشاركاتي من بداية انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) في البحرين وماتسببت به من إغلاق كلي للمحال التجارية في مارس الماضي.منافع جليةويضيف الأستاذ مجدي : في طبيعة الحال ونظرا لتاريخي الطويل في السوق والذي استمر على امتداد ربع قرن من الزمن ولله الحمد لي زبائني المستمرون في التعامل معي ولكن خلال الظروف الراهنه كان للمزادات الإلكترونية علامة فارقة على عدة محاور، أولها أنه كان عامل تسويق فائق النجاح من جانب زيادة الزبائن و تليها نسبة الترويج لإسم المحل وبضاعته و أيضا بضاعة الزبائن التي أعرضها في المزاد ولا ننسى أيضا فترة الإغلاق امتثالا للجنة التنسيقة وتوجيهات الفريق الوطني لمكافحة فايروس كورونا (كوفيد-19) كان للمزادات الإلكترونية دور جوهري في تأمين مخرج طوارئ وطوق نجاة للمضي بعجلة الإنتاج وتداول السلع واستمرار عجلة التجارة للكثير من التجار في سبيل تغطية ولو مصاريف النفقات الأساسية اللازمة للحياة والأسرة بدون التطرق للسؤال والحاجة ولله الحمد والمنه.وفي نفس السياق أعرب السيد "أبو فهد"عن أهمية المزادات الإلكترونية كخطة مساندة وطريقة مبتكره لتعويض الخسائر الفادحة التي تسببت بها فترة الإغلاق وقيام أصحاب المزادات بمحاولة الحفاظ قدر المستطاع على استمرار السيولة في تجارتهم عبر استمرارية التداول التجاري من خلال هذه الطريقة الإيجابية عامة و الخارجة عن المألوف في السوق التجاري البحريني.إقبال منقطع النظيرأفاد الأستاذ مجدي :أن في أغلب الأحيان أكبر شريحة من الحضور الجدد في المزاد الالكترووني الخاص بمتجري يأتون عن طريق السمعه الحسنه وبناء على تجربة أصدقائهم وذويهم وزملائهم في العمل بالمقابل إستنادا للمثل الشهير (لاتوجد جنة من غير نار) فأنا من أكثر المزادات التي واجهت هجوما شرسا دونا عن الغير وهذه هي ضريبة النجاح بكل تأكيد فالشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة دائما.ومن زاوية أخرى لفت السيد "أبو فهد" إلى أن إقباله على المزادات عائد على محورين أولهما حسن سمعة وحرفية تعامل القائمين على المزادات "والذي أشار إلى شح هذه الفئة من المزادات مؤخرا نظرا لانتشار الكثير من الحسابات التي تمارس نشاط المزادات بصورة إسمية فقط بعيدين عن أساسيات أخلاقياته الفعلية" وثانيهما توجهاته الشرائية عبر اغتنام الفرص التي توفرها طبيعة بيئة المزادات الإلكترونية التي تتيح العديد من القطع النادرة على النطاق المحلي والخليجي، وبأسعار تنافسية من الصعب تكرارها بشرط وجود الرغبة والنية على اقتناء السلعة وسنذكر أهمية الرغبة في موضع آخر لاحقا.سلبيات متشعبةأردف الأستاذ مجدي : على قدر الإستفادة الإيجابية التي اكتسبتها جراء المزادات الإلكترونية من متابعين وزبائن بل وأصدقاء جدد والذين أصبحوا قريبين مني جدا ، إلا أن هناك العديد من الشواهد السلبية وسأسردها على سبيل الذكر لا الحصر، على سبيل المثال بعض التعليقات العنصرية التي تستهدف القائم بالمزاد أوالحضور ومحاولات تشويه السمعة وتعكير صفو المزاج العام ، ناهيك عن المحاولات التخريبية كالسوم والحول دون إعتماد أنفسهم بالطريقة التي ننتهجها كأحد السبل المتفق عليها في المزادات الإلكترونية.وتابع بقوله : ومن أكثر المواقف التي لن أنساها تلك الحادثة الشهيرة والتي كان لها صدى واسع على مواقع التواصل الإجتماعي حين تم التشهير بإسمي وإسم متجري واتهامي بالنصب على أحد عملاء المزاد من دولة شقيقة ولكن في النهاية ظهر الحق وزهق الباطل واتضحت الحقيقة عندما أكتشف الفاعل وتم القبض عليه "مندوب شركة التوصيل" في تلك الدولة الشقيقة أثر تكراره لنفس الجريمة في زبون آخر بملابسات متشابهه فلله الحمد والمنه تلك الحادثه كانت تأكيدا على مصداقية ونزاهة عملي بل وزادت في الإقبال على التعامل معي .المظاهر السلبية التي تتكرر في المزادات كثيرة كممارسة الغش من خلال العديد من السبل كـ "بيع قطعة على اساس انها اصلية ومن ثم تكون مقلدة – استغلال أبعاد الكاميرا في الترويج لقطعة لا تتسق صورتها خلال المزاد مع صورتها على أرض الواقع من ناحية الحجم أو اللون أو العيوب الموجودة في السلعة) و البيع بأسعار مبالغ فيها بجانب ممارسة "النجش" والذي نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام كما رواه البخاري عن أبي أوفي وذلك لأنه فيه تغرير وخديعة للمشتري عبر تواجد عدة أشخاص محسوبون على صاحب المزاد للسوم والمزايدة لرفع سعر السلعة وبدون نية شراء حقيقية.توجهات إستثماريةأوضح الأستاذ مجدي إلى أن المزادات الإلكترونية فتحت الأبواب للجميع من خلال توفيرها بيئة إستثمارية خصبة للزبائن عبر شرائهم القطع المميزة بسعر معين ومن ثم الإحتفاظ بها لفترة كما يفول دائما "زينة وخزينة" وبعد أن يمر عليها حول أو أكثر يمكن للمشتري أن يأخذ دور المستثمر بإعاد طرحه للقطعه وبيعها بسعر أعلى نظرا للإرتفاع المتواصل للأسعار في السوق وخاصة سوق الساعات الثمينة ولكن بشرط أن يمر عليها فترة من الزمن لاتقل عن عام على اقل تقدير فهذه النوعية من الإستثمار تندرج تحت بند الإستثمار طويل الأجل كالأراضي والعقارات والذهب.تداول السلع في السوق بالإضافة إلى فتح مجال لأصحاب المزادات و أصحاب السلع والزبائن الحضور للكسب والربح والإستفادة ناهيك عن الأسعار الحصرية التي تمتاز بها المزادات مقارنة بأسعار نفس السلع في البوتيكات وذل جنبا إلى جانب توفيرها فرصة للجمهور بإعادة تدوير مقتنياتهم والحصول على منفعة ربحية عبر إعادة بيع القطع التي ليسوا بحاجه ماسه لها او شعروا بالملل من إستخدامها.ومن جانبة أضاف السيد "أبو فهد" إلى أن المزادات الإلكترونية أصبحت سوقا مفتوحا للجميع وخصوصا الراغبين من الجمهور باقتناء القطع الفاخرة من "الماركات" العالمية وخاصة التي لايوجد لها وكيل ك"فرانك ميلر" والتي أفاد بأنها أول ساعة أهداها إليه والده في في أواخر التسعينيات حيث كانت تتربع على عرش الفخامة حين ذاك وكان صيتها منقطع النظير وحتى الآن توجد من تلك الماركة قطع تتراوح من 12 الف دينار وحتى 70 الف دينار والتي من الممكن أن تكون وسيلة وسبيل مربح لمن يجيد إغتنام الفرص .أخيرا وليس آخراإلى حيث توقفنا كل المؤشرات ترمي إلى كون المزادات مجالا إيجابيا بوجهه الغالب ضمن وجود العديد من الدلائل على بعض النقاط المفصلية والتي تستدعي المزيد من التمحيص والتدقيق والتبحر،وذلك يتبع في الجزء الثاني.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90