العربية.نت
تسمم جماعي، مرة أخرى، بسبب تناول سمكٍ سام، في محافظة اللاذقية، معقل آل الأسد. وعلى الرغم من كل التحذيرات التي يطلقها أبناء المنطقة من تناول هذه النوعية من السمك القاتل، إلا أن مستوى الفقر الذي وصلت إليه مناطق سيطرة النظام، ومنها معقله في اللاذقية، دفع الناس لتناول السمكة السامة، لأنها الأرخص ثمناً من بين جميع الأنواع الأخرى.

وفي التفاصيل، أعلنت، صحة النظام في اللاذقية، ليل الاثنين الثلاثاء، وللمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين، عن حال تسمم جماعي، أصيبت فيه عائلة كاملة مؤلفة من أربعة أشخاص، إثر تناولهم سمكة "البالون" أو المعروفة عالميا، بسمكة الفوغو.

ونقلت صحة النظام عن مستشفى تابع لحكومته، يدعى مستشفى "حمزة نوفل" أنه استقبل الأشخاص الأربعة، وجميعهم يعانون من خدر وتنميل باللسان والأطراف، جراء تناولهم سمك البالون.

مقتل شاب ثلاثيني بسم السمكة

وكانت اللاذقية قد شهدت مقتل شاب ثلاثيني، السبت الماضي، إثر تناوله سمكة الفوغو، وفشلت كل محاولات إنقاذه التي تلقاها، في مستشفى خاص، ثم في مستشفى تابع لصحة النظام، في مدينة "جبلة" بريف اللاذقية الجنوبي.

ويتساقط ضحايا سمكة البالون، في الساحل السوري خاصة، باعتباره منصة صيد الأسماك على البحر المتوسط، منذ فترة، بسبب رخص سعر تلك السمكة التي يتم ابتياعها بطريقتين، الأولى عبر شراء السمكة كما هي، والثانية، عبر شرائها، شرائح، على طريقة "الفيليه" الأمر الذي يساعد البائعين على إخفاء هويتها عن المشترين المتحمسين لشراء هذا النوع المسلوخ من السمك، لرخص ثمنه، قياسا بالأسماك الأخرى.

وسبق وقال مسؤول علاج التسممات في صحة النظام في اللاذقية، الدكتور لؤي سعيد، في وقت سابق من عام 2019، لوسائل إعلام محلية، إن إقبال أهل المنطقة على شراء السمك المسلوخ أو المقطّع "فيليه" والذي يكون في غالبه من سمك البالون، سببه رخص سعر هذه النوعية، قياسا بالأنواع الأخرى.

تسمم جماعي يودي بطفلة

في السياق، أعلن عن تسمم جماعي بسبب تناول سمكة البالون، لعائلة مؤلفة من سبعة أشخاص في اللاذقية، في الخامس من الشهر الجاري، ماتت على إثره طفلة، تبين أنها فارقت الحياة، قبل دخولها إلى المستشفى.

جاء من حلب فقتلته السمكة في طرطوس

في غضون ذلك، ذهب شاب من محافظة حلب، ويدعى "عبد الرحمن. ن" إلى محافظة طرطوس المتوسطية، في الثالث من الشهر الجاري، وتناول هناك سمكة البالون، فعثر عليه، ميتاً، وعليه علامات تقيؤ، فيما نقلت زوجته إلى المستشفى، متأثرة بسمّ السمكة التي تناولتها مع زوجها، بحسب ما قاله الدكتور فراس حسامو، مسؤول مركز السموم التابع للنظام في المحافظة، مشيرا إلى تعرض شخص ثالث، للتسمم، جراء تناول سمكة مرقّطة، تدعى البالون أو الفوغو، كما قال.

لا شيء سوى الفقر

إعلان صحة الأسد، عن تسمم جماعي جديد، أثار حنق ناشطين موالين له، جاء في بعض تعليقاتهم، أن سبب تناول هذه السمكة القاتلة، هو الفقر، ولا شيء غير الفقر، خاصة أن أبناء المنطقة، على دراية سابقة، بخطورة هذه السمكة، نظراً لترعرعهم على الشطآن ومعرفتهم بأنواع الأسماك، خاصة البالون المعروف بقتله الأشخاص، بسبب احتوائه على سمّ أقوى من سم "السيانيد" بـ 1200 مرة، بحسب الموقع الإلكتروني لشبكة "جيوغرافيك شانيل" المتخصصة بالحياة البرية والبحرية وعلم الأحياء، مضيفة أنه وعلى الرغم من سميته القاتلة، فإن الفوغو من الأنواع الأغلى ثمناً في اليابان، ويقدم كوجبة يقوم على تحضيرها، كبار الطهاة المجازين بإعداد هذه النوعية عالية الخطورة، من الأسماك التي يبلغ تعدادها 120 نوعاً حول العالم.

عقوبات لإرغام الأسد على حلّ سلمي

ويعجز نظام الأسد، عن مجرد تأمين رغيف خبز لأنصاره، فيتكدسون طوابير على منافذ البيع، ومنهم من يعود خائباً، بلا أرغفة، رغم انتظاره الطويل من ساعات الفجر الأولى، في ظل ضائقة اقتصادية ومالية حادة، يتهم فيها النظام، العقوبات الدولية المفروضة عليه، خاصة منها الأميركية.

وردّت الإدارة الأميركية، في شهر سبتمبر الماضي، على اتهامات نظام الأسد لها، بالتسبب بأزمته الاقتصادية جراء العقوبات التي فرضتها عليه. وقال جويل ريبرن، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي والمبعوث الخاص إلى سوريا، إن العقوبات الأميركية ستبقى مستمرة وستستهدف عائلة رئيس النظام بشار الأسد ومواليه، لطالما استمروا بارتكاب أعمال وحشية ضد السوريين، وكل من يعرقل الحل السلمي في البلاد تبعاً لقرارات مجلس الأمن.

وعاقبت الإدارة الأميركية نظام الأسد، بدفعات متلاحقة من لوائح العقوبات، بدأت من منتصف العام الماضي، من بشار وماهر، إلى زوجة الأسد أسماء الأخرس وأشقائها وأبيها وأمها، إلى مختلف رجال الأعمال الذين يكدسون الثروات في ظل الحرب السورية، ويقدمون الدعم بمختلف أشكاله، للنظام الذي يحوّل غالبية أرصدته، إلى سلاح أو تمويل لميليشيات، للاستمرار في خياره العسكري الذي دمّر سوريا، بالكامل.