منذ عامين حين أقام الفنان ماثيو وونغ معرضه الفني الفردي الأول في نيويورك، بيعت أعماله مقابل 22 ألف دولار، بينما حصدت واحدة من هذه اللوحات عند عرضها مجدداً في السوق في يوليو الماضي من خلال دار "سوثبي" للمزادات مبلغاً قدره 1,5 مليون دولار (بدون احتساب الضرائب).

وحاول الحصول على هذه اللوحة 59 مزايداً مسجلاً من 16 دولة، فيما كان الذي باعها هو موظف سابق في دار "سوثبي" يدعى ألان شوارتزمان، على حد قول أشخاص مطلعين على هذا الموضوع.

لوحات المناظر الطبيعية الحزينة

وطُرِحَ المزيد من أعمال الفنان الراحل للبيع عبر دار "فيليبس" للمزادات، منها لوحة بالألوان المائية عرضت في قاعة المزادات في نيويورك، بينما عرضت لوحة أخرى في هونغ كونغ.

وكانت مسيرة وونغ المهنية على وشك انطلاقها عندما توفي، حيث كان يخطط لإقامة معرض فردي له بعد شهر، وكانت عائلة لاودر صاحبة المليارات ضمن الراغبين في اقتناء لوحاته. ومنذ ذلك الحين، ازداد الطلب على لوحاته ذات المناظر الطبيعية الحزينة والتي غالباً لا تحتوي إلا على شكل بشري وحيد.

وفي حين استمرت تحضيرات معرضه في "كارما" في نيويورك كما كان مخططاً له في نوفمبر، لم يتم السماح ببيع أي من أعماله وفقاً لدار العرض التي تمثل ممتلكات وونغ.

ويقول ديفيد غالبيرين، مدير مبيعات في دار "سوثبري" مختص في الفن المعاصر في نيويورك، والذي استطاع الحصول على لوحة "عالم المظاهر" للفنان الراحل: "كنت أبحث عن لوحة له، وكان من شبه المستحيل تقريباً الحصول على أعماله في السوق المعروفة على الأقل".

عروض بـ300 ألف دولار

ويتلقى جامعو لوحات وونغ باتوا عروضاً بالبيع مقابل 300 ألف دولار، وفقاً لما قالته ليزا شيف المستشارة الفنية التي مكنت خمسة عملاء من الحصول على 11 قطعة فنية للفنان في وقت سابق.

وحصدت في شهر مايو لوحة بالألوان المائية رسمها وونغ في عام 2018، مبلغاً قدره 62.5 ألف دولار عبر دار مزادات "سوثبي"، وكانت قد بيعت قبل عامين بمبلغ يقل عن 5 آلاف دولار.

ويقول دوغان: "هناك أمور استثنائية تخص أعماله". إنها عالمية وشخصية في الوقت نفسه ومستوحاة من الأساليب التقليدية مثل الرسم بالحبر الصيني والمدرسة الانطباعية، وقد استقطبت لوحاته ردود فعل قوية منذ البداية. ويضيف: "كانت هناك حاجة ملحة تدفعه للإبداع، وهناك تكمن القوة الحقيقية".

رسام غزير الإنتاج

وولد وونغ في كندا ونشأ في هونغ كونغ حيث درس التصوير وبدأ الرسم في نهاية العشرينات من عمره، دون أي تدريب مهني. عاش في السنوات الأخيرة مع والديه في إدمونتون في ألبرتا، وكان يتراسل مع النقاد والوكلاء من خلال فيسبوك ويزور المعارض في باسل ولوس أنجلوس.

وكانت والدته مونيتا وونغ قد صرحت لصحيفة نيويورك تايمز في أكتوبر أن ابنها كان يعاني من طيف التوحد، ومتلازمة توريت وقد تصارع مع الاكتئاب منذ طفولته.

وكان وونغ غزير الإنتاج، ويكمل لوحاته خلال يومين أو ثلاثة، على حد تعبير دوغان الذي يعمل على دليل مفهرس يضم أعمال وونغ، وأنتج الفنان حوالي 1000 عمل فني خلال حياته.

والتقى دوغان بالرسام في عام 2016 من خلال أمين المعرض ماثيو هيغز الذي ضم وونغ ليشارك في معرض جماعي حمل اسم "في الخارج" وكان يعرض رسومات المناظر الطبيعية من إنتاج فنانين غير معروفين في معرض "كارما" في هامبتونز. وبعد عامين، نظمت دار العرض هذه معرضاً فرديًا لوونغ في نيويورك.

التشابه مع أعمال فان غوخ

ويقول جيري سالتز الناقد في "مجلة نيويورك"، والفائز بجائزة بوليتزر عن معرض وونغ: "كان أحد أكثر المعارض الفردية إبهاراً في عرضها الأول التي رأيتها في نيويورك منذ مدة".

وذكرت "سوثبي" في كتالوج المزاد أوجه تشابه متعددة بين أعمال وونغ الطبيعية وأعمال فينسنت فان غوخ وإدوارد مونش.

ومع تقديرات تراوحت بين 60 إلى 80 ألف دولار استقطبت هذه المجموعة مزايدات شرسة من جامعي المقتنيات في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، كانت جميع خطوط الهاتف مشغولة. لترتفع المزايدات إلى 500 ألف دولار خلال ثوان، واستمرت حتى أعلنت المطرقة انتهاء المزاد عند 1.5 مليون دولار. لينتج عن ذلك عائدات بـ 6700% تقريباً كسبها شوارتزمان، وهو مستشار فني بارز كان قد ترك "سوثبي" هذا العام.

لم يقم بالرد على الرسائل التي سعت للحصول على تعليق منه. وكانت النشرة الفنية المتخصصة "ذا كانفاس" قد أعلنت هوية البائع في وقت سابق.