عد ميلانو أول مدينة إيطالية تطبّق الحظر الجزئي على التدخين في الهواء الطلق كالحدائق والملاعب ومحطات الحافلات. وتوضح بلدية المدينة أن الهدف منه «الحدّ من الجسيمات الدقيقة بقطر 10 ميكرومتر (بي إم 10) الضارة بالرئتين، وحماية صحة المواطنين من التدخين النشط والسلبي في الأماكن العامة».وتحطم ميلانو باستمرار الأرقام القياسية في التلوث، إذ إن حركة المرور كثيفة في عاصمة إقليم لومبارديا الواقعة وسط سهل بو. ويمكن أن تُعزى 8% من جزيئات «بي إم 10» الدقيقة في ميلانو إلى السجائر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.وتتراوح قيمة الغرامات التي ستوقَّع على المخالفين ما بين 40 و240 يورو، إلاّ أنّ مسؤولي بلدية ميلانو يوضحون أن هذه العقوبات غير مطبَّقة في الوقت الراهن، مشيرين إلى أن التنفيذ سيكون «تدريجياً»، في انتظار أن يصبح الجميع على بيّنة من القانون. أما الضربة القوية للمدخنين فموعدها هو الأول من يناير (كانون الثاني) 2025، حين سيفرَض حظر تام على التدخين في الهواء الطلق.ومع أن انتقادات توجَّه إلى إيطاليا باستمرار بسبب مستويات التلوث المقلقة فيها، فهي تُعد رائدة على مستوى أوروبا في مجال حظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة، ومنها الحانات والمطاعم، إذ بدأت تطبيق هذا الإجراء عام 2005.وخلافاً للتوقعات، كان تطبيق هذا القانون يسيراً، ولاحظت السلطات الصحية انخفاضاً ملحوظاً في التدخين. فعدد المدخنين الذين يبلغون الخامسة عشرة فما فوق في إيطاليا انخفض بنحو مليون مدخن، وتراجع إلى 11,6 مليون، وفقاً لدراسة أجراها المعهد العالي للصحة.لورا بيرالدو، 21 عاماً، هي واحدة من هؤلاء المدخّنين. وقرب أحد تماثيل ميدان «دوومو»، تؤكد لورا التي تعمل في منظمة غير حكومية أنها لا تعتزم التخلي عن النيكوتين، إذ هي تستهلك 20 سيجارة في اليوم.وترى أن «السجائر ليست هي المسؤولة عن الضباب الدخاني، بل حركة مرور السيارات والاحتباس الحراري». وترى أنه «لا اعتداء على حرية التدخين» في الوقت الراهن، مضيفة: «يكفي أن أحترم مسافة عشرة أمتار». أما السيجارة الإلكترونية، فهي غير مشمولة حتى الآن بالحظر في ميلانو.