سكاي نيوز عربية الضغط النفسي والجسدي والمادي، لم يوقف مجموعة من الممرضين الشباب في لبنان، من إطلاق مشروع لمساعدة المرضى الذين لم تعد تستوعبهم المستشفيات المكتظة، ليضربوا مثالا حول التكاتف الاجتماعي وروح التعاون وسط الأزمات التي تشهدها البلاد.فقد قام مجموعة من الممرضين الشباب المجازين في مهنة التمريض في مدينة طرابلس شمالي لبنان، والذين يعملون في مستشفى طرابلس الحكومي، وتحديدا في قسم الطوارئ، بإنشاء مشروع لتقديم الخدمات الطبية، أطلقوا عليه اسم "الممرض الخيري".هذا المشروع بدأ من صفحة عبر فيسبوك، أنشأها ممرضون شبان لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، أخذوا على عاتقهم تأمين احتياجات المرضى الذين لم يعد بإمكان المستشفيات استيعابهم، وتطوعوا بالحضور إلى منازلهم وتلبية حاجياتهم الطبية، بشرط أن تكون بحوزتهم وصفة طبية رسمية.خدمة إنسانيةويقول صاحب الفكرة، عمر حداد لسكاي نيوز عربية: "نحن مجموعة من الممرضين الزملاء في المهنة وعلى مقاعد الدراسة، ومن المختصين في عدة مجالات ضمن مهنة التمريض (طوارئ، عمليات، صحة عامة، كورونا)، هدفنا واحد، وهو تقديم الخدمة التمريضية اللازمة للمحتاجين من دون أي مقابل مادي، بدءا من العكازات وصولا إلى أجهزة مراقبة وقياس نسبة الأوكسيجين في الجسم، إضافة إلى تقديم الخدمات الأخرى، مثل تعليق المصل وتضميد الجروح، وغيرها من الأمور الإسعافية من دون أي مقابل مادي، لنقف إلى جانب أهلنا في مدينة طرابلس والشمال".ويتابع حداد الذي انتقل مؤخرا للعمل في إحدى مستشفيات المملكة العربية السعودية: "بسبب الظروف القاهرة التي يمر بها بلدنا لبنان، وارتفاع نسبة البطالة والفقر، نقدم الخدمات اللازمة للأشخاص المحتاجين من دون أن نكلفهم أي مبالغ مالية".ويضيف: "نعمل على جمع التبرعات من أهل الخير لوضعها في خدمة المرضى، ويفضل أن تكون هذه التبرعات عينية لا مالية، مثل أسطوانات الأوكسيجين والعكازات والأمصال والضمادات ومواد التعقيم وغيرها".ويوضح حداد بأن الفكرة ولدت قبل عام من الآن، ويقول: "فكرتنا التطوعية هي خيرية ومجانية لمساعدة فقراء مدينة طرابلس والمناطق الشمالية المجاورة، وهي المناطق الأكثر حاجة والأشد فقرا في لبنان، ومنها مناطق طرابلس والضنية والمنية ودير عمار".ويشرح: "بداية كنا نعلق المصل لنكتشف لاحقا الحاجة إلى أجهزة وأسطوانات الأوكسيجين وكل مستلزمات وباء كورونا وعلاجه، بدءاً من أدوات التعقيم إلى الكمامات وكل المستلزمات الطبية".جمع التبرعاتوأضاف حداد: "البداية كانت عندما قمنا بتمويل المستلزمات الطبية البسيطة من رواتبنا ومن ثم تواصلنا مع أصدقاء لنا في تركيا، وبادرنا إلى جمع القليل من التبرعات من عائلات ميسورة حتى استطعنا تأمين عدد قليل من أجهزة الأوكسيجين وأسطواناته الخاصة، لكننا وبسبب الضغط الكبير لم يعد بإمكاننا تأمين المستلزمات".ووجه حداد ورفاقه في طرابلس عبر سكاي نيوز عربية نداء إلى كل العاملين في مهنة التمريض بضرورة القيام بنشاط تطوعي مشابه على كافة الأراضي اللبنانية بهدف تخفيف العبء عن القطاع الصحي العامل والوصول إلى أماكن المرضى الذين هم بحاجة ماسة للعلاج وهم في المناطق الأشد فقرا".ووختم بالقول: "بدأت مجموعة من الزميلات يتشجعن للمشاركة في عملنا التطوعي، ويقدمن المساعدة لكوننا بحاجة للنساء في تقديم المعونة الطبية النسائية".