الحرة / وكالات
في الخامس من ديسمبر 2009، وصل المدرس الهندي، رانجيتسين ديسيل، إلى قرية باريتوادي بولاية ماهاراشترا للمرة الأولى، فوجد فصول مهملة شبه خالية من الطلاب تشبه إلى حد كبير الحظيرة، ولكنه سرعان ما استطاع تحويلها إلى نموذج تكنولوجي ما جعله تصمد أمام جائحة فيروس كورونا والإغلاق التام.
وهنا قال ديسيل، لموقع "أخبار الأمم المتحدة"،: "كنت مندهشا، لم أصدق أنّ صف دراسي في القرن الحادي والعشرين بهذا الشكل، عدا عن أنّ الآباء في القرية لا يبالون بهذا الوضع، وليس للتعليم أهمية لديهم".
وأضاف أنّ "أكبر التحديات التي واجهت البدايات في هذه المدرسة هي قلة الوعي بين الآباء، اللامبالاة تجاه التعليم، عدم حضور الأطفال للفصل، ضعف الأداء في الاختبارات والامتحانات".
وواجه ديسيل في بداية التحاقه بالمدرسة الكثير من المضايقات، أبرزها رشه بالحجارة وإطلاق النار على دراجة النارية أثناء ذهابه إلى المدرسة.
"النساء أكثر ذكاء"
وفي الأشهر الأولى لديسيل، قام بزيارة منازل أهالي القرية للتعرف إليهم وجمع معلومات حول أوضاعهم الاقتصادية، المستوى التعليمي، الديانة، الثقافة، وطرق التفكير، ليتوصل إلى نتيجة مفادها أنّ النساء أكثر ذكاء ولكن أقل تعليماً في البلدة، ما دفعه للاستعانة بالأمهات لتعليم الأطفال ومتابعتهم.
وفي هذا السياق، قال المدرس الهندي: "الأطفال، الآباء، والمعلمون هم الركائز الثلاثة للتعليم. إذا اجتمعت هذه العناصر يمكن إحداث المعجزات".
من الحقول الزراعية إلى الصفوف
يذكر أنّ الفتيات في القرية يعملن في الحقول الزراعية أو الأعمال المنزلية، والتعليم مقتصر على الصبيان، في ظل انتشار الزواج المبكر بشكل كبير.
وعام 2010، علم المدرس بزواج طفلة في القرية تبلغ من العمر 13 عاماً، وتدخل سريعاً مستعيناً بالشرطة المحلية لإيقاف مراسم الزفاف، ونجح في ذلك. ويذكر أنّ القرية اليوم خالية من الزواج المبكر مع انتظام الطلاب في المدرسة بنسبة 100% بعدما قام ديسيل بإقناع الآباء عن مخاطر هذه الظاهرة الاجتماعية.
الاعتماد على التكنولوجيا
وحافظ المدرس المولع بالتكنولوجيا على شعف الأطفال بالتعليم عندما بدأ باستخدام هوايته باللعب على الكمبيوتر معهم. وهنا يقول: "كنت على يقين من أن استخدام التكنولوجيا يساعد على سد الفجوة بين الهند الريفية والحضرية".
والآن مع ارتياد الأطفال والفتيات المدرسة، بدأ المدرس بتحويل الترفيه إلى تعليم، وتدريب الطلاب على صنع مقاطع فيديو مع حث الآباء على مساعدة أطفالهم في الدراسة من خلال إرسال مقاطع فيديو وتنبيهات على هواتفهم لتذكيرهم بضرورة مساندة الأبناء في الفروض المنزلية.
ومن أجل توفير التعليم من خلال التكنولوجيا عمل المدرس لأن يكون لكل أسرة هاتف واحد على الأقل. وعام 2020، عندما تعطّلت الدراسة في كثير من الأماكن حول العالم بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، لم يكن لذلك تأثير كبير على أطفال القرية، وخاصة الفتيات، وكان بإمكانهم متابعة تعليمهم بسهولة من خلال الهواتف. وهنا قال ديسيل: "كنا مستعدين لذلك".
وأنشأ ديسيل رموز استجابة سريعة "كيو آر كود" QR CODE مخصصة للكتب المدرسية عبر منح الطلاب إمكانية الوصول إلى التسجيلات، وهم في المنزل.
جائزة المعلم العالمية
وفي ديسمبر 2020، منحت منظمة الأمم المتحدة للعلم والتربية والثقافة (اليونسكو) رانجيتسين ديسيل "جائزة المعلم العالمية"، وكان اسمه من بين 12 ألف مرشح من 140 دولة.
وحصل المعلم الشاب على مليون دولار من قيمة الجائزة، وقد أعلن تقاسم نصفها مع المتسابقين التسعة الآخرين المنافسين له الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية في قائمة المرشحين.
وقال: "يؤمن المعلمون بضرورة المشاركة مع بعضهم البعض، فهم يشاركون معارفهم ومهاراتهم ومعلوماتهم، فلماذا إذا لا نتشارك بأموال الجائزة؟".
وأضاف أنه سيستخدم 20% من المال في مشروع يطلق عليه "لنعبر الحدود" يساعد في تدريس الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاع، ويوفر دروسا حول اللاعنف ويشجع على الحوار المتبادل. وسيتم استخدام 30% المتبقية لدعم المعلمين في مجال الابتكارات.
في الخامس من ديسمبر 2009، وصل المدرس الهندي، رانجيتسين ديسيل، إلى قرية باريتوادي بولاية ماهاراشترا للمرة الأولى، فوجد فصول مهملة شبه خالية من الطلاب تشبه إلى حد كبير الحظيرة، ولكنه سرعان ما استطاع تحويلها إلى نموذج تكنولوجي ما جعله تصمد أمام جائحة فيروس كورونا والإغلاق التام.
وهنا قال ديسيل، لموقع "أخبار الأمم المتحدة"،: "كنت مندهشا، لم أصدق أنّ صف دراسي في القرن الحادي والعشرين بهذا الشكل، عدا عن أنّ الآباء في القرية لا يبالون بهذا الوضع، وليس للتعليم أهمية لديهم".
وأضاف أنّ "أكبر التحديات التي واجهت البدايات في هذه المدرسة هي قلة الوعي بين الآباء، اللامبالاة تجاه التعليم، عدم حضور الأطفال للفصل، ضعف الأداء في الاختبارات والامتحانات".
وواجه ديسيل في بداية التحاقه بالمدرسة الكثير من المضايقات، أبرزها رشه بالحجارة وإطلاق النار على دراجة النارية أثناء ذهابه إلى المدرسة.
"النساء أكثر ذكاء"
وفي الأشهر الأولى لديسيل، قام بزيارة منازل أهالي القرية للتعرف إليهم وجمع معلومات حول أوضاعهم الاقتصادية، المستوى التعليمي، الديانة، الثقافة، وطرق التفكير، ليتوصل إلى نتيجة مفادها أنّ النساء أكثر ذكاء ولكن أقل تعليماً في البلدة، ما دفعه للاستعانة بالأمهات لتعليم الأطفال ومتابعتهم.
وفي هذا السياق، قال المدرس الهندي: "الأطفال، الآباء، والمعلمون هم الركائز الثلاثة للتعليم. إذا اجتمعت هذه العناصر يمكن إحداث المعجزات".
من الحقول الزراعية إلى الصفوف
يذكر أنّ الفتيات في القرية يعملن في الحقول الزراعية أو الأعمال المنزلية، والتعليم مقتصر على الصبيان، في ظل انتشار الزواج المبكر بشكل كبير.
وعام 2010، علم المدرس بزواج طفلة في القرية تبلغ من العمر 13 عاماً، وتدخل سريعاً مستعيناً بالشرطة المحلية لإيقاف مراسم الزفاف، ونجح في ذلك. ويذكر أنّ القرية اليوم خالية من الزواج المبكر مع انتظام الطلاب في المدرسة بنسبة 100% بعدما قام ديسيل بإقناع الآباء عن مخاطر هذه الظاهرة الاجتماعية.
الاعتماد على التكنولوجيا
وحافظ المدرس المولع بالتكنولوجيا على شعف الأطفال بالتعليم عندما بدأ باستخدام هوايته باللعب على الكمبيوتر معهم. وهنا يقول: "كنت على يقين من أن استخدام التكنولوجيا يساعد على سد الفجوة بين الهند الريفية والحضرية".
والآن مع ارتياد الأطفال والفتيات المدرسة، بدأ المدرس بتحويل الترفيه إلى تعليم، وتدريب الطلاب على صنع مقاطع فيديو مع حث الآباء على مساعدة أطفالهم في الدراسة من خلال إرسال مقاطع فيديو وتنبيهات على هواتفهم لتذكيرهم بضرورة مساندة الأبناء في الفروض المنزلية.
ومن أجل توفير التعليم من خلال التكنولوجيا عمل المدرس لأن يكون لكل أسرة هاتف واحد على الأقل. وعام 2020، عندما تعطّلت الدراسة في كثير من الأماكن حول العالم بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، لم يكن لذلك تأثير كبير على أطفال القرية، وخاصة الفتيات، وكان بإمكانهم متابعة تعليمهم بسهولة من خلال الهواتف. وهنا قال ديسيل: "كنا مستعدين لذلك".
وأنشأ ديسيل رموز استجابة سريعة "كيو آر كود" QR CODE مخصصة للكتب المدرسية عبر منح الطلاب إمكانية الوصول إلى التسجيلات، وهم في المنزل.
جائزة المعلم العالمية
وفي ديسمبر 2020، منحت منظمة الأمم المتحدة للعلم والتربية والثقافة (اليونسكو) رانجيتسين ديسيل "جائزة المعلم العالمية"، وكان اسمه من بين 12 ألف مرشح من 140 دولة.
وحصل المعلم الشاب على مليون دولار من قيمة الجائزة، وقد أعلن تقاسم نصفها مع المتسابقين التسعة الآخرين المنافسين له الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية في قائمة المرشحين.
وقال: "يؤمن المعلمون بضرورة المشاركة مع بعضهم البعض، فهم يشاركون معارفهم ومهاراتهم ومعلوماتهم، فلماذا إذا لا نتشارك بأموال الجائزة؟".
وأضاف أنه سيستخدم 20% من المال في مشروع يطلق عليه "لنعبر الحدود" يساعد في تدريس الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاع، ويوفر دروسا حول اللاعنف ويشجع على الحوار المتبادل. وسيتم استخدام 30% المتبقية لدعم المعلمين في مجال الابتكارات.