لا تكاد تخبو جذوة الجدل الذي أحدثته وفاة الفنان الكويتي مشاري البلام أمس (الخميس) متأثرا بإصابته بفايروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، إلا وتعاود الظهور مرة أخرى، فتارة بمهاترات إعلامية أشعلت الألسن، وأخرى بمناوشات أمطرت «تويتر» و«إنستغرام» و«سناب شات»، بل طالت ذلك إلى أن يتم توجيه أصابع الاتهام إلى مصدر الأمان من الجائحة.. وهو اللقاح.
وتفصيلا لذلك، وقبل وفاته بأيام، شارك الفنان مشاري البلام، وتحديدا يوم الخميس 11 فبراير الجاري، مقطع فيديو عبر حسابه في «إنستغرام» يوثق لحظة تلقيه التطعيم بالجرعة الأولى من لقاح كورونا، ليظهر لمتابعيه في 17 فبراير بصورة أعلن فيها إصابته بفايروس كورونا المستجد، وقال عبر «إنستغرام»: «لا تنسوني من دعائكم الحمد لله على كل حال.. مشكورين أهلي والفنانين والجمهور الوفي الحبيب على السؤال.. كل اللي صار أثناء التطعيم انصبت بكورونا قدر الله وما شاء فعل، وسامحوني ما أقدر أرد على الاتصالات».
ويوم السبت الماضي، أدخل البلام إلى العناية المركزة بعد تدهور حالته، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمس بعد معاناة مع المرض.
هذا السيناريو، فتح الباب على مصراعيه أمام التأويلات المتعددة حول السبب وراء وفاته، فمن جهة أطلقت إحدى الإعلاميات اتهاما مبطنا لإحدى الفنانات زعمت من خلاله أنها نقلت العدوى إلى البلام لمخالطتها له بعد إصابتها بكورونا، فيما انبرت الفنانة للدفاع عن نفسها عبر حسابها في «سناب شات»، ومن جهة أخرى وجه آخرون أصابع الاتهام نحو اللقاح ذاته، مدعين أنه تسبب في وفاته، دون استناد علمي أو تثبت منهم.
وردا على الاتهام الأخير، تصدى البروفيسور في طب الأطفال والأمراض المعدية وعضو لجنة اللقاحات في وزارة الصحة الكويتية الدكتور خالد السعيد للشائعات، مؤكدا عدم صحة ما تردد حول علاقة اللقاح المضاد لـ«كوفيد-19» بحالات الوفاة التي تحدث جراء الإصابة، مشددا على أن «كورونا هي القاتلة وليس اللقاح».
وقال الدكتور السعيد في تصريح إلى صحيفة «الأنباء» الكويتية اليوم (الجمعة): «اللقاح ليست له علاقة بالإصابة بالفايروس، وهو آمن وفعال».
وأضاف -وفقا لصحيفة «الأنباء»-: لو كل شخص أخذ اللقاح وأصيب بفايروس كورونا لوجدنا مئات الآلاف من الإصابات والوفيات حول العالم، فهناك أكثر من 200 مليون شخص حول العالم تلقوا اللقاحات المضادة لـ«كوفيد-19»، ناصحا الجميع بالمبادرة والاستمرار في التسجيل وأخذ اللقاحات، وعدم الالتفات إلى الشائعات التي تنتشر حول مأمونية اللقاح.