تعاني استراتيجية التطعيم الموحدة لدول الاتحاد الأوروبي الـ27، حالة من التشتت والانقسام، إذ تتجه بعض الدول الأعضاء إلى بلدان أخرى خارج الاتحاد لتدارك التعثر الحاصل في الإمدادات، كما جاء في تقرير لشبكة "سي إن إن".
ونقل التقرير عن المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس، أنه ينوي "العمل مع إسرائيل والدنمارك لإنتاج اللقاح في المستقبل، والتعاون بشأن تطوير جرعات جديدة لمواجهة تحورات فيروس كورونا". وأعلن أنه سيزور إسرائيل مع رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، الخميس.
فشل الاعتماد على الداخل
وانتقد المستشار النمساوي بشدة استراتيجية اللقاحات الخاصة بالاتحاد الأوروبي، ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) الهيئة المنظمة للمجال.
وكان الاتحاد الأوروبي رخص لقاح فايزر-بيونتيك في نهاية ديسمبر 2020، بعد أسابيع من الموافقة عليه في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
واختارت بروكسل نهجاً مركزياً لشراء اللقاح وتوزيعه، لكن خطتها واجهت معوقات عدة بسبب مشكلات في الإمدادات والتوزيع. ولم يتلق الجرعة الأولى حتى الآن سوى 5.5% فقط من سكان الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 447 مليون نسمة، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
ونقلت وكالة الأنباء النمساوية، عن كورتس القول إن وكالة الأدوية الأوروبية "تعاني بطئاً شديداً في ما يتعلق بترخيص شركات الأدوية، لذلك يجب أن نستعد لتحورات أخرى لفيروس كورونا، وألا نعتمد بعد ذلك على الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بإنتاج اللقاحات من الجيل الثاني".
وأدلت رئيسة الوزراء الدنماركية بتعليقات مشابهة، الاثنين، إذ صرحت بأنه "لم يعد بمقدور جهود اللقاح الأوروبية الصمود بمفردها"، مضيفة: "لهذا السبب تتعاون الدنمارك والنمسا على الحصول على المزيد من الجرعات".
"لا أيديولوجيا للقاح"
وفقاً لـ"سي إن إن"، دفع هذا الواقع دولاً أوروبية عدة إلى الاتجاه إلى الخارج صوب روسيا والصين، لسد الفجوات التي تعانيها إمدادات اللقاحات عبر عمليات شراء فردية.
وفي السياق، منحت سلوفاكيا، الاثنين، ترخيص طوارئ للقاح "سبوتنيك في" الروسي بعد تأخر إمدادات جرعات "فايزر" و"أسترازينيكا"، على الرغم من أن وكالة الأدوية الأوروبية لم ترخص اللقاح الروسي بعد.
وتعقيباً على ذلك أعلن كيريل دميتريف، المدير التنفيذي لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي في بيان، أن بلاده تلقت "طلبات عدة من دول الاتحاد الأوروبي للتزود بلقاح (سبوتنيك في) مباشرة بناء على مراجعات وكالاتهم الوطنية".
وأضاف: "سنستمر في عمل ذلك طالما أن العمل مع وكالة الأدوية الأوروبية يقوم على إجراءات المراجعة المتجددة التي بدأناها في يناير".
وبحسب "سي إن إن"، تعتبر سلوفاكيا ثاني دول الاتحاد الأوروبي التي ترخص للقاح "سبوتنيك في" بعد المجر، التي بدأت توزيع اللقاح في فبراير.
وكانت المجر أولى دول الاتحاد الأوروبي في توزيع اللقاح الصيني "سينوفارم"، الذي لم يحصل بعد على موافقة وكالة الأدوية الأوروبية.
وقال وزير الاتصالات والعلاقات الدولية المجري، زولتان كوفاكس، لـ"سي إن إن"، إن "التطعيم ليس قضية سياسية، إنه مسألة فعالية وموثوقية"، مضيفاً: "إننا نرى أن اللقاحين الصيني والروسي يستخدمان في جميع أنحاء العالم".
ووصف كوفاكس الاستراتيجية المركزية الأوروبية بأنها "فشلت في مواكبة التوقعات مقارنة بالمملكة المتحدة وإسرائيل وحتى الولايات المتحدة".
من جانبه، قال رئيس جمهورية التشيك ميلوش زيمان، الأحد، إن بلاده قد تقوم بتوزيع "سبوتنيك في" في حال ترخيصه من قبل الجهات المحلية.
وأضاف: "كتبت إلى الرئيس بوتين أطلب إرسال لقاح "سبوتنيك في"، وتابع معقباً: "إذا حذرنا أحدهم من اللقاح الروسي أو الصيني، فسيكون من الجيد أن نخبرهم أنه لا أيديولوجيا للقاح".
العودة إلى المسار الصحيح
يأتي التمرد على استراتيجية اللقاح المركزية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي، وسط تطور تشهده الكتلة في ما يتعلق بلقاح "أسترازينيكا"، إذ أعلنت فرنسا في وقت سابق أنه يجب استخدام هذا اللقاح لمن تقل أعمارهم عن 65 عاماً، مستشهدة بنقص البيانات الإكلينيكية المتعلقة بفاعليته في حالات كبار السن.
لكن باريس مددت الحدود العمرية إلى سن 75 عاماً. وبحسب "رويترز"، فإن هناك الآن مخاوف من أن تكون الانتقادات الحكومية أدت إلى انخفاض نسب الإقبال على التطعيم بهذا اللقاح في البلاد.
ويركز قادة الاتحاد الأوروبي الآن على إعادة حملة التطعيم التي دشنها الاتحاد الأوروبي إلى مسارها الصحيح. في هذا السياق، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، الأسبوع الماضي إن "أولويتنا الأولى الآن هي تسريع وتيرة إنتاج وتسليم اللقاحات وعمليات التطعيم".
وأضاف: "لهذا السبب ندعم جهود المفوضية للعمل مع قطاع الصناعة لتحديد المعوقات، وضمان استمرار سلاسل الإمدادات، وتسريع وتيرة الإنتاج. ونريد مزيداً من الشفافية والقدرة على التخطيط لضمان امتثال شركات الأدوية للالتزامات المتفق عليها".
ويواجه الاتحاد الأوروبي سباقاً لإصلاح المشاكل التي يواجهها توزيع اللقاح، مع تحدي الاحتفاظ بثقة الدول الأعضاء، التي تعيش حالة من التوتر والهلع، وتبحث عن حلول في أماكن أخرى.
{{ article.visit_count }}
ونقل التقرير عن المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس، أنه ينوي "العمل مع إسرائيل والدنمارك لإنتاج اللقاح في المستقبل، والتعاون بشأن تطوير جرعات جديدة لمواجهة تحورات فيروس كورونا". وأعلن أنه سيزور إسرائيل مع رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، الخميس.
فشل الاعتماد على الداخل
وانتقد المستشار النمساوي بشدة استراتيجية اللقاحات الخاصة بالاتحاد الأوروبي، ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) الهيئة المنظمة للمجال.
وكان الاتحاد الأوروبي رخص لقاح فايزر-بيونتيك في نهاية ديسمبر 2020، بعد أسابيع من الموافقة عليه في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
واختارت بروكسل نهجاً مركزياً لشراء اللقاح وتوزيعه، لكن خطتها واجهت معوقات عدة بسبب مشكلات في الإمدادات والتوزيع. ولم يتلق الجرعة الأولى حتى الآن سوى 5.5% فقط من سكان الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 447 مليون نسمة، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
ونقلت وكالة الأنباء النمساوية، عن كورتس القول إن وكالة الأدوية الأوروبية "تعاني بطئاً شديداً في ما يتعلق بترخيص شركات الأدوية، لذلك يجب أن نستعد لتحورات أخرى لفيروس كورونا، وألا نعتمد بعد ذلك على الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بإنتاج اللقاحات من الجيل الثاني".
وأدلت رئيسة الوزراء الدنماركية بتعليقات مشابهة، الاثنين، إذ صرحت بأنه "لم يعد بمقدور جهود اللقاح الأوروبية الصمود بمفردها"، مضيفة: "لهذا السبب تتعاون الدنمارك والنمسا على الحصول على المزيد من الجرعات".
"لا أيديولوجيا للقاح"
وفقاً لـ"سي إن إن"، دفع هذا الواقع دولاً أوروبية عدة إلى الاتجاه إلى الخارج صوب روسيا والصين، لسد الفجوات التي تعانيها إمدادات اللقاحات عبر عمليات شراء فردية.
وفي السياق، منحت سلوفاكيا، الاثنين، ترخيص طوارئ للقاح "سبوتنيك في" الروسي بعد تأخر إمدادات جرعات "فايزر" و"أسترازينيكا"، على الرغم من أن وكالة الأدوية الأوروبية لم ترخص اللقاح الروسي بعد.
وتعقيباً على ذلك أعلن كيريل دميتريف، المدير التنفيذي لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي في بيان، أن بلاده تلقت "طلبات عدة من دول الاتحاد الأوروبي للتزود بلقاح (سبوتنيك في) مباشرة بناء على مراجعات وكالاتهم الوطنية".
وأضاف: "سنستمر في عمل ذلك طالما أن العمل مع وكالة الأدوية الأوروبية يقوم على إجراءات المراجعة المتجددة التي بدأناها في يناير".
وبحسب "سي إن إن"، تعتبر سلوفاكيا ثاني دول الاتحاد الأوروبي التي ترخص للقاح "سبوتنيك في" بعد المجر، التي بدأت توزيع اللقاح في فبراير.
وكانت المجر أولى دول الاتحاد الأوروبي في توزيع اللقاح الصيني "سينوفارم"، الذي لم يحصل بعد على موافقة وكالة الأدوية الأوروبية.
وقال وزير الاتصالات والعلاقات الدولية المجري، زولتان كوفاكس، لـ"سي إن إن"، إن "التطعيم ليس قضية سياسية، إنه مسألة فعالية وموثوقية"، مضيفاً: "إننا نرى أن اللقاحين الصيني والروسي يستخدمان في جميع أنحاء العالم".
ووصف كوفاكس الاستراتيجية المركزية الأوروبية بأنها "فشلت في مواكبة التوقعات مقارنة بالمملكة المتحدة وإسرائيل وحتى الولايات المتحدة".
من جانبه، قال رئيس جمهورية التشيك ميلوش زيمان، الأحد، إن بلاده قد تقوم بتوزيع "سبوتنيك في" في حال ترخيصه من قبل الجهات المحلية.
وأضاف: "كتبت إلى الرئيس بوتين أطلب إرسال لقاح "سبوتنيك في"، وتابع معقباً: "إذا حذرنا أحدهم من اللقاح الروسي أو الصيني، فسيكون من الجيد أن نخبرهم أنه لا أيديولوجيا للقاح".
العودة إلى المسار الصحيح
يأتي التمرد على استراتيجية اللقاح المركزية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي، وسط تطور تشهده الكتلة في ما يتعلق بلقاح "أسترازينيكا"، إذ أعلنت فرنسا في وقت سابق أنه يجب استخدام هذا اللقاح لمن تقل أعمارهم عن 65 عاماً، مستشهدة بنقص البيانات الإكلينيكية المتعلقة بفاعليته في حالات كبار السن.
لكن باريس مددت الحدود العمرية إلى سن 75 عاماً. وبحسب "رويترز"، فإن هناك الآن مخاوف من أن تكون الانتقادات الحكومية أدت إلى انخفاض نسب الإقبال على التطعيم بهذا اللقاح في البلاد.
ويركز قادة الاتحاد الأوروبي الآن على إعادة حملة التطعيم التي دشنها الاتحاد الأوروبي إلى مسارها الصحيح. في هذا السياق، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، الأسبوع الماضي إن "أولويتنا الأولى الآن هي تسريع وتيرة إنتاج وتسليم اللقاحات وعمليات التطعيم".
وأضاف: "لهذا السبب ندعم جهود المفوضية للعمل مع قطاع الصناعة لتحديد المعوقات، وضمان استمرار سلاسل الإمدادات، وتسريع وتيرة الإنتاج. ونريد مزيداً من الشفافية والقدرة على التخطيط لضمان امتثال شركات الأدوية للالتزامات المتفق عليها".
ويواجه الاتحاد الأوروبي سباقاً لإصلاح المشاكل التي يواجهها توزيع اللقاح، مع تحدي الاحتفاظ بثقة الدول الأعضاء، التي تعيش حالة من التوتر والهلع، وتبحث عن حلول في أماكن أخرى.