سكاي نيوز عربية
أينما تسير في أسواق الجزيرة السورية، تجد تزاحم الأكراد لشراء أقمشة الثياب الفلكلورية الشعبية، استعدادا لرأس السنة الكردية الذي يوافق الحادي والعشرين من شهر مارس من كل عام، والمعروف عالميا بـ"عيد نوروز"، الذي يفسر معناه باللغة الكردية بانبعاث فجر الحرية أو "اليوم الجديد".
ورغم تفاقم الغلاء المعيشي، وانعكاسه على ضعف القدرة على تحمل تكاليف شراء وحياكة الثياب، فإن الأسواق شهدت نشاطا وإقبالا على شراء أقمشة وثياب العيد.
و تقول هيوى شفان، الشابة ذات العشرين عاما، إنها اعتادت على اقتناء ثياب فلكلورية جديدة كل عام، وتنتقي منها الأقل سعرا، التي قد يتخطى سعر المتر الواحد منها الـ150 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 35 دولارا .
وبينت شفان لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن زيها الكردي لهذه السنة قد كلفها مليونين و750 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل الـ600 دولار.
خياطة بقيمة مليوني ليرة
وعلى مدار 20 ساعة يوميا خلال الأيام التي تسبق احتفالات نوروز، ينكب "الحياكون" وورشات خياطة الأزياء الكردية، على عملهم لتلبية كل طلبات الزبائن.
وأبدى دلبرين سعيد، وهو خياط للملابس النسائية في مدينة الحسكة، استعداده لتلبية كل الطلبات طوال اليوم، لذا فإنه لم يغادر محله، كغيره من الخياطين، إلا لغرض الطعام والحصول على استراحات قصيرة.
وتابع حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "منذ حوالي شهر نواجه ضغطا في العمل، ونضطر لقضاء ساعات طويلة وراء ماكينات الخياطة، حتى ننتهي من كل الأقمشة لدينا".
وعن سعر خياطة الفستان الواحد، قال دلبرين: "بحسب تصميمات الثياب نحدد الأسعار، فبعضها يستغرق وقتا أطول من غيره. أحيانا تطلب بعض الفتيات خياطة ثياب مكونة من 4 أو 5 قطع، وقد يطلبن رشها بالخرز بأحجام كبيرة أو صغيرة، فنحدد أجرة خياطتها بحسب المجهود والوقت الذي تستغرقه".
وأشار إلى أن أجرة الخياطة قد تتراوح ما بين 250 إلى 300 دولار، أي ما يعادل المليون و140 ألف ليرة سورية تقريبا.
أما في حالة خياطة ثياب لا تتطلب إدخال تصميمات جديدة ولا تستغرق وقتا، فيتراوح سعرها ما بين 125 إلى 150 دولارا، وبالليرة السورية تبلغ 690 ألفا تقريبا".
"أعلى تكلفة"
وتتزايد طلبات الزبائن على استيراد أقمشة الثياب الكردية من كردستان العراق. وفي هذا الصدد يقول مالك محل "شيلان" للأقمشة، أبو جوان، كما فضل تسميته، إن سعر المتر الواحد منها باهظ الثمن، وقد يصل إلى سقف الـ100 دولار.
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن كل امرأة تحتاج إلى 6 أمتار وأحيانا 7 أمتار من القماش، مع تكلفة الخياطة والحذاء والإكسسوارات الخاصة بالثياب من القبعة المطرزة بالألوان أو المصنوعة من المعدن الذهبي والحزام الذهبي البراق، تصل إلى ألف دولار ".
هجرة شريحة واسعة من الشباب والعائلات إلى كردستان العراق وأوروبا، وتخصيصهم لرواتب شهرية لعائلاتهم وأقربائهم ممن بقي داخل سوريا، حفظ أسر عديدة من شبح العوز، حسبما قالت هندرين رضوان، وهي شابة جامعية تعمل في أحد محلات الألبسة النسائية بسوق الحسكة.
وقالت لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن شقيقها المقيم في ألمانيا منذ 4 سنوات، ساند كغيره من الشباب عائلته، وخصص شهريا مبلغ 500 دولار للعائلة المكونة من 7 أشخاص.
وأضافت: "دخلي لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة شهريا، بينما نحتاج إلى 500 دولار لتسيير أمورنا المعيشية، إذ أن شقيقتي تدرسان بالجامعة وتكاليف دراستهما في العاصمة دمشق تكسر الظهر".
وتضيف هندرين أن شقيقها مدها بمبلغ إضافي الشهر الماضي، لتشتري قماش العيد وتحيك ثيابا جديدة .
حكاية الزي الكردي
وأضفت الطبيعة الخضراء الجبلية في المناطق التي يتوزع فيها الأكراد في العراق وتركيا وإيران وسوريا، سحر الألوان البراقة الزاهية على الزي الكردي التقليدي، وميزته عن بقية سكان المناطق الذين يعيشون معهم .
وتقول مصممة الأزياء النسائية، آسيا سعيد، إن أقمشة الزي الكردي "مصنوعة وفق مواصفات معينة، تعطي الثوب الكردي النسوي لمسة فريدة من نوعها من بين الأزياء الفلكلورية لشعوب العالم، وقد قاومت الحداثة".
وتتم خياطة ثياب المرأة الكردية على شكل الحمامة التي ترمز للسلام. وأشارت آسيا في حديثها إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن الثياب التقليدية الكردية النسائية منها والرجالية، "بقيت ثابتة طوال القرون الماضية، ولم تتغير من حيث ألوانها وتصاميمها رغم حداثة الموضة"، مؤكدة على أنها "تمثل تاريخ الأكراد هويتهم القومية".
ونوهت سعيد إلى مواظبة الكرديات المسنات على ارتداء ثيابهن الشعبية حتى في حياتهن اليومية، بينما تفضل الشابات والفتيات الصغيرات، بالإضافة إلى الشباب والرجال، ارتداءها في المناسبات السعيدة، لا سيما في عيد نوروز والمناسبات المتعلقة بعيد المرأة وعيد الزي الكردي والأعراس.
{{ article.visit_count }}
أينما تسير في أسواق الجزيرة السورية، تجد تزاحم الأكراد لشراء أقمشة الثياب الفلكلورية الشعبية، استعدادا لرأس السنة الكردية الذي يوافق الحادي والعشرين من شهر مارس من كل عام، والمعروف عالميا بـ"عيد نوروز"، الذي يفسر معناه باللغة الكردية بانبعاث فجر الحرية أو "اليوم الجديد".
ورغم تفاقم الغلاء المعيشي، وانعكاسه على ضعف القدرة على تحمل تكاليف شراء وحياكة الثياب، فإن الأسواق شهدت نشاطا وإقبالا على شراء أقمشة وثياب العيد.
و تقول هيوى شفان، الشابة ذات العشرين عاما، إنها اعتادت على اقتناء ثياب فلكلورية جديدة كل عام، وتنتقي منها الأقل سعرا، التي قد يتخطى سعر المتر الواحد منها الـ150 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 35 دولارا .
وبينت شفان لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن زيها الكردي لهذه السنة قد كلفها مليونين و750 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل الـ600 دولار.
خياطة بقيمة مليوني ليرة
وعلى مدار 20 ساعة يوميا خلال الأيام التي تسبق احتفالات نوروز، ينكب "الحياكون" وورشات خياطة الأزياء الكردية، على عملهم لتلبية كل طلبات الزبائن.
وأبدى دلبرين سعيد، وهو خياط للملابس النسائية في مدينة الحسكة، استعداده لتلبية كل الطلبات طوال اليوم، لذا فإنه لم يغادر محله، كغيره من الخياطين، إلا لغرض الطعام والحصول على استراحات قصيرة.
وتابع حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "منذ حوالي شهر نواجه ضغطا في العمل، ونضطر لقضاء ساعات طويلة وراء ماكينات الخياطة، حتى ننتهي من كل الأقمشة لدينا".
وعن سعر خياطة الفستان الواحد، قال دلبرين: "بحسب تصميمات الثياب نحدد الأسعار، فبعضها يستغرق وقتا أطول من غيره. أحيانا تطلب بعض الفتيات خياطة ثياب مكونة من 4 أو 5 قطع، وقد يطلبن رشها بالخرز بأحجام كبيرة أو صغيرة، فنحدد أجرة خياطتها بحسب المجهود والوقت الذي تستغرقه".
وأشار إلى أن أجرة الخياطة قد تتراوح ما بين 250 إلى 300 دولار، أي ما يعادل المليون و140 ألف ليرة سورية تقريبا.
أما في حالة خياطة ثياب لا تتطلب إدخال تصميمات جديدة ولا تستغرق وقتا، فيتراوح سعرها ما بين 125 إلى 150 دولارا، وبالليرة السورية تبلغ 690 ألفا تقريبا".
"أعلى تكلفة"
وتتزايد طلبات الزبائن على استيراد أقمشة الثياب الكردية من كردستان العراق. وفي هذا الصدد يقول مالك محل "شيلان" للأقمشة، أبو جوان، كما فضل تسميته، إن سعر المتر الواحد منها باهظ الثمن، وقد يصل إلى سقف الـ100 دولار.
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن كل امرأة تحتاج إلى 6 أمتار وأحيانا 7 أمتار من القماش، مع تكلفة الخياطة والحذاء والإكسسوارات الخاصة بالثياب من القبعة المطرزة بالألوان أو المصنوعة من المعدن الذهبي والحزام الذهبي البراق، تصل إلى ألف دولار ".
هجرة شريحة واسعة من الشباب والعائلات إلى كردستان العراق وأوروبا، وتخصيصهم لرواتب شهرية لعائلاتهم وأقربائهم ممن بقي داخل سوريا، حفظ أسر عديدة من شبح العوز، حسبما قالت هندرين رضوان، وهي شابة جامعية تعمل في أحد محلات الألبسة النسائية بسوق الحسكة.
وقالت لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن شقيقها المقيم في ألمانيا منذ 4 سنوات، ساند كغيره من الشباب عائلته، وخصص شهريا مبلغ 500 دولار للعائلة المكونة من 7 أشخاص.
وأضافت: "دخلي لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة شهريا، بينما نحتاج إلى 500 دولار لتسيير أمورنا المعيشية، إذ أن شقيقتي تدرسان بالجامعة وتكاليف دراستهما في العاصمة دمشق تكسر الظهر".
وتضيف هندرين أن شقيقها مدها بمبلغ إضافي الشهر الماضي، لتشتري قماش العيد وتحيك ثيابا جديدة .
حكاية الزي الكردي
وأضفت الطبيعة الخضراء الجبلية في المناطق التي يتوزع فيها الأكراد في العراق وتركيا وإيران وسوريا، سحر الألوان البراقة الزاهية على الزي الكردي التقليدي، وميزته عن بقية سكان المناطق الذين يعيشون معهم .
وتقول مصممة الأزياء النسائية، آسيا سعيد، إن أقمشة الزي الكردي "مصنوعة وفق مواصفات معينة، تعطي الثوب الكردي النسوي لمسة فريدة من نوعها من بين الأزياء الفلكلورية لشعوب العالم، وقد قاومت الحداثة".
وتتم خياطة ثياب المرأة الكردية على شكل الحمامة التي ترمز للسلام. وأشارت آسيا في حديثها إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن الثياب التقليدية الكردية النسائية منها والرجالية، "بقيت ثابتة طوال القرون الماضية، ولم تتغير من حيث ألوانها وتصاميمها رغم حداثة الموضة"، مؤكدة على أنها "تمثل تاريخ الأكراد هويتهم القومية".
ونوهت سعيد إلى مواظبة الكرديات المسنات على ارتداء ثيابهن الشعبية حتى في حياتهن اليومية، بينما تفضل الشابات والفتيات الصغيرات، بالإضافة إلى الشباب والرجال، ارتداءها في المناسبات السعيدة، لا سيما في عيد نوروز والمناسبات المتعلقة بعيد المرأة وعيد الزي الكردي والأعراس.