في أوج الإغلاق و"كورونا"، كان موظفو "البيت الأبيض" يلجأون لحلاق سري، في عملية تطورت لتصبح صالون للرجال في قلب مقر الرئاسة الأمريكية.
ونقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية عن مصادر لم تسمها أن مساعدي الرئيس السابق دونالد ترامب كانوا يلجأون لحلاق بشكل سري في مرحاض بمبنى أيزنهاور التنفيذي في البيت الأبيض، في الأشهر الأولى من 2020، أي بالتزامن مع الإغلاق الذي سيطر على واشنطن لحصار فيروس "كورونا".
وأوضحت الصحيفة "مع إغلاق صالونات الحلاقة في واشنطن ضمن إجراءات الإغلاق العام، مكنت هذه الحلاقة السرية موظفي البيت الأبيض من الظهور في أفضل طلة بينما يواجهون جائحة لا تحدث سوى مرة واحدة كل قرن".
ومع الشهرة التي حققتها الخدمة السرية، أعادت إدارة ترامب إنشاء صالون حلاقة رسمي في البيت الأبيض بعد سنوات طويلة بدونه، ويبدو أن إدارة جو بايدن الحالية أبقت عليه، وفق المصدر ذاته.
العملية السرية التي كانت في بدايتها مصدر للإثارة والفكاهة بين موظفي ترامب، كانت تدور حول سيدتين أمريكيتين من أصول آسيوية، أوصت بهما زوجة أحد النواب الجمهوريين، لديبي، زوجة مارك ميدوز، كبير موظفي البيت الأبيض.
وفي تصريحات لـ"نيويورك بوست"، قال أربع موظفين سابقين في البيت الأبيض إن "الدور الذي لعبته ديبي ميدوز في هذه الحلاقة السرية كان معروفًا بشكل واسع النطاق".
وأوضح أحد المساعدين السابقين لـ"نيويورك بوست" أن "زوجة (النائب) جيم جوردان قدمت العاملتين لديبي ميدوز، ثم فكر زوجها مارك في إحضارهما خلال الجائحة".
ولاقت الخدمة السرية، نجاحًا كبيرًا، لا سيما بين الشباب في البيت الأبيض.
ووفق "نيويورك بوست"، فإن احدى السيدتين كانت تعمل على قص الشعر، أما الأخرى فكانت تدير عمليات الدفع، وكان يصل سعر الخدمة إلى 60 أو 70 دولارًا متضمنة الإكرامية.
بل أن احدى العاملتين كانت تصر على التقاط الصور مع كل الزبائن تقريبًا، باعتبار أنهم "مشاهير".
ودفع نجاح هذه الخدمة غير الرسمية، البيت الأبيض لتوقيع عقد عمل دائم مع حلاق في خريف 2020، وفضل المسؤلون التعاقد مع محل حلاقة قريب من مقر الرئاسة الأمريكية، كان يتردد عليه الموظفين قبيل إغلاقه بسبب الجائحة.
وبالفعل، قال مالك صالون الحلاقة "وولز"، ديل سيمونز، لصحيفة "نيويورك بوست" إنه سمح لشقيقته مكيا سيمونز بقص الشعر بمبنى البيت الأبيض، ويخطط للانضمام إليها بمجرد الانتهاء من المستندات المطلوبة.
وقال موظفون سابقون في البيت الأبيض أن صالون الحلاقة الرسمي افتتح قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 نوفمبر تشرين ثاني الماضي.
وقال موظف سابق بالبيت الأبيض إن الموظفين الذكور كانوا يذهبون إلى الصالون الجديد، وكانوا جميعهم متحمسين.
ووفق الصحيفة، فإن البيت الأبيض رفض التعليق على إنشاء هذا الصالون.
وقبل الجائحة، كان العديد من موظفي البيت الأبيض يتعاملون من صالون حلاقة "وولز"، وكان نائب الرئيس آنذاك مايك بنس عميل دائم له.
وفي هذا الإطار، قال سيمونز مالك الصالون إنه خدم مسؤولين بارزين وصحفيين من شتى الأطياف السياسية، ويأمل أن يتمكن بايدن من قيادة البلاد نحو تعافي اقتصادي، مضيفا أنه مستعد لأن يقوم بتشذيب شعر الرئس الجديد.
ونال قرار الإداارة الجديدة في البيت الأبيض الإبقاء على صالون الحلاقة، إشادة من جانب الموظفين الذين عملوا بإدارة ترامب، وفق الصحيفة الأمريكية.