وكالات + تلفزيون الشرق
تتسبب نظريات المؤامرة بشأن فيروس كورونا المستجد، بحدوث مشكلات حقيقية، إذ تدفع البعض إلى الإحجام عن تلقي اللقاح، أو ارتداء الكمامات، أو اتباع الإرشادات الصحية والاجتماعية الأخرى.

وذهب بعض أصحاب النظريات الغريبة بشأن الوباء إلى أبعد من ذلك، فوفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، قام البعض "بحرق أبراج 5G الخلوية، وإغلاق عيادات التطعيم، وحتى تناول السموم التي توصف بأنها علاجات".

إزاء ذلك، أجرت الوكالة مقابلات مع خبراء في التضليل المعلوماتي وعلم النفس، لنقل نصائحهم للأفراد الذين يتساءلون عن كيفية محاورة أصدقائهم، أو أقاربهم الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة الخاصة بكورونا.

"استمع ولا تعظ"

ووفقاً للخبراء الذين حاورتهم "أسوشيتد برس"، فإنه "من غير المرجح أن يتزحزح المؤمنون بنظريات المؤامرة عن مواقفهم لمجرد السخرية من آرائهم. ومن ثم، فبدلاً من أن تغدق بالوعظ والإرشاد، عليك الاستماع فحسب، وطرح بعض التساؤلات عما جعلهم ينجذبون إلى مثل هذه النظريات، ومعرفة مصادر معلوماتهم، وما إذا قاموا بمطالعة تفسيرات أخرى". وقال الخبراء: "كلما أمكن، ليكن الحوار بعيداً عن الإنترنت".

"احتفظ بهدوئك"

ونقلت "أسوشيتد برس" عن خبراء في التضليل المعلوماتي وعلم النفس، أن الجدال مع شخص ما حول نظريات المؤامرة سيؤدي على الأرجح إلى "زيادة في ارتفاع ضغط الدم". كما أن بعض الأشخاص لا يغيرون آراءهم بغض النظر عما يقال لهم، وليس من المرجح أن يؤدي الحديث بشأن المزايا المثبتة لارتداء الكمامة أو تلقي اللقاح، إلى إقناعهم.

"غيّر الموضوع"

ونصحت "أسوشيتد برس" نقلاً عن الخبراء، باستدعاء الخبرات والاهتمامات المشتركة التي تساعد الشخص المؤمن بنظرية المؤامرة على التركيز على الروابط الشخصية. وفي حال أبدى هذا الشخص إصراراً على إعادة توجيه الحديث إلى نظريات المؤامرة، "فقل بأدب إنك تود التحدث عن أي شيء آخر".

وفي ما يتعلق بـ "تعزيز دفاعاتك ضد نظريات المؤامرة والمعلومات الكاذبة بشأن فيروس كورونا، أو أي موضوع آخر"، اقترح الخبراء الذين أجرت معهم "أسوشيتد برس" المقابلات ما يلي:

"زد في وجبتك الإعلامية"

بحسب الخبراء، تمثل متابعة مصادر إخبارية متنوعة، بما في ذلك المنافذ الرئيسية المحلية والوطنية والعالمية، "الطريقة المثلى للبقاء على اطلاع بما يدور من حولك، وتجنب الدخول في نفق المعلومات الزائفة ونظريات المؤامرة".

وفي هذا السياق أشار الخبراء، إلى ضرورة عدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي وحدها للحصول على الأخبار.

"تحقق من مصادرك"

ونقلت "أسوشيتد برس" عن الخبراء الذين أجرت معهم المقابلات، نصائحهم بضرورة "التعرف الدائم إلى كاتب المحتوى، ومَن نقل عنهم، وما إذا كان ذكر أسماءهم، وما إذا كانوا من أصحاب المناصب المهمة، أو الخبرات الواسعة التي تضفي مصداقية على ما يقولونه". كما أوصوا بضرورة "التحقق مما إذا كان المقال عبّر عن وجهات نظر أخرى".

وحذّر الخبراء من "الادعاءات الصادرة عن مطلعين، أو ملصقات إنترنت مجهولة الهوية، أو أي شخص يستشهد بالادعاءات على أنها حقائق.

وتابعت الوكالة، نقلاً عن الخبراء: "تحقق أيضاً من التاريخ، فغالباً ما ينشر مروجو المعلومات المضللة صوراً أو قصصاً إخبارية قديمة، ويزعمون أنها حديثة".

"احذر من اللغة العاطفية"

عادة ما تعمد المعلومات الزائفة ونظريات المؤامرة إلى استغلال الغضب والخوف، وغيرهما من المشاعر، لذا حذر الخبراء من المحتوى الذي "يسهب في استخدام اللغة العاطفية"، أو الذي يبدو أنه يهدف إلى "استثارة الغضب"، مضيفين: "إذا قرأت شيئاً ألهب حماسك، فانتظر حتى تخمد ثورتك وتهدأ عواطفك قبل أن تعيد نشره أو إرساله إلى أصدقاء".

"تحقق من المزاعم"

وبحسب الخبراء، فإنه "عند قراءة مزاعم غير معتادة، سواء كانت تبدو جيدة للغاية، أو مروعة للغاية، أو غريبة للغاية، لا بد من التحقق من ورودها في أماكن أخرى. وإذا كانت القصة مهمة، فستؤكد المنافذ الأخرى التفاصيل". وحذر الخبراء من المزاعم المتاحة على موقع واحد دون سواه، أو من أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي دون غيره.

"اقطع الاتصال"

وأخيراً، يشكل الوباء بلا شك فترة عصيبة حافلة بالتوترات والمخاوف، وتدور العديد من الأسئلة المشروعة حول الفيروس.

في هذا السياق، نقلت "أسوشيتد برس" عن الخبراء، أن "العادات الصحية مثل أداء التمارين الرياضية، والتأمل والاسترخاء الذهني، والعلاقات الإيجابية، والعمل التطوعي، وممارسة الهوايات المفضلة، يمكن بلا شك أن تخفف من حدة التوتر والشعور بالوحشة، وأن تجعلنا أكثر مقاومة للتضليل المعلوماتي ونظريات المؤامرة التي تلعب على خوفنا وغضبنا".