أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن لأحد الأدوية المستخدمة في علاج السرطان، مساعدة مرضى "كوفيد-19" في التعافي.وجد فريق من الباحثين في سنغافورة والولايات المتحدة أنه يمكن لعقار "Topotecan" المُستخدم في علاج مرض السرطان، علاج مرضى فيروس كورونا المستجد الذين يعانون من أعراض متوسطة إلى حادة، وذلك وفقاً لصحيفة "ستريتس تايمز"، السنغافورية.وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الأربعاء، إن العلماء وجدوا أن عقار توبوتيكان، الذي يستخدم في العلاج الكيميائي للسرطان، يؤدي لتقليل شدة الأعراض ومعدلات الوفاة بسبب "كوفيد-19"، وذلك عن طريق السيطرة على التهاب في رئة الحيوانات بالمختبر.ويعاني المرضى المصابون بأعراض حادة من استجابة مناعية مفرطة النشاط وغير طبيعية، حتى إنه في بعض المرضى، يمكن أن تؤدي الاستجابة المناعية المُبالغ فيها، والتي تحدث عادةً في الرئتين، إلى إغراق المنطقة المصابة بخلايا الدم البيضاء، مما يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة وتلف الأنسجة وغالباً ما يؤدي إلى الموت.ويعمل "Topotecanِ"، عن طريق الحد من هذه الاستجابة المناعية، مما يقلل من خطر إصابة الجسم بالالتهابات، وقد تم تحقيق ذلك بجرعات أقل بكثير من تلك التي يتم استخدامها عادة في علاج السرطان، وهو ما أدى إلى تقليل احتمالية حدوث أي آثار جانبية من الدواء بشكل كبير.وشارك في الدراسة، التي قادها الأستاذ المساعد إيفان مرازي، من قسم علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب في إيكان بالولايات المتحدة، باحثون من معهد السرطان بالجامعة الوطنية بسنغافورة.ونقلت الصحيفة عن المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور أناند جياسيخاران، قوله إن "هذا الدواء يتم استخدامه في علاج السرطان منذ أكثر من 25 عاماً، كما أنه متوفر عالمياً وغير مكلف، ولذلك فإن هذا البحث يأتي في الوقت المناسب نظراً لعدم توفر اللقاحات للجميع".وحصل الفريق على منحة بحثية للتجربة السريرية، وسيتم تجربته على حوالي 20 مريضاً بالغاً يعانون من أعراض متوسطة الحدة من "كوفيد-19"، ولديهم تاريخ من السرطان.وقال الدكتور "جياسخران" إنه "سيتم اختبار الدواء على مرضى السرطان لأنهم أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة ولأنهم على دراية بمفهوم العلاج الكيميائي، وبعد تحديد الجرعة المناسبة في المرحلة الأولى، فإن الهدف سيكون هو تقديم الدواء إلى جميع حالات كوفيد-19 المتوسطة، وليس فقط لمرضى السرطان".ووفقاً للبحث الذي نُشر في مجلة CELL فإنه ستتم مراقبة المرضى من ثلاث جبهات: استخدام اختبارات الدم للتحقق من علامات الالتهاب، وفحص المستويات الفعلية للدواء في الدم للتأكد من بقائها ضمن المستويات الآمنة، وأخيرًا التحقق من الحالة السريرية للمريض، مثل ما إذا كان يعاني من صعوبة في التنفس أكثر أو أقل، ومن المتوقع أن تستمر التجربة ما بين ثلاثة وستة أشهر.