يعد شهر رمضان فرصة للإقلاع عن الكثير من العادات السيئة، لا سيما تلك التي تسبب أضرارا بالغة بالصحة، وعلى رأسها التدخين.وكشف تقرير سابق للصحة العامة البريطانية، أن التوقف عن التدخين لمدة شهر كامل من شأنه أن يزيد فرص الشخص في الإقلاع النهائي خمس مرات، فببلوغ الأسابيع الأربعة تزداد فرص تعود الجسم على الإقلاع عن التدخين.ومن هذا المنطلق يعتبر شهر رمضان فرصة لزيادة فرص "الإقلاع النهائي عن التدخين"، وهو ما يؤكده استشاري الصحة النفسية بالقاهرة، الدكتور وليد الهندي، والذي يشير إلى أن شهر رمضان المبارك "فرصة رائعة لتهذيب النفس من العادات الصحية السيئة التي تصاحبها أضرار بالغة على الصحة وجسم الإنسان وحتى على الصحة العقلية، على اعتبار أن العقل السليم في الجسم السليم".ويلفت الهندي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن من أبرز العادات التي يمكن التخلص منها في رمضان، التدخين، الذي له أضرار يعرفها الجميع، بخاصة أنه لا يصيب الجهاز التنفسي فقط، إنما يؤثر على أعضاء الجسم كافة، ويؤدي إلى عدة أمراض خطيرة من بينها تصلب الشرايين والذبحة الصدرية وتليف الكبد والسرطان.ويوضح أن المُدخن في رمضان عادة ما يواجه جملة من المشكلات خلال ساعات الصيام، أبرزها قلة التركيز والتوتر الدائم والعصبية المفرطة والخمول، إضافة إلى اضطرابات النوم والمزاج المتقلب، مع زيادة الشهية إلى الطعام، وجميعها أزمات مرتبطة باعتياده على السيجارة ورائحة الدخان وطعمه.ويؤكد الخبير النفسي، أن تلك الأعراض أو الأزمات التي يواجهها المدخن الصائم عادة ما تكون بارزة بشكل كبير وواضح في الأيام الأولى من الصيام خلال الشهر، وتتناقص عادة تدريجيا مع مرور الأيام بسبب تناقص مادة النيكوتين بالجسم بشكل نسبي، ومن ثم يمكن للمدخن استغلال ذلك الإقلاع الإجباري عن التدخين إلى إقلاع دائم عن تلك العادة، شرط أن تكون لديه إرادة، تبدأ من عدم الهرولة نحو السيجارة عقب الإفطار مباشرة.وينصح الهندي المدخنين بإجراء تمارين استرخاء بسيطة وتناول الأطعمة المهدئة للأعصاب في السحور، وهي التي تحتوي على البوتاسيوم والمغنسيوم، في التمر والخس على سبيل المثال، إضافة إلى الأغذية التي تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة، مثل السمك وزيت الزيتون، فتلك الأطعمة تعمل على تحسين الحالة النفسية وتقوي جهاز المناعة ضد أمراض الرئة والجهاز التنفسي.كما ينصح أيضا الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين في رمضان بالإكثار من فيتامين "أ" وفيتامين "سي"، وأن يتناولوا عصير البرتقال، والسبانخ والفلفل الأحمر والبروكلي والجزر والفراولة والبسلة، وتجنب الأطعمة المالحة والمخللات أثناء السحور، لأنها تسبب ارتفاع ضغط الدم.ويختتم استشاري الصحة النفسية حديثه بالإشارة إلى دور الأسرة في مساعدة المدخن على الإقلاع عن التدخين، من خلال تجنيبه أي توتر أو شد عصبي، وتوفير مناخ جيد له يساعده على الإقلاع عن هذه العادة.وفي الوقت الذي يعتمد فيه البعض على تعويد أنفسهم على ترك السيجارة تدريجيا خلال شهر رمضان، من خلال الاكتفاء بسيجارة واحدة أو اثنتين في الفترة بين الإفطار والسحور، لجهة تقليل الكمية ومن ثم الوصول إلى الإقلاع النهائي، فإن المدير السابق لمستشفى الصدر بالعباسية في مصر، الدكتور محمود عبد المجيد، ينصح بالتوقف المباشر وليس التدريجي.ويبيّن عبد المجيد في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "شهر رمضان يدفع المدخنين للابتعاد عن السجائر لساعات طويلة يوميا، هي فترة الصيام، وبالتالي يشكل الشهر فرصة للابتعاد عن التدخين مباشرة".ويؤكد استشاري الصدر والجهاز التنفسي أن الإقلاع عن التدخين: "يحتاج إلى عزيمة وإرادة قويتين من قبل المُدخن".وينصح عبد المجيد الذين يسعون إلى الإقلاع عن التدخين في رمضان إلى تناول كميات مناسبة من المياه بعد الإفطار، وأكل الفواكه الطازجة، والحرص على التغذية السليمة لتحسين الصحة العامة والشعور السريع بآثار الإقلاع عن التدخين، ليكون دافعا للمدخن لعدم العودة.