يسدد ورثة رئيس شركة سامسونج 10.8 مليار دولار كضرائب تركات، وهى القيمة التى تعد من أكبر الضرائب التي يتم دفعها في كوريا والعالم.
وقال ورثة لي كون هي رئيس مجلس إدارة شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة سامسونج إلكترونيكس الذي توفي في أكتوبر تشرين الأول الماضي إن ضرائب التركات ستصل إلى أكثر من نصف قيمة أصول رئيس مجلس الإدارة الراحل.
وذكرت عائلة لي في بيان الأربعاء وزعته شركة سامسونج، أن قيمة الضرائب المقررة على تركة لي تعادل ثلاثة أو أربعة أمثال إجمالي حصيلة الضرائب العقارية في كوريا الجنوبية عام 2020.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الضرائب المستحقة على تركة لي ستكون الأكبر في تاريخ كوريا الجنوبية.
وقالت عائلة لي إنها ستدفع هذه الضرائب على 6 أقساط على مدى 5 سنوات اعتبارا من الشهر الحالي، وأضافت :"هذا واجبنا المدني ومسؤوليتنا لدفع كل الضرائب".
كما قال ورثة لي إنهم سيتبرعون بتريليون وون "للجهود الرامية إلى المساهمة في التغلب على الأمراض المعدية وسرطان الأطفال" إلى جانب حوالي 23 ألف قطعة فنية تضم أعمالا لرسامين كبار مثل بابلو بيكاسو وكلود مونيه ومارك شاجال.
ولم يشر البيان إلى كيفية تقسيم التركة والتي تتضمن حصصا في شركة سامسونج إلكترونيكس.
يذكر أن لي الذي كان أغنى شخص في كوريا الجنوبية منذ 2009 ترك زوجة وابنتين وابنا، وتقدر قيمة الأصول التي تركها لي بنحو 25 تريليون وون بحسب وكالة يونهاب.
فساد الوريث
وفي مطلع العام الجاري، حكمت محكمة الاستئناف في سول على وريث سامسونج "لي جيه-يونج"، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة سامسونج للإلكترونيات بالسجن لمدة عامين ونصف العام، في إعادة المحاكمة لقضية الرشوة المتعلقة بالرئيسة المعزولة "بارك كون-هيه"، وبذلك تم وضعه خلف القضبان للمرة الثانية بعد أقل من 3 سنوات من إطلاق سراحه.
وتمثل الفضيحة أيضًا أحدث تطور في سلسلة طويلة من المشكلات القانونية التي يواجهها وريث سامسونج.
وتتعلق القضية بفضيحة فساد أحاطت برئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك كون هيه. ووفقا للحكم، قدمت سامسونج تمويلا لتحقيق المصالح السياسية لأحد المقربين من بارك مقابل الدعم السياسي لدمج شركات تابعة لسامسونج، والتي قال ممثلو الادعاء العام إنها كانت ستعزز سيطرة عائلة لي على الشركة.
وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن لي إن-جيه محامي "لي" صرح بأن نائب رئيس مجلس الإدارة "لي" أقر بقبول حكم المحكمة وعدم الطعن فيه.
وأدين لي بالرشوة وغيرها من تهم الفساد في عام 2017 كجزء من الفضيحة الهائلة التي أسقطت حكومة الرئيسة الكورية الجنوبية السابقة بارك جيون هاي.
وخرج وريث سامسونج حرا بعد أقل من عام عندما ألغت محكمة الاستئناف بعض التهم وعلقت عقوبته، لكن المحكمة العليا في البلاد أمرت في وقت لاحق بإعادة المحاكمة، مما أدى إلى صدور الحكم الجديد.
وتعمل سامسونج – التكتل العائلي الأكبر في كوريا الجنوبية – في كل شيء من الإلكترونيات والمتنزهات إلى التأمين على الحياة.
وكانت أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم لعدة سنوات، وهي المورد الرئيسي لرقاقات الذاكرة والشاشات للمنافسين.
وكان لي القائد الفعلي للشركة منذ أن أصيب والده بغيبوبة في عام 2014، وتوفي في العام الماضي، وتمثل دور وريث سامسونج في توجيه المشاريع الجديدة.
كما كان لنائب الرئيس يد في صفقات كبيرة في الشركة، مثل الاستحواذ على شركة Harman International بقيمة 8 مليارات دولار، وهي شركة أمريكية تصنع أنظمة المعلومات والترفيه والسلامة والأمن للسيارات.
وأدين والد لي، الرئيس السابق لشركة سامسونج، بالرشوة والتهرب الضريبي، لكنه تجنب السجن وحصل على عفو رئاسي.
قفزة في أرباح الربع الأخير
ونهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت "سامسونج تحقيق نتائج قوية خلال الربع الأخير من العام الماضي، لكنها حذرت من استمرار حالة الغموض المحيطة بجائحة فيروس كورونا يمكن أن تؤثر سلبيا على نتائجها خلال الربع الأول من العام الحالي.
وتوقعت سامسونج استمرار الطلب القوي على الرقائق الإلكترونية والهواتف الذكية، في حين قدمت رؤية متحفظة بشأن ما تسمى بـ "الدورة العملاقة" في قطاع رقائق الذاكرة ويتوقع الكثير من المحللين أن تبدأ خلال العام الحالي.
وقالت الشركة الكورية الجنوبية العملاقة إن صافي أرباحها في الربع الأخير بنسبة 26.4% على أساس سنوي، حيث سجلت أعمال الرقائق أداء قويا وسط طلب قوي على الرغم من ضعف الدولار الأمريكي.
وقالت الشركة الرائدة عالميا في تصنيع شرائح الذاكرة والهواتف الذكية إن صافي دخلها بلغ 6.6 تريليون وون (6 مليارات دولار أمريكي) في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول، مقارنة بـ 5.22 تريليون وون في العام السابق.