بهذا الزمن الذي يتفشى فيه فيروس كورونا بمتحوراته بكل ركن من أركان الكرة الأرضية، يواجه البشر الوباء مسلحين بأجهزة المناعة الخاصة بأجسامهم، كل حسب قوة مناعته.
وينصح الأطباء وخبراء التغذية، في هذا التوقيت الحرج، بمحاولة تقوية مناعة الجسم عن طريق الأطعمة الخاصة أو التمارين الرياضية المفيدة، ليستطيع الجسم مقاومة العدوى أو التغلب على المرض في حالة الإصابة.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة بحثية ألمانية أن الإكثار من الملح يمكن أن يعطل توازن الطاقة في الخلايا المناعية ويمنعها من العمل بشكل صحيح. وبالنسبة للكثيرين، فإن إضافة الملح إلى الوجبات هو أمر طبيعي تمامًا ولكن هذا الأمر قد يشكل خطراً كبيراً على الصحة.
فالإكثار من الملح في الطعام قد يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما يمكن أن يؤدي إلى اضطراب شديد في توازن الطاقة في الخلايا المناعية ومنعها من العمل بشكل صحيح.
ووفقا لتقرير لصحيفة "نيوروساينس" Neuroscience العلمية، قالت الدكتورة سابرينا جيسبرجر من معهد برلين لبيولوجيا الأنظمة الطبية، إن الملح يعطل السلسلة التنفسية في الخلايا. فمن خلال إجرائهم المزيد من الأبحاث والنظر في عملية التمثيل الغذائي للخلايا المناعية التي تعرضت لتركيزات عالية من الملح، ظهرت التغييرات بعد 3 ساعات فقط، فأظهرت النتائج أن الملح يعطل سلسلة الجهاز التنفسي، مما يجعل الخلايا تنتج كمية أقل من الـ" أدينوسين ثلاثي الفوسفات" ATP، وتستهلك كمية أقل من الأكسجين.
هذا بإضافة إلى أن تناول الطعام المملح يؤدي إلى تعزيز الإصابة بالالتهابات، مما قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.ويعتبر" أدينوسين ثلاثي الفوسفات" ATP هو الوقود الذي يمد جميع الخلايا بالطاقة، كما يوفر الطاقة لتصنيع البروتينات والجزيئات الأخرى اللازمة لقوة العضلات وتنظيم التمثيل الغذائي، ويتم إنتاجATP في الميتوكوندريا، أي "محطة توليد الطاقة" في الخلية، باستخدام سلسلة معقدة من التفاعلات الكيميائية الحيوية المعروفة باسم "السلسلة التنفسية"، وعليه فإن الملح يؤدي إلى وقف كل هذه العمليات.
وخلصت الدراسة إلى أن العواقب الصحية الناتجة عن الإفراط في تناول الملح قد تؤدي إلى نقص الطاقة، ما يتسبب في نضوج الخلايا بشكل مختلف والذي قد يؤثر على أداء الجهاز المناعي للجسم، مما يزيد من تعرضه للإصابة بالأمراض بشكل كبير.