على الرغم من عمل العديد من العلماء والفلاسفة حول العالم على فك شيفرات الأحلام وتلك العملية المعقدة التي تجري في أدمغتنا خلال النوم، لا تزال هناك العديد من النقاط الغامضة، لا سيما الفائدة المرجوة من رؤية تلك الأحلام خلال النوم.
لكن إريك هول، الباحث في علم الأعصاب بجامعة تافتس الأميركية، كشف في نظرية جديدة أن رؤية الشخص لتلك الأحلام الغريبة أو غير المنطقية أثناء نومه تجعله مجهزاً بشكل أفضل للتعامل مع الأحداث غير المتوقعة التي قد يتعرض لها، بحسب ما نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء.
كما أضاف، أن هذه النظرية تشبه ما يحدث في الشبكات العصبية التي يتم تطويرها في آلات الذكاء الصناعي، مثل الروبوتات، والتي يقوم العلماء بتدريبها للتعرف على الكلام وتحليل الصور، ثم يقومون بإدخال بيانات فوضوية وغير مرتبة إليها حتى تكون مهيأة ويقظة للتعامل مع البيانات الغريبة وغير المتعارف عليها بالنسبة لها
ومع تقدمنا في السن بشكل خاص، تصبح أيامنا مشابهة لبعضها بعضاً، ما يعني أن عقولنا تصبح مدربة للتعامل مع أحداث ومواقف معينة مكررة، ومن ثم فإن أي مشكلة جديدة نتعرض لها يمكن أن تتسبب في توترنا، ما يجعلنا غير قادرين على التفكير السليم، وفق هويل.
كذلك، أوضح عالم الأعصاب، أن الأحلام الغريبة وغير المنطقية، والتي تشبه الهلوسة، تلعب نفس دور البيانات الفوضوية التي يتم إدخالها إلى الروبوتات وآلات الذكاء الصناعي، حيث تلقي هذه الأحلام بيانات جديدة غير متوقعة على الشبكة العصبية، وقد تجعل أدمغتنا مهيأة لفهم الظروف الجديدة ومستعدة للتعامل مع المشكلات المفاجئة بشكل أبسط بكثير.
وانتشرت كذلك نظريات أخرى حول سبب الأحلام ومن أبرزها:
أولاً: نظرية فرويد، حيث اعتقد سيغموند فرويد أن الأحلام تمثل إنجازات مقنعة لرغبات مكبوتة، وتتكون من محتوى واضح و كامن.
ثانياً: نظرية توطيد الذاكرة، تفترض أن الأحلام ربما تكون مجرد إعادة لأحداث سابقة، إذ نحن ندعم ذاكرتنا أثناء النوم، ووفقاً لهذه النظرية فإن الأحلام هي انعكاس لذلك.
ثالثاً: نظرية محاكاة التهديد حيث تفترض هذه النظرية أن الأحلام هي آلية دفاع بيولوجي قديمة تمكننا من التدرب على التغلب على التهديدات.