أ ف ب
عثر على رفات 215 طفلاً في أرض تابعة لمدرسة داخلية سابقة في كندا أنشئت قبل أكثر من قرن لدمج السكان الأصليين للبلاد، وفق ما أعلنت قبيلة محليّة.

وقالت قبيلة "تكيملوبس تي سكويبيمك" في بيان، الخميس، إن أحد الخبراء استخدم راداراً قادراً على اختراق الأرض لتأكيد وجود رفات التلامذة الذين التحقوا بالمدرسة بالقرب من كاملوبس في بريتيش كولومبيا.

وقالت الزعيمة القبلية روزان كازيمير إن "بعضهم لم يتجاوز الثالثة"، واصفة الأمر بأنه "خسارة لا يمكن تصورها تم التحدث عنها ولكن لم يتم توثيقها أبداً" من قبل مسؤولي المدرسة.

وأضافت أنه من المتوقع نشر النتائج الأولية لهذا الكشف في تقرير الشهر المقبل.

وفي هذه الأثناء تعمل القبيلة مع أطباء شرعيين ومتاحف في محاولة لكشف ملابسات ما حدث والعثور على أي سجلات لهذه الوفيات.

كما أنها تحاول التواصل مع المجتمعات التي جاء منها التلامذة في جميع أنحاء كولومبيا البريطانية وخارجها.

وقال رئيس الوزراء جاستين ترودو على "تويتر" إن اكتشاف الرفات "يفطر قلبي"، مضيفاً "أنها ذكرى مؤلمة لهذا الفصل المظلم والمشين من تاريخ بلادنا".

وأعادت الوزيرة الكندية للعلاقات بين التاج والسكان الأصليين كارولين بينيت التأكيد على رسالة ترودو، معلنة تقديم الدعم الحكومي للعائلات والمجتمعات الأصلية من أجل "شفائهم في الوقت الذي نكرم فيه أقاربهم الذين خسرناهم".

وكانت كاملوبس الداخلية للهنود الأكبر من بين 139 مدرسة داخلية أنشئت أواخر القرن التاسع عشر، وكانت تتسع لـ500 تلميذ وتلميذة.

وأدارت الكنيسة الكاثوليكية المدرسة نيابة عن الحكومة الكندية بين عامي 1890 و1969.

وأُجبر نحو 150 ألف فتى وفتاة من السكان الأصليين على الانخراط في هذه المدارس، حيث تعرضوا لإساءات جسدية واعتداءات جنسية وتم تجريدهم من ثقافتهم ولغتهم.

وحددت لجنة الحقيقة والمصالحة أسماء أو كشفت معلومات عن 3,200 طفل على الأقل قضوا نتيجة سوء المعاملة أو الإهمال أثناء وجودهم في مدرسة داخلية، لكن العدد الدقيق لا يزال مجهولاً.

وقدّمت أوتاوا اعتذاراً رسمياً عام 2008 عما وصفته اللجنة لاحقاً بـ"الإبادة الجماعية الثقافية"، وذلك في إطار تسوية وصلت قيمتها إلى 1,9 مليار دولار كندي (1,6 مليار دولار أميركي) تم دفعها لطلاب سابقين.