في ذكرى اغتيال الصحفي نبيل القعيطي، عاد التساؤل بشأن الانتهاكات بحق الصحفيين العاملين في تغطية الأزمة اليمنية، خاصة وأن بشاعة عملية الاغتيال تلك أثارت الرأي العام الدولي، كونه تعرض للتصفية بجوار منزله في عدن، بعد فترة قصيرة من تغطيته لمواجهات عسكرية بمحافظة أبين جنوبي البلاد.
"ابتسامة نبيل"
عرف عن نبيل القعيطي ابتسامته الشهيرة التي ميزت صورته خلال تغطياته الميدانية للحرب في اليمن، وهي التي اعتبرتها الوكالات العالمية الصحفية تعبيرا عن الشغف الإعلامي، الذي أثرى محتوى تغطياته سواء العسكرية أو الإنسانية، خاصة بعد أظهر عدد من مقاطع الفيديو ارتباطه بالأطفال الصغار بعد المعارك الضارية التي شهدها الساحل الغربي في اليمن.
وتميز الراحل بتغطيته الصحفية للحرب، ثم ما تبعها من تغطية لحملات المساعدات الإنسانية والإغاثية التي جاءت عقب انتهاء المعارك.
الكاميرا.. بندقية
وثقت كاميرا التصوير التي كان يحملها القعيطي معارك تحرير مدينة عدن عام 2015، وتعتبر الصور والفيديوهات التي سجلتها كاميرته، هي الوثائق الحية لتلك المعارك من بدايتها وحتى ما بعد التحرير، وهي مرحلة شهدت عمليات مكافحة الإرهاب في عدة محافظات جنوبية.
وكان القعيطي قد قدم شهادته المتلفزة حول تغطيات العمليات الخاصة التي شاركت فيها القوات المسلحة الإماراتية، في مطاردة التنظيمات الإرهابية.
واعتبرت كاميرا التصوير كبندقية، وفرت لحاملها القعيطي الحماية الشخصية، كونه كان يحظى باهتمام من الضباط والجنود في قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقوات النخب والأحزمة الأمنية التي كان يرافقها باستمرار، لحمايته خلال المعارك التي كان يغطيها.
الجائزة الدولية
وعادت الدعوات من صحفيين عرب لتخليد ذكرى اغتيال القعيطي، برعاية المجلس الانتقالي الجنوبي أو غيره من الهيئات والمؤسسات النشطة سياسيا، جائزة صحفية دولية تثمن دور الصحافة والإعلام في الحروب، خاصة في بلد كاليمن، اعتُبر فيه الصحفي الحلقة الأضعف، رغم أن كل الأطراف تستخدم الوثائق الصحفية لتعزز مواقفها من الصراعات في هذا الجزء من العالم.
الدعوات لتبني جائزة صحفية دولية بالتزامن مع الذكرى الأولى لاغتيال القعيطي، حظيت بزخم واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن فرصة تحولها إلى واقع ما زالت تتطلب جهدا أكبر من كل الأطراف، خاصة في مجال الصحافة اليمنية، التي يتعين عليها بلورة الفكرة لإطار عملي يمكن أن تتبناه جهة من الجهات المحلية أو الدولية، لتكرم الجهد الصحفي في اليمن والعالم العربي.