وجد باحثون هولنديون أن الليثيوم، وهو دواء شائع الاستخدام لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية، له قدرة على منع الخلايا الجذعية ذات الطفرات من فرض سيطرتها وتشكيل الأورام في أمعاء الفئران.

ويعمل هذا الدواء عن طريق جعل الخلايا الجذعية السليمة غير حساسة للإشارات الضارة التي ترسلها تلك الخلايا الطافرة، وفقاً لموقع "يو بي إيه"، الأمريكي.

وأضاف الموقع، في تقرير نشره الأربعاء، أن الباحثين اكتشفوا أن الخلايا الجذعية المعوية ذات الطفرات في جين APC تتمتع بميزة تنافسية على نظيراتها الصحية، وغالباً ما تتفوق عليها، مما يؤدي إلى نمو غير مقيد للخلايا السرطانية.

ونقل الموقع عن كبير مؤلفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر"، الدكتور لويس فيرمولين، قوله: "لقد اكتشفنا الخطوات الأولى في تطور سرطان الأمعاء، ووجدنا أنه بعد حدوث طفرة في جين رئيسي ينظم الخلايا الجذعية في الأمعاء، تقوم هذه الخلايا التي تكون في طريقها إلى أن تشكل ورم خبيث كامل بقمع الخلايا الجذعية في المنطقة المجاورة بشكل فعَال".

وستختبر تجربة سريرية ممولة من قبل جمعية السرطان الهولندية إمكانية تعزيز الليثيوم للخلايا السليمة في الأمعاء لمنع تطور السرطان في المستقبل لدى الأفراد المصابين بداء السلائل الورمي الغدي العائلي، وهو متلازمة وراثية غير شائعة تؤدي إلى حدوث طفرات في جينات .APC

ونقل الموقع عن مؤسسة "أبحاث السرطان حول العالم"، قولها في بيان، صدر الأربعاء، إنه "سيتم إجراء التجربة على المرضى الذين يعانون من طفرة جينية تجعل إصابتهم بسرطان الأمعاء في حياتهم أمر مؤكد بنسبة 100% من ما لم تتم إزالة الأمعاء بالكامل، وأنه سيتم استخدام الليثيوم أثناء التجربة".

وسيتم إجراء التجربة بمشاركة 10 مرضى بالغين من الشباب الذين يعانون من داء السلائل الورمي الغدي العائلي، وسيقوم الباحثون بمراقبة المرضى قبل وأثناء وبعد العلاج بالليثيوم لمدة 18 شهراً.

ويقول هؤلاء الباحثين إنه بدون علاج، فإن هؤلاء المرضى سيصابون جميعاً بسرطان الأمعاء بين سن 35 و45 عاماً.

ونقل الموقع عن الباحثة المشاركة في التجربة، سان فان نرفن، قولها: "قد تكشف تجربتنا السريرية أنه يمكن استخدام الليثيوم لمنع تطور السرطان لدى مرضى داء السلائل الورمي الغدي العائلي، ولكن ما هو مهم أيضاً هو أن هذه التجربة يمكن أن تكون بمثابة تأكيد على إمكانية استخدام المنافسة بين الخلايا الطافرة والخلايا الطبيعية والتلاعب بها بطريقة تجعل الخلايا الأخيرة تتفوق على الخلايا الأولى".

ووصفت الرئيسة التنفيذية لـ"أبحاث السرطان في جميع أنحاء العالم"، الدكتورة هيلين ريبون، النتائج الجديدة بأنها بمثابة تقدم كبير في فهم كيفية تطور سرطان الأمعاء.

وقالت: "حوالي 1٪ من سرطانات الأمعاء سببها داء السلائل الورمي الغدي العائلي، وقد يبدو هذا عدداً ضئيلاً، ولكن هذا يعني أنه يتم تشخيص أكثر من 400 شخص بسرطان الأمعاء الناجم عن هذا الداء كل عام في بريطانيا وحدها".

وأضافت ريبون: "الخيار الوحيد المتاح للأشخاص الذين يعانون من داء السلائل الورمي الغدي العائلي هو إجراء عملية جراحية كبرى لإزالة القولون بأكمله، والتي يمكن أن تغير حياة الشخص بشكل كامل، كما أنها للأسف لا يمكن أن تضمن عدم تطور السرطان مرة أخرى".

ورأت أن إطلاق التجربة يمكن أن يقدم "أملاً حقيقياً" للناس في استخدام حل بسيط للوقاية من سرطان الأمعاء في المستقبل.