بعد معركة قضائية استمرت لنحو 4 أعوام، حصلت عائلة أميركية تقطن في ولاية أوهايو على تعويض يقدر بثلاثة ملايين دولار، عقب انتحار طفلها، البالغ من العمر 8 أعوام جراء تعرضه لحوادث تنمر متكررة في مدرسته.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن، الطفل غابراييل تاي، كان يدرس في مدرسة، كارسون، في مدينة سينسيناتي قبل أن يقدم على الانتحار شنقا في منزله جراء بعد أن عانى من التنمر.

وأوضحت محاضر التحقيق أن مقطعا مصورا وثق تعرض الفتى الصغير الذي كان في الصف الثالث الابتدائي لاعتداء في حمامات المدرسة جعله يفقد الوعي لمدة 7 دقائق فيما كان تلاميذ يمرون من أمامه ليركله البعض منهم، بينما كان آخرون يشيرون إليه بسخرية.

وذكرت والدة غابي أنها لم تعلم بتلك الواقعة، إذ أن ممرضة المدرسة اتصلت بها لتخبرها أن ابنها وقع في المدرسة وغاب عن الوعي لدقائق عدة.

وبعد يومين من تلك الواقعة وبعد انتهاء الدوام المدرسي عاد الطفل إلى منزله، حيث ولج غرفته ليقدم على شنق نفسه بواسطة أغطية سريره مفارقا الحياة على الفور.

وقالت الأم المكلومة أنها كانت تشعر أن ابنها يتعرض للتنمر، وذهبت إلى مدرسته للتأكد من هذه الأمور، غير أنها كانت تحصل على إجابات بالنفي وأن كلي شيء يسير على ما يرام، وبالتالي فإن بضعة خدوش بسيطة يتعرض لها الأطفال ليس بالأمر ذي البال.

وأوضحت والدة غابي أنها عندما طلبت رؤية الفيديو الذي يوثق حالة إغماء طفلها، رفضت إدارة المدرسة تنفيذ رغبتها رغم وجود أكثر من 31 كاميرا مراقبة داخل المبنى وخارجه.

وبعد 4 سنوات من المثول أمام المحاكم، وافقت مقاطعة مدارس سينسيناتي على دفع تعويض لوالدي غابي بقيمة ثلاثة ملايين دولار وإقامة نصب تذكاري للطفل الراحل في مدرسته تكريما له.

وتضمنت التسوية كذلك إجراء إصلاحات في نظام المراقبة في مدراس المقاطعة للحرص على عدم تكرار مثل تلك المأساة مرة أخرى، وسيعمد محامو العائلة إلى مراجعة إجراءات النظام والإصلاحات المرتبطة به مرتين سنويا على مدى عامين.

وفي هذا الصدد قال، آل غيرهاردشتاين، أحد محامي عائلة غابرييل:"سوف نتأكد من أن هذه الإصلاحات تترسخ وتضع حدًا للتنمر في جميع أنحاء النظام المدرسي".

وفي نفس السياق، أوضحت محامية أخرى للعائلة وتدعى، ميشيل يونغ، أن موكليها يأملان في أن تصبح التغييرات في النظام الجديد نموذجا يحتذى به في توفير شبكة أمان للأطفال في المدارس.

وتابعت: "كان يتوقان إلى هذه اللحظة التي تؤكد أن موت طفلهما المأساوي لم يذهب سدى".