العربية
تواجه فنانة وممثلة تركية السجن لمدّة عامين و4 أشهر، بذريعة "إهانة" جندي سابق في القوات المسلّحة التركية متهم بارتكاب جريمة اغتصاب بحق شابة كردية تبلغ من العمر 18 عاماً، وهو ما أدى في السابق إلى اعتداء متطرّفين أتراك بالضرب على فنانٍ آخر معروف، كان قد دافع عن الضحية العام الماضي، وانتقد أيضاً وزير الداخلية سليمان صويلو الذي كان يدافع حينها عن الجندي المغتصِب.
وطالب المدعي العام التركي بسجن الممثلة إزغي مولا لمدة عامين و4 أشهر بذريعة "إهانة" موسى أورهان الجندي السابق في الجيش التركي بعد دفاعها عن الضحية الكردية التي اغتصبها. وهو أمر أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، حيث قال منتقدون إن المتهم طليق، بينما يُحاكم من يدافع عن الضحية. كما قدّم الآلاف على موقع "تويتر" الدعم للممثلة التركية تحت هاشتاغ: "إزغي مولا.. أنتِ لست وحدكِ".
وكشف مصدر مقرّب من الممثلة التركية لـ"العربية.نت" أن "مولا تُعاقب لدفاعها عن شابة ضحية بعد سلسلة تغريداتٍ نشرتها عبر حسابها الرسمي في موقع تويتر".
وكتبت مولا في واحدة من تغريداتها: "ابحثوا عن الضمير الذي دفعكم للإفراج عن هذا المغتصب الشرير"، في إشارةٍ منها إلى الجندي السابق أورهان الذي أفرجت السلطات عنه بعد ستة أيام فقط قضاها خلف القضبان في مقاطعة سيرت الواقعة جنوب شرقي تركيا، وذلك بقرار من محكمة المقاطعة صدر يوم 26 أغسطس الماضي.
وتستعد الممثلة التركية في الوقت الحالي للطعن بقرار المدعي العام، وهي طليقة حتى الآن، لكن رفض الطعن يعني احتجازها لاحقاً، بحسب المصدر السابق.
وامتنعت مولا عن الإدلاء بتصريحاتٍ صحافية ريثما يتم البت بأمر الطعن الذي تقدّم به أحد محاميها الموكلين بالدفاع عنها.
ودافعت مولا بشدة عن إيبيك إير، الضحية الكردية التي انتحرت بطلقٍ ناري بعد اختطافها واغتصابها من قبل الجندي السابق العام الماضي. ودافع عنها أيضاً الممثل باريش آتاي الذي تعرض لاعتداء من قبل مجهولين بعد انتقاده لوزير الداخلية الذي دافع عن الجندي المتهم بالاعتداء الجنسي.
ويواجه إلى جانب مولا، 16 آخرون من مشاهير تركيا، اتهامات بإهانة الجندي السابق، لدفاعهم عن الضحية الشابة.
ومن بين المتهمين الممثلة هازال كايا التي غردت قائلة: "إزغي مولا وصفت المغتصب الشرير بأنه مغتصب شرير. ما الخطأ في ذلك؟ موسى أورهان هو أيضاً قاتل تسبب في وفاة الشابة التي اغتصبها، وهو طليق حتى اللحظة".
ومولا، تشتهر منذ وقتٍ طويل بدعمها لقضايا المساواة بين الجنسين. وقد شاركت مراراً في حملاتٍ نسائية لإدانة العنف ضد المرأة لاسيما بعد انسحاب تركيا مؤخراً من اتفاقية مجلس أوروبا المعروفة بمعاهدة "اسطنبول" والتي تقضي بحماية التركيات من العنف الأسري.