سكاي نيوز عربية
في حادثة انتحار غريبة الدوافع، أقدم شاب عراقي في العشرينات من عمره، في أحد أقضية محافظة ذي قار العراقية جنوبي البلاد، على الانتحار من خلال إطلاق النار على نفسه في منطقة الرأس وليفارق الحياة بعد وقت قصير من إسعافه.
وكشفت تحقيقات وبيانات الجهات الأمنية المسؤولة في الحادث، أن سبب الانتحار يعود لمشاكل عائلية، على خلفية اعتزام الشاب المنتحر الزواج للمرة الثانية، الأمر الذي لاقى اعتراضا من قبل ذويه، لكنه كان مصرا على ذلك، وفي المحصلة يبدو أنه نتيجة الضغوط عليه واحتدام الخلاف مع أهله انتحر.
وتنتشر في الآونة الأخيرة حوادث قتل وانتحار وخطف، على امتداد المحافظات العراقية ذات دوافع اجتماعية وسياسية، ويرجع مختصو علم نفس واجتماع عراقيون تصاعد وتيرة مثل تلك الحوادث، إلى تزايد ضغوطات الحياة في البلاد، وتفاقم المشكلات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المركبة والمتراكمة، والتي ينتج عنها ظواهر شاذة وسلوكيات غير سوية، تتفشى بطبيعة الحال في ظل البيئات المضطربة وغير المستقرة.
وفي هذا المضمار يقول الباحث في علم الاجتماع لطيف حسن، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية": "العنف السياسي والاجتماعي ظاهرة تاريخية متأصلة في العراق، وهو ليس وليد اللحظة، ولعل اطلالة سريعة على تاريخ البلد ومساراته وتحولاته السوسيولوجية، والحروب الداخلية والخارجية التي عاشها، يكشف بوضوح هذه الحقيقة القاسية والمرة مع بالغ الأسف".
ويضيف "ليس هذا وحسب إنما وعلى عكس ما كان يجب أن يحصل، كما هي الحال في معظم بلدان العالم ومجتمعاته، فإن المجتمع العراقي ونحن في القرن الحادي والعشرين لا يزال يرزح تحت سطوة منظومات وتيارات مضادة للتطور الاجتماعي، وكابحة للانفتاح والتسامح والمساواة، والحصاد ما نراه من ارتفاع في نسب ومعدلات العنف على كافة المستويات منزليا ومدرسيا وسياسيا، وفي مختلف مفاصل المجتمع وميادين الحياة، فمقارنة بالعراق ما قبل ست وسبع عقود حتى، يبدو البلد آنذاك أكثر تطورا وانفتاحا مجتمعيا منه الآن وبما لا يقاس".
ويقول طالب جامعي عراقي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "طبيعة الحياة ومتطلباتها تغيرت تماما، وهي شديدة الصعوبة خاصة للشباب في مقتبل العمر، ممن يقفون عاجزين أمام سوء واقعهم الحياتي وخصوصا أقصد الجانب الاقتصادي، فتحطم أحلام العديد من الشباب على صخرة الواقع، يدفع الكثيرين منهم لليأس والاحباط والتفكير تاليا حتى في الانتحار، أو الخروج في مظاهرات احتجاجية على سوء أوضاعهم وأوضاع البلاد عامة، وعندها أيضا تكون حيواتهم في خطر، حيث نتذكر جميعا كيف تم قتل واصابة آلاف مؤلفة من الشباب، خلال الاحتجاجات الشعبية في حراك تشرين في العام 2019".
هذا ويعيش العراق منذ عقود طويلة في ظل دوامات من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، في ظل حروب وحصارات مديدة، ما أنعكس سلبا بحسب الخبراء على الصحة النفسية العامة خاصة لدى الأجيال الشابة، التي ومنذ نعومة أظفارها تنمو وتترعرع في ظل تفشي ثقافة العنف ومفاهيمه وممارساته، حيث تسجل سنويا مئات حالات الانتحار في البلد، بحسب احصائيات وتقارير المنظمات المدنية والحقوقية العراقية والدولية، على مدى السنوات القليلة الماضية.
{{ article.visit_count }}
في حادثة انتحار غريبة الدوافع، أقدم شاب عراقي في العشرينات من عمره، في أحد أقضية محافظة ذي قار العراقية جنوبي البلاد، على الانتحار من خلال إطلاق النار على نفسه في منطقة الرأس وليفارق الحياة بعد وقت قصير من إسعافه.
وكشفت تحقيقات وبيانات الجهات الأمنية المسؤولة في الحادث، أن سبب الانتحار يعود لمشاكل عائلية، على خلفية اعتزام الشاب المنتحر الزواج للمرة الثانية، الأمر الذي لاقى اعتراضا من قبل ذويه، لكنه كان مصرا على ذلك، وفي المحصلة يبدو أنه نتيجة الضغوط عليه واحتدام الخلاف مع أهله انتحر.
وتنتشر في الآونة الأخيرة حوادث قتل وانتحار وخطف، على امتداد المحافظات العراقية ذات دوافع اجتماعية وسياسية، ويرجع مختصو علم نفس واجتماع عراقيون تصاعد وتيرة مثل تلك الحوادث، إلى تزايد ضغوطات الحياة في البلاد، وتفاقم المشكلات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المركبة والمتراكمة، والتي ينتج عنها ظواهر شاذة وسلوكيات غير سوية، تتفشى بطبيعة الحال في ظل البيئات المضطربة وغير المستقرة.
وفي هذا المضمار يقول الباحث في علم الاجتماع لطيف حسن، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية": "العنف السياسي والاجتماعي ظاهرة تاريخية متأصلة في العراق، وهو ليس وليد اللحظة، ولعل اطلالة سريعة على تاريخ البلد ومساراته وتحولاته السوسيولوجية، والحروب الداخلية والخارجية التي عاشها، يكشف بوضوح هذه الحقيقة القاسية والمرة مع بالغ الأسف".
ويضيف "ليس هذا وحسب إنما وعلى عكس ما كان يجب أن يحصل، كما هي الحال في معظم بلدان العالم ومجتمعاته، فإن المجتمع العراقي ونحن في القرن الحادي والعشرين لا يزال يرزح تحت سطوة منظومات وتيارات مضادة للتطور الاجتماعي، وكابحة للانفتاح والتسامح والمساواة، والحصاد ما نراه من ارتفاع في نسب ومعدلات العنف على كافة المستويات منزليا ومدرسيا وسياسيا، وفي مختلف مفاصل المجتمع وميادين الحياة، فمقارنة بالعراق ما قبل ست وسبع عقود حتى، يبدو البلد آنذاك أكثر تطورا وانفتاحا مجتمعيا منه الآن وبما لا يقاس".
ويقول طالب جامعي عراقي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "طبيعة الحياة ومتطلباتها تغيرت تماما، وهي شديدة الصعوبة خاصة للشباب في مقتبل العمر، ممن يقفون عاجزين أمام سوء واقعهم الحياتي وخصوصا أقصد الجانب الاقتصادي، فتحطم أحلام العديد من الشباب على صخرة الواقع، يدفع الكثيرين منهم لليأس والاحباط والتفكير تاليا حتى في الانتحار، أو الخروج في مظاهرات احتجاجية على سوء أوضاعهم وأوضاع البلاد عامة، وعندها أيضا تكون حيواتهم في خطر، حيث نتذكر جميعا كيف تم قتل واصابة آلاف مؤلفة من الشباب، خلال الاحتجاجات الشعبية في حراك تشرين في العام 2019".
هذا ويعيش العراق منذ عقود طويلة في ظل دوامات من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، في ظل حروب وحصارات مديدة، ما أنعكس سلبا بحسب الخبراء على الصحة النفسية العامة خاصة لدى الأجيال الشابة، التي ومنذ نعومة أظفارها تنمو وتترعرع في ظل تفشي ثقافة العنف ومفاهيمه وممارساته، حيث تسجل سنويا مئات حالات الانتحار في البلد، بحسب احصائيات وتقارير المنظمات المدنية والحقوقية العراقية والدولية، على مدى السنوات القليلة الماضية.