RT
منذ 60 عاما دخلت منظومة الدفاع الجوي قصيرة المدى "إس – 125" في حوزة الجيش السوفيتي.
وجاءت المنظومة ردا على تغير تكتيك المقاتلات والقاذفات وصارت الغاية منها مكافحة الأهداف السريعة المحلقة على ارتفاع منخفض.
يذكر أن كل القاذفات حصلت بعد الحرب العالمية الثانية على محركات نفاثة، ما جعلها تحلق على ارتفاعات من الصعب إصابتها بالمدافع المضادة للجو. جاء ردا على ذلك اختراع رادار بعيد المدى والصواريخ القادرة على تدمير الأهداف الجوية على ارتفاعات عالية.
واضطرت القوات الجوية إلى تغيير تكتيكها. وبدلا من الهروب من صواريخ "إس – 75" السوفيتية المضادة للجو بدأت القاذفات تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت فوق الأرض مباشرة خارقة أنساق مسؤولية كتائب الصواريخ المضادة للجو.
وقد أوكلت عام 1955 إلى مكتب "ألكسندر راسبليتين" السوفيتي للتصاميم مهمة اختراع منظومة اعتراض الأهداف فوق الصوتية على ارتفاعات تتراوح بين 100 متر و 5000 متر. واقتبس المصممون التكنولوجيات المستخدمة عند تصنيع رادارات "إس – 25" و"إس – 75" وجعلها لا تنتبه إلى تضاريس الأرض وزودوا الصواريخ العاملة بالوقود الصلب بنظام الإطلاق الأوتوماتيكي الذي يعمل بمجرد دخول الهدف الجوي منطقة مسؤوليتها. وصار بمقدور تلك الصواريخ تدمير الأهداف فوق الصوتية على ارتفاع 7000 متر. أما الأهداف تحت الصوتية فدمرت عند تحليقها على الارتفاع بدءا من ألف متر. وبعد أن دخلت تلك المنظومة في حوزة قوات الدفاع الجوي السوفيتية عام 1961 بلغ احتمال تدمير هدف جوي واحد بصاروخين نسبة 98%.
واستخدمت منظومة "إس – 125" لأول مرة خارج الاتحاد السوفيتي عام 1970 في حرب الاستنزاف بمصر حيث أوقفت قصف الطيران الإسرائيلي للمنشآت المدنية السوفيتية، ثم أسقطت تلك المنظومة بضع عشرات طائرات إسرائيلية أمريكية الصنع في حرب أكتوبر عام 1973.
وكانت الدفاعات الجوية العراقية تسقط بـ "إس – 125" في الثمانينيات قاذفات "فانتوم" الإيرانية . وبلغ مجد ذروته في الحرب اليوغوسلافية حيث أسقطت أطقم منظومة "إس – 125" طائرات "إف – 16" وحتى أول طائرة في العالم صنعت بتكنولوجيا "ستيلز" وهي قاذفة "إف – 117" أمريكية الصنع.
أما النسخة القابلة للتصدير من "إس - 125" فأطلقت عليها تسمية "بيشورا" ولا يزال ينتجها إلى حد الآن ما يزيد عن 30 بلدا.