يعد صيام الأيام البيض، من الأعمال التي ورد في فضلها أحاديث عن النبي محمد. وهذه الأيام هي التي توافق 13، و14، 15 من كل شهر هجري.
لذلك يفضل المسلمون صيام هذه الأيام، التي تسمى بـ"الأيام البيض".
وإذا كان اكتمال القمر بدرا، ليضيء بأنواره البيضاء ليل هذه الأيام، هو السر في التسمية، فإنه أيضا يحمل السر في اختيار الرسول هذه الأيام للصيام، وفق اجتهادات بعض علماء العصر الحديث.
فكما يملك القمر عند اكتماله قوة جذب كبيرة للمياه على الأرض، ما يزيد من تأثير الظاهرة المعروفة باسم "المد والجذر"، فإنه يفعل نفس الشيء مع الإنسان، وتحديدا في المنطقة المركزية من المخ، والتي يوجد بها سوائل، ما يتسبب في تأثيرات على السلوك البشري الذي يتسم في هذه الأيام بالعصبية والتوتر.
ويقول محمد الباهي، اخصائي الطب النفسي بوزارة الصحة المصرية لـ"العين الإخبارية": " ثبت أن الصيام يساعد في تقليل كمية السائل بتلك المنطقة، ما يساعد على ضبط السلوك في هذه الأيام".
ويضيف أن أجهزة الشرطة في الخارج أصبح لديها دراية بهذه المعلومة، فيكونوا يقظين جدا في هذه الأيام، تحسبا لحدوث جرائم بسبب التوتر والعصبية.
وبعيدا عن الفائدة النفسية لصيام الأيام البيضاء، فإن فائدتها في إثقال ميزان الحسنات كبيرة، كما يذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة، والذين لم ينكروا على المسلم صيام 3 أيام أخرى غير 13 و14 و15، ولكنهم قالوا في الوقت نفسه، إنه من الأفضل صيام هذه الأيام.
وتحض الأحاديث النبوية على صيام 3 أيام دون تسميتها مثل قوله صلى الله عليه وسلم (صم من الشھر 3 أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالھا، وذلك مثل صيام الدھر).
ويميل الفقهاء في تفضيل أيام 13 و14 و15، إلى قول قدامة بن ملحان رضي الله عنه: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يأمُرنا بصيامِ الأيام البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ وقال: هو كهيئةِ الدهرِ).
وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، «إذا صمتَ شيئا من الشهر فصم 13، و14، و15»، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: «أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـ3، صيام 3 أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل النوم».