RT+تاسعثر علماء الآثار في أحد أقدم أحياء القدس بمدينة داوود على كنز غريب يعود إلى زمن الملك سليمان.
واحتوى الكنز على أسنان متحجرة لأسماك القرش تعود إلى عصر الديناصورات، ربما تم جمعها من قبل سكان إسرائيل القديمة. وتحدث العلماء عن اكتشافهم في ندوة Goldschmidt 2021 العلمية.
وقال أحد أصحاب الدراسة، الأستاذ في جامعة "ماينز" الألمانية توماس تيوتكن:" "نفترض أن هذه الأسنان تم جمعها من قبل جامعي الفضول القدامى، لكن حتى الآن لا يمكننا تأكيد ذلك بشكل قاطع. ومن الواضح أن هذه الأسنان لم تستخدم كأدوات أو مجوهرات، وغالبا ما يشتري خبراء في الوقت الراهن آثار أسنان القرش المتحجرة. أما سكان فلسطين فبدأوا في جمعها منذ العصر الحديدي.
وأجرى علماء الآثار حفريات في مدينة داوود، بصفتها أقدم المناطق المأهولة في القدس. وفي العصور التوراتية، كانت المنطقة تضم قصر الملك داوود ، وكذلك عاصمة المملكة التي أسسها. وبعد ذلك، تحولت إلى منطقة في القدس. وأعيد بناؤها عدة مرات، مما أدى إلى فقدان المظهر الأصلي لعاصمة الدولة الإسرائيلية الموحدة الأولى بشكل لا رجعة فيه.
وفي مطلع القرن الحادي والعشرين، بدأت الحفريات واسعة النطاق في منطقة مدينة داوود ، حيث اكتشف العلماء آثارا للأسوار والمباني للمدينة من عصر الملك سليمان، بصفته وريثا للملك داوود. كان من بينها هيكل مستطيل يبلغ طوله 15 مترا وعرضه 10 أمتار، وقد تم حفره في صخرة بجوار الجدول الذي كان بمثابة المصدر الرئيسي للمياه في المدينة.
يعتقد علماء الآثار أن هذا الهيكل، الذي أطلق عليه اسم "الحوض الحجري"، كان يستخدم في الأصل كخزان تم حفظ المياه فيه عند فرض الحصار. وبعد ذلك تم إنشاء مبنى سكني كبير فوقه. واكتشف العلماء، أثناء الحفريات تحت أساسه، العديد من عظام وأسنان الأسماك وحيوانات بحرية ونهرية أخرى.
وقال الأستاذ:" في البداية اعتقدنا أن أسنان أسماك القرش كانت مجرد نفايات طعام ألقاها سكان المدينة منذ ما يقرب من 3000 عام. وعندما أرسلنا مقالنا للنشر، لاحظ أحد المراجعين أن اكتشافنا كان مشابها لأسنان أسماك القرش القديمة التي انقرضت منذ أكثر من 66 مليون سنة، لذلك قمنا بإعادة فحص الأسنان وقياس عمرها ".
ودرس علماء الجيولوجيا الكيميائية بالتفصيل التركيب الكيميائي والنظيري للأسنان. واتضح أن عمرها حوالي 80 مليون عام، ما يصادف عصر الديناصورات، أي نهاية العصر الطباشيري.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف علماء الآثار بجوار الأسنان العديد من الأختام والتحف القيمة الأخرى التي يبلغ عمرها حوال 2900 إلى 3000 عام، ويشير ذلك إلى أن هذه المجموعة بأكملها كانت جزءا من نفس الكنز من زمن الملك سليمان.